رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصطفى سليم في حضرة الكوني: امتياز مع مرتبة الشرف الأولى

الكاتب مصطفى سليم
الكاتب مصطفى سليم

إبراهيم الكونى، أحد أبرز خمسين روائيًا معاصرًا، بحسب مجلة لير الفرنسية، وهو مشروع دكتوراه فى النقد الأدبى حصل به الكاتب والصّحفى مصطفى سليم، على درجة الدكتوراه فى النقد الأدبي من جامعة عين شمس وجاءت الأطروحة تحت عنوان «الأسلاف والأخلاف بين السلطة والحرية.. تشكلات السرد فى ملحمة إبراهيم الكوني»، وتكونت لجنة المناقشة من الأساتذة الدكاترة صلاح فضل، مشرفًا ورئيسًا، وعبدالناصر حسن "مناقشًا"، وحسين حمودة "مناقشًا".



يقول الباحث مصطفى سليم: إن الأديب الليبى، ابن الأصول الأمازيغية إبراهيم الكونى، عانى طويلاً من سوء تقدير منجزه الروائى فى المنطقة العربية رغم أنه ظل طوال عمره يكتب بالعربية وهو الذى يتقن 9 لغات، وكان بإمكانه أن يكتب بإحداها، لكنه لم يكن معنيا بمخاطبة الغرب بقدر ما كان معنيا بتوجيه الرسالة إلى أهله وذويه من الناطقين بالعربية، بل رغم أنه يحيا فى بلادهم منذ زمن طويل، وأشار إلى أن بعض القراءات النقدية العربية اختزلت منجز الرجل فى مقولة "أسير الصحراء".
وأضاف سليم: إذا تحدثنا بلغة الأرقام سنجد أن عدد الدراسات الأكاديمية التى تناولت منجز الكونى بلغت 6 دراسات، تناولت 12 رواية من جملة 81، تتكرر "رباعية الخسوف" فى 4 دراسات منها، وبهذا لا تتجاوز النصوص التى تسلط عليها ضوء الدرس والتحليل نسبة الـ15% فقط من رواياته، وهى نسبة فقيرة بالنظر إلى منجزه، الذى ترجم إلى 40 لغة من لغات العالم الحية.

وتابع: لعل القدر كان رحيما بالرجل فتنافست لغات العالم الحية على نقله إلى ثقافتها، وكرمه عدد من الدول بجوائز تنوعت بين سويسرية ويابانية وفرنسية وأمريكية وعربية، والأهم من هذا وذاك أن الرجل استطاع أن يـُدخل الصحراء وموروثها وعوالمها إلى حرم الرواية العالمية، وأبطل بذلك فعالية مقولة أن الرواية ابنة المدينة التى سادت فى بدايات القرن العشرين، وبرهن أن الرواية عمل إنسانى قبل أن يكون حكراً على المدينة، وأتاح للصحراء أن تسجل كلمتها عبر رواياته التي وثقت سيرة الأمازيغ وقبائل الصحراء الكبرى، وبعتث تراثها من تحت ركام التاريخ".
وأوضح سليم أن كثيرا من الباحثين والنقاد يقرون بأهمية الكونى تفاديا لمناقشة مشروع روائى، صلبه تنوع مظاهر خطابه السردي، أسلوبا وبناء ودلالة، ويستند إلى جملة من المعارف الفلسفية والدينية والميثيولوجية، وأشار إلى أن سرديات الكونى لا تزال بحاجة ليس لإعادة قراءة، فلم نقرأه نحن العرب بعد، والحق أن الأوروبيين أكثر منا معرفة بمنجزه؛ ففى حين عده بعض الباحثين «أسير الصحراء» رأى الأوروبيون فى «الصحراء» وسيلته الفنية لا غايته، "فدائما ما يقرأ لنا الأغراب بالإنابة".
وتناولت الدّراسة سداسيّة الأسلاف والأخلاف بالدرس والتحليل وارتكزت فى تناولها على جدل السُّلطة والحرية، عبر خمسة أجيال من الحكام فى ليبيا عبر صراع العرش والمال والمرأة.