رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى الأربعين.. بنسيون فؤاد يحوي كواليس ميرامار «دلوعة السينما المصرية» (صور)

جريدة الدستور

يرحل الشخص وتبقى الذكرى، وتظل شاهدة على تاريخ سطر على جدران قصة حياتها، وبالتزامن مع الذكرى الأربعين الأولى لوفاة «دلوعة السينما المصرية» الفنانة شادية، عن عمر يناهز 86 عامًا بسبب أزمة صحية في نوفمبر الماضي.

واستطلعت «الدستور» خزائن أسرارها في بنسيون فؤاد بالإسكندرية:

«شادية أو زهرة» كما ورد اسمها في فيلم «ميرامار»، الذي رسمت بعض ملامح حكايته في مدينة الإسكندرية، وتحديدًا في بنسيون فؤاد أو «ميرامار».

ففي منطقة محطة الرمل ستجد مبنى ذات طراز إيطالي ببوابة خشبية كبيرة ومدخل ذات بهو عالى، فتستقل المصعد ذات البوابة الحديدية المذهبة، وتصعد للدور الثاني لتجد فندق فؤاد، لتحاور - «الدستور» - جيهان كمال، صاحبة الفندق، ووريثة الفندق من جدتها وأبيها، واللذان اشتراه من سيدة يونانية الأصل تدعى كلارا، فتقول إن المبنى هذا بدأ البناء فيه من عام 1928 واستغرق بناؤه ما يقرب من الخمس سنوات لمهندس إيطالي، حصل بعدها على أحسن مهندس معماري على مستوى الإسكندرية حينذاك.

فتتابع أحداث الفيلم الذي تدور أحداثه في بنسيون ميرامار، بمنطقة محطة الرمل في مدينة الإسكندرية، تديره سيدة يونانية الجنسية، والذي يستضيف عدد من النزلاء كل منهم صاحب قصة خاصة، منها قصة سرحان الشاب العابث الوصولي لدور يجسده الفنان يوسف شعبان، الذي يتوعد بالزواج من زهرة والذي تجسده الفنانة الراحلة شادية، وهي الفتاة التي جاءت إلى الإسكندرية، هاربة من بلدتها لرفضها الزواج من عجوز غني ضغطت عليها أسرتها للزواج منه، وعلى حسب الرؤية الإخراجية لمخرج الفيلم كمال الشيخ تدور الكاميرا وتنتقل من المشهد السينمائي بالتلفاز إلى فندق فؤاد أو ما يسمى في أحداث الفيلم «بنسيون ميرامار».

وتتابع كمال، أنه أثناء تصوير الفيلم بالفندق عام 1969، كانت لم تولد بعد ولكن بعد ذلك سمعت كل الأحداث وكواليسها من جدتها السيدة نفوسة ومن والدها ووالدتها، حيث قالوا لها إن الكاتب العالمي نجيب محفوظ كان دائم الجلوس بمقهى شهير على كورنيش البحر بجوار الفندق، فعند مشاهدته المبنى الذي يحوي الفندق في إحدى طوابقه وتصميمه المختلف وعندما علم أن بداخل هذا المبنى الذي أثار إعجابه فندق أوحى له أن يتم تصوير جزء من أحداث الفيلم فيه.

وأضافت أن أحداث الفيلم بالكامل كانت تدور في مدينة الإسكندرية وبالتحديد بمنطقة محطة الرمل، ولكن جميع الأحداث الداخلية في التصوير كان ينتقل إلى مكان تصوير أخر مكون من طابقين بالقاهرة، موضحة أنه أثناء تصوير المشاهد الخاصة بالإسكندرية كانت الاستراحة الخاصة بهم بداخل فندق فؤاد وأيضا جميع البروفات الخاصة بالتصوير والذى استغرقت مايقرب من 3 أسابيع.

وتضيف كمال، أن الفندق يضم 16 غرفة على مساحة 600 متر، وينقسم إلى قسمين، إحداهما تم تجديده على الذوق الحديث ويضم 13 غرفة، والقسم الآخر يحوي 3 غرف مازالت بالهيئة القديمة وقت تصوير الفيلم، ماعدا بعض التجديدات البسيطة وتغيير أثاث الغرف، لافتة إلى أن مازال لديها بعض النزلاء يحرصون على النزول في هذه الغرف ذات الذوق القديم دون غيرها لإعتيادهم عليها من زمن بعيد، كما أنها حرصت أن يشعر النزيل بالجو الأسري خلال إقامته بالفندق.

وتستطرد كمال، أن الفندق لم يستقبل أبطال فيلم ميرامار وحسب، بل كان من أشهر نزلاءه الفنانة ماري منيب والتي كانت تصطحب والدها وهو صغير السن إلى المسرح معها، والفنان عبد الفتاح القصري، وأيضًا فرقة نجيب الريحاني فكانوا يقيمون بشكل دائم أثناء عروضهم المسرحية حينذاك.

واختتمت حديثها بأن الفندق أيضًا استقبل عدد من الأفلام الأخرى منها فيلم «صباحو كدب»، ومسلسل «حنان وحنين»، مشيرة إلى أنهم استغلوا من غرف الفندق استراحة للفنان عمر الشريف، والفنانة سوسن بدر، علاوة على عدد من النزلاء من الجنسيات المختلفة الأخرى من الصين وماليزيا وألمانيا وغيرها.

يذكر أن فيلم «ميرامار» قصة نجيب محفوظ، بطولة شادية، يوسف شعبان، يوسف وهبي، عبد المنعم إبراهيم، عماد حمدي، وإخراج كمال الشيخ.