رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شغب الجماهير.. والسوبر العائلى


لا ننكر أن فكرة إقامة السوبر المصرى فى الإمارات، لها إيجابيات كبيرة وتحقق مكاسب بالجملة، سواء مالية أو تنظيمية، كما أنها تعتبر أفضل دعاية للكرة المصرية، ولا بد أن نستفيد من هذه الإيجابيات فى مصر، لكن هناك تساؤلات تحتاج إلى إجابات بشأن بعض «السلبيات» التى ينبغى علاجها لعدم تكرارها، والاستفادة من ذلك فى المناسبات الكروية الكبرى المقبلة.
فى البداية، لا بد أن نشيد بملعب هزاع بن زايد كواحد من أفضل الملاعب العالمية، من الناحية الجمالية المعمارية، ونشيد بالعملية التنظيمية، وسهولة دخول وخروج الجماهير، والمظهر الحضارى لهم فى المدرجات دون تجاوزات بالصواريخ والشماريخ أو خروج على النص.
فسبق أن أقيم السوبر فى الإمارات، مرتين بحضور جماهير القطبين الأهلى والزمالك، وكان التشجيع مثاليًا، ولم تحدث مخالفة واحدة ولم يُلق صاروخ ولا شمروخ، مع الوضع فى الاعتبار أن أغلب الجماهير التى تواجدت فى المدرجات، كانت مصرية بنسبة ٩٥٪ ويتقدمهم «الأولتراس»، ليبقى السؤال: «لماذا لا تكون نفس الجماهير ملتزمة فى مدرجات مصر؟». الإجابة تكمن فى التنظيم وقانون الشغب الرادع فى الإمارات، فهناك فى الإمارات لديهم سهولة فى حصول الجمهور على التذكرة بطريقة إلكترونية، وكل مشجع يعرف رقم مقعده، ويوجد على ظهر التذكرة ١٩ مخالفة يحظر ارتكابها فى الملعب، وإلا سيتم توقيع عقوبات فورية بالحبس لأى خارج على النظام والقانون.
التصوير التليفزيونى للسوبر قمة فى الروعة، وهناك أكثر من ٤٠ كاميرا تنقل الحدث داخل وخارج الملعب، بجانب الكاميرا الطائرة، لتكشف كل الزوايا، فتشعر وكأنك فى مباراة أوروبية. ومع ذلك، هناك سلبيات عديدة، منها موعد السوبر الذى يقام فى منتصف الموسم عكس العالم كله، الذى يكون السوبر فيه قبل انطلاق الموسم الجديد بأسبوع، إلى جانب حالة الفوضى التى تشهدها البعثة المصرية، المتمثلة فى استضافة كل أعضاء مجلسى إدارة الناديين وعائلاتهم، ومجلس اتحاد الكرة وعائلاتهم، وجهاز المنتخب وعائلاتهم، وبعض الإعلاميين وعائلاتهم، لتتحول البعثة المصرية إلى رحلة للقناطر الخيرية، وتتوافد هذه العائلات على «أوردرات شراء»، وكأننا فى «سوق العبور»، فى مشهد لا يليق بمسئولى الكرة المصرية، ويجعلك تشعر أنه «سوبر عائلى». يبقى المستوى الفنى للمباراة، ولا أشكك فى قدرات مدربى المصرى والأهلى حسام حسن والبدرى، وكوكبة النجوم فى الفريقين، وأثق فى قدراتهم لتقديم عرض فنى قوى ورائع، لكن أحذر من الاحتكاكات والعصبية، وتجنب الاعتراضات على الحكم الإماراتى، حتى نظهر بشكل يليق وسمعة الكرة المصرية. فى النهاية أتمنى أن نستفيد من الإيجابيات التنظيمية، ونعالج الأخطاء والسلبيات حتى تكون المباراة «سوبر» فى كل شىء.