رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفهم الخاطئ لحديث «أُمرت أن أُقاتل الناس»


كيف نفهم حديث النبى، صلى الله عليه وسلم: «أُمرت أن أُقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله» أليس الحديث دعوة صريحة لقتال الناس، كل الناس، حتى يسلموا.. حتى إن دعاة العنف يشرعون لعنفهم بناءً على هذا الحديث.

والرد فى عدة نقاط:

أولًا: الحديث يتعارض مع نصوص قرآنية محكمة قطعية الدلالة، مثل قول الله تعالى: «لَا إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ» وهى آية محكمة غير منسوخة، ولكون هذا الحديث يتعارض مع قوله تعالى: «وَقَاتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُم ْوَلَا تَعتَدُوا إِنَ ّاللَّه َلَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ» وقوله: «وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْم ِفَاجْنَحْ لَهَا»، كل هذه الآيات إعلان عالمى للسلام، فالأصل فى العلاقات الدولية بين المسلمين وغيرهم السلام وليس الحرب!

ثانيًا: إذن فما تفسير الحديث؟.

كلمة الناس فى اللغة يُقصد بها كل الناس كما يقصد بها مجموعة من الناس وليس الكل، كما يقصد بها الواحد فقط.. مثل قول الله تعالى «الَّذِينَ قَال َلَهُم ُالنَّاسُ» وكان القائل واحدًا فقط «إن النَّاس َقَدْ جَمَعُوا لَكُمْ» والمقصود هنا قريش الذين حاربوا النبى، صلى الله عليه وسلم، فالنبى يقول وكأنه يقرأ المستقبل: إن قريش لن تنهى الصراع وستصر على الحرب إلا أن يسلموا، وبالتالى فليس الحديث هنا عن كل البشر، ولكن عند قريش فقط.

فعبارة «الناس» فى الحديث تعنى مشركى قريش المُصريين على الحرب.

وعبارة «أُقاتل» التى وردت فى الحديث تعنى أنه لن يستسلم أمام إصرارهم على القتال بمعنى: إن قاتلونا قاتلناهم.

لأن الله نهانا أن نبدأ بقتال أحد «وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ».

ثالثًا وأخيرًا: الإسلام دين السلام وليس دين الحرب «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِى السِّلْمِ كَافَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ»، اطرق دائمًا كل أبواب السلام وأغلق كل أبواب الصراع.. عندها ستكون مؤمنًا حقًا.