رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«واجهوا الحياة بالطبخ».. 6 قصص لرجال يجيدون الطهي (صور)

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

«أنا اتعملت الطبخ من أمي، وحبيته لما هي اتبسطت من طبخي، وقالتلي أكلك حلو يا واد» كان ذلك مُفتتح حديث محمد صبري عن والدته وطبخ الطعام الذي يرى أنه مرتبط بـ"اللّمة والأهل وقعدة الطبلية" ويعزز العلاقات العائلية بوجه عام، ويُشعره بالرضا عندما تخرج كلمة طيبة من أفراد أسرته عن جمال الطعام الذي قدمه لهم.

تُشجعه والدته دائمًا ليستمر في الطبخ، ليوفر لها وقت تشاهد خلاله التليفزيون، لذا لا توجد غيرة بينهما: "أمي بتطبخ أحسن مني بس ماقدرش أقولها كده طبعًا" يقولها ضاحكًا قدم أولى أكلاته وهو في الثانية عشر من العمر وهي مكرونة اسباجيتي، لكنه لم يُوفق بها، فسخرت منه والدته: صعبت عليا نفسي، هكذا شعر وقتها، وحاليًا جل ما يُرضيه هو تذوق الطعام، واستنشاق رائحته.

الرجال أكثر مهارة
يرى صبري أن الرجال أكثر مهارة في الطبخ من النساء، كما هو متعارف عليه عالميًا، لكن مهارة الرجال يواجهها جمال طبخ النساء،وهو أمر له علاقة بـ"النّفس" في الطبخ، وهو أمر يُصدق فيه كثيرًا، ويصفه بتلك الكلمات: "أمي وهي بتعمل الأكل بتفكر في عيالها فالأكل بيطلع حلو".

وعن طقوسه في المطبخ:"أحب حوضي يبقي نضيف، أحب أسمع مزيكا، أشرب شاي، أقطع الخضار على أورمه خشب، بسكينة 8 بوصة عريضة، وأحب أكل اللي طبخته سخن أول ما يستوي".

مكرونة بالسكر
دخل محمود إمام، ممثل، عالم الطبخ وهو في التاسعة من العمر، لأن والدته إمرأة عاملة، وكان حريص على مساعدتها، وأيضًا لأنه يحب الطبخ. وكانت المكرونة أولى الأكلات التي قدمها، لكن بدلًا من أن يضع الملح وضع السكر، وفانصفته والدته قائلة: "حلوة كلوها لأني مش هطبخ لكم تاني، وده مش هيترمي في الزبالة".

لدى محمود فلسفة في الطبخ، فكلما أراد تناول أكلة بعينها لا ينتظر أحد ليُعدها له، بل يبحث عن طريقة تحضيرها، ويطبخها لنفسه وهو ما حدث بالفعل في المحشي الذي يُحبه كثيرًا، وشعر بالمتعة عند رؤيته استمتاع الآخرين بتناوله.

الطبخ فن كغيره من الفنون، يُصنع بحب، ومليئ بالتفاصيل، هكذا يراه محمود، ويؤمن أن الفارق الوحيد بين الرجال والسيدات في الطبخ، وهو إجبار السيدات في مجتمعاتنا على ذلك وأقوال مثل "الست اللي مش بتطبخ تبقى ست مش كاملة"، أو لأن الرجل يبحث عمن تطبخ له وهو أمر يمثل بؤس بالنسبة لـ"محمود".

فضول
"بدأت أطبخ وأنا في 6 ابتدائي، على سبيل الفضول وحب التجربة، كنت بشوف ماما بتعمل إيه، وأحاول أعمل زيها".. تلك بداية محمد ماجد، 23 سنة، طالب في هندسة إتصالات، مع الطبخ.

ثم بدأ في مشاهدة برامج متخصصة في الطبخ مثل برامج جوردن رامزي، و"جيمي أوليفر"، وشاهد مع والدته قناة "فتافيت"، ثم بدأ يبتكر ويُقلد ما يراه في حدود ما لديه: "بقيت بفرح لما حد يدوق أكلي ويتبسط، كنت بحس بسعادة ما تتوصفش، والطبخ خيال وشغف".

ومؤخرًا تستنجد والدته به في العزومات الكبيرة، وبننطلق سوا هكذا يصف الأمر، يطبخ محمد أفضل من شقيقته المتزوجة، مما يخلق بينهما تنافس وجو من المرح كلما زارها، بحسب قوله.

أفراح البدو
أما الشاعر سالم الشهباني، فتعلم الطبخ من جدته، التي طالما جلس معها خلال إجازته المدرسية، وأيضًا من والده، الذي طالما طبخ لنفسه بسبب سفره خلال العمل، فهو طباخ قديم بأفراح البدو، الذين طلبوا منه مرارًا طبخ الطعام والإشراف عليه.

علم "سالم" أنه وقع في غرام الطبخ عندما دفعه فضوله لمعرفة تفاصيل كل أكلة يتم طبخها بالمنزل، "والطبخ بيحققلي سعادة ما تتوصفش بالذات لما أفِن فيه وأجرب حاجة جديدة وتطلع كويسة".

بيطبخ كويس
«الوحيد في أخواتي اللي كنت بحب أقف مع ماما في المطبخ، واتعلمت الطبخ منها، وهي اللي شجعتني، وخلتني أساعدها، وأنا في أولى إعدادي عملت أول أكلة لوحدي بتوجيه منها، وردود الفعل من عيلتي كانت إيجابية، ولما ماما تعبت بقيت أنا اللي بطبخ في البيت، وبقى مشهور عني في العيلة إن الحسيني بيطبخ كويس جدا".. في سعادة يروي الحسيني محمد عبده تجربته مع الطبخ.

يُحب السفر كثيرًا، ولديه شغف طوال الوقت أن يُجرب الأكلات الشعبية في كل دولة يزورها، وفي ثقة يقول: "تقريبًا شاطر في كل الأكل وبخترع أكلات جديدة"، يُنهي الحسيني حديثه قائلًا: تفاصيل الطبخ عند الراجل بتبقى منظمة أكتر من الست، يعني أنا بعمل أكتر من صنف في ساعتين بالكتير، عكس مراتي ممكن تقضي اليوم كله في صنف واحد. والطبخ بالنسبالي أشبه بالعلاج النفسي، اللي بواجه بيه إحباط الشغل والحياة".

الطبخ مدرسة
راقب والدته فتعلم الطبخ، ثم أصبح مُضطرًا لذلك عندما قرر العيش وحده من 14 عامًا مضوا، هكذا فعل محمد الشيمي، 32 سنة، فنان تشكيلي ومصور فوتوغرافي. أحب الطبخ لأنه يُرضيه نفسيًا، وأنه استطاع اثبات كونه أكثر مهارة في الطبخ من السيدات، خاصة من هم في نفس جيله.

أولى الأكلات التي قدمها هي بيض بالمشروم، ونالت إعجاب الجميع بحسب قوله، لكنه يُفضل الباربكيو بأنواعه، وورق العنب بالكوارع. وتُفضِل والدته ما يطبخه وتطلب منه وصفات بعض الأكلات أحيانًا، وعن الفارق بين الرجل والمرأة في الطبخ يُنهي بقوله: "الطبخ مدارس وأمزجة".