رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من الفائز غدًا؟


غدًا يحسم الصحفيون معركة مهمة ليس لكونها معركة انتخابية، لكن لأنها معركة مصيرية يحدد بها الصحفيون اتجاهات نقابتهم بعد فترات من سيطرة اليسار إلى الإخوان .. آن الوقت ليكون للصحفيين نقابة تعيد لهم حقوقهم.. وقبلها كرامتهم وتعيد لكارنيه الصحفى مكانته عندما يُقدم لمسئول أو ضابط.. تزيل عنهم ما أثير حولهم وتدافع عن أحلامهم.. غدًا: ماذا لو تحرك الصحفيون الذين خاصموا مقار نقابتهم وقصدوا حضورهم إليها فقط لتجديد الكارنيه أو دفع اشتراك.. وربما لحجز قطعة أرض أو وحدة سكنية طال انتظارها ثم ظهر بعد ذلك تخصيصها لآخرين لا يمتون للنقابة بصلة. انتخابات الصحفيين غدًا نقطة بداية لعهد جديد يحدده الصحفيون باختياراتهم وهم أهل الرأى والنخبة ولا يفيد تعاطف أو مجاملة.. فأمامنا مجلس نواب اختاره الشعب وعض على أنامله فيما بعد.. وقد سبق ذلك اختيار «مرسى» بعد شرب الشاى بالياسمين وعصير الليمون وكانت النتيجة ما حدث ويحدث حتى الآن.



أما الغد.. فهو يومكم يا من تدافعون عن حرية الرأى وعن قضايا الشعب وتقترحون حلول المشاكل وترى الأمة فى كتاباتكم نافذة الضوء للغد.. حان وقتكم وجاء دوركم لتدافعوا عن نقابة هى بيتكم وحضنكم.. جاء الوقت لنقول للشعب كله كيف يكون الاختيار وكيف يتحقق الحلم فى انتخابات نزيهة ديمقراطية حقيقية، وأن تخلو اختياراتكم من بعض مَن ركز على خدمات بسيطة ونسى الأهم.. وهى برامج حماية الصحفى وصون كرامته وإعادة المهنية إلى المؤسسات الصحفية.. وإذا تحرك من يطلق عليهم حزب الكنبة فسوف يُحسم الأمر بلا شك فى الساعات الأولى.. وسيُقدم الصحفيون نموذجًا لما يجب أن يكون فى حالات الاختيار والانتخاب.

ما يريده الصحفيون سيحققونه باختياراتهم.. أما ما يريد الشعب منهم فهو الأهم.. مرة ثانية نريد إعلاما مهنيًا قويًا.. إعلاما يرى فيه المواطن من يُدافع عن حقوقه ويعيد له كرامته لو أهينت .. نريد إعلاما يُعيد للصحافة المصرية مكانتها ويُعيدها مرة أخرى مدرسة للصحافة العربية ورائدة لها.. يُريد الشعب إعلاما يصل إلى المواطن فى أسوان ومطروح والعريش لا يُناقش فقط قضايا حقوق الإنسان ومنظمات الديمقراطية والفلسفة السياسية.. الشعب يُريد والصحفيون غدًا يحققون باختياراتهم ما يريد أو يخذلون وطنهم باختيارات يدفعون ثمنها فترة مقبلة ربما تطول.

وإذا كانت انتخابات النقابة غدًا هى النقطة الأكثر ضوءًا فى المشهد الإعلامى.. فإن ذلك يجعلنا أيضا ننظر إلى نقطة أخرى مضيئة وهى تشكيل نقابة الإعلاميين.. أو بمعنى أدق تشكيل اللجنة المؤسسة للنقابة.. والتى بدأت عملها واجتماعاتها برئاسة الإعلامى القدير حمدى الكنيسى الذى ناضل لسنوات طويلة من أجل تحقيق الحلم.. شاركه فى ذلك الراحلان: عادل نورالدين ومصطفى الوشاحى.. كما شارك أيضا الأستاذ سيد الغضبان والإعلامى جمال الشاعر وزملاء إعلاميون من أجيال متعددة.. وبعد أن تحقق الحلم وبدأت الخطوة التمهيدية.. ولا أقول الأولى فاللجنة المؤسسة عليها عبء كبير.. ويجب أن تواصل عملها أو تعلن أنها فى حالة انعقاد شبه دائم لتضع دستورًا إعلاميًا يتمثل فى وثيقة الشرف الإعلامى.. وأن تُحدد تعريفًا مهمًا لمن هو الإعلامى؟.. وما هى المهن التى من حقها أن تنضم للنقابة؟.. وأيضا تحدد- وبوضوح- تواريخ محددة لانتخابات النقابة الوليدة.. وكما يريد الشعب من مجلس نقابة الصحفيين الجديد مطالب عديدة، فإن هناك أيضا مطالب مهمة من نقابة الإعلاميين وهى التى تمثل القطاع الذى أصبح الأهم عبر شاشاته وشبكاته الإذاعية ومواقعه الإلكترونية وقد أتاحت له الظروف اليوم موقعًا ربما أفضل وأكثر تأثيرًا من الصحافة.

هى إذن نقابة للفرع الأهم فى صناعة الإعلام.. وهى حلم انتظره آلاف الإعلاميين.. حاولوا فى تسعينيات القرن الماضى وفى نهاية عهد الرئيس الأسبق مبارك وفى عهد الإخوان ومجلسهم النيابى، وانتهت كل المحاولات إما إلى خلافات أو فشل ولم يتحقق الحلم.. وجاء الدستور الجديد لينص على إنشاء الهيئات الإعلامية ونقابة الإعلاميين.. وتعثرت الولادة مرات حتى صدر القانون مؤخرًا ليعطى للإعلاميين الحق فى إنشاء نقابة مهنية لهم.. هناك قبل البداية فى إنشاء النقابة نقطة مهمة..فقد أنشئت فى عهد ما بعد يناير وأثناء ارتباك المشهد السياسى والإعلامى ما أطلق عليه «النقابات المستقلة»، وأكثر من واحدة تحمل اسم الإعلاميين ومنها نقابة قديمة أيضا تُعطى كارنيهات بصفة الإعلامى وتخصص لها أراض وشقق من الوزارات وتحصل على مميزات عديدة لأعضائها.. ومع احترامى لكثير منهم إلا أن هذه النقابات أعطت عضويتها للكثيرين من مهن أخرى لا تمت للإعلام بصلة.. كما تحولت إلى باب خلفى للابتزاز من حاملى العضوية لمسئولين ورجال أعمال.

لقد رأينا سباكين ونجارين وحاملى مؤهلات متوسطة يحملون بطاقات شخصية بمهن رئيس تحرير أو رئيس مجلس إدارة لمؤسسة يُدعى أنها صحفية أو إعلامية.. يجب على النقابتين.. الصحفيين والإعلاميين.. البدء فى حملة تطهير للمشهد الإعلامى النقابى أولا من تنقية للعضوية وبحث موقف النقابات المستقلة.. يجب أن يكون للصحفيين والإعلاميين أو للإعلام بأقسامه المرئى والمسموع والمطبوع والإلكترونى نقابات مهنية واحدة وواضحة ومسئولة.. وهذه الخطوة الأولى والأهم لتنقية الجداول وتنقية المشهد الإعلامى.. ما نريده من أبناء مهنة الإعلام وثيقة شرف تغلق محطات وصحف بير السلم وتُعيد للإعلام المصرى مكانته التى تعرضت لانتكاسة عنيفة.. وثيقة شرف تُعطى للإعلامى حقه فى إبداء رأيه وتحميه.. وأيضا تُعطى للمسئول والمواطن حقه فى الرد وتحميه من بعض ضعاف النفوس والباحثين عن شهرة.. غدًا يوم مهم فى تاريخ الحياة الصحفية.. وغدًا تقرر الجماعة الصحفية باختيارها لنقيب جديد وأعضاء للمجلس.. تقرر أن الصحفيين هم حملة مصباح الرأى.. وهم حُماة الديمقراطية.. وهم الأحق أن يكونوا نخبة تدافع عن حق الوطن.. غدا ننتظر.. لتبدأ مرحلة جديدة فى حياة ومسيرة الإعلام المصرى.