رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يارا وعماد وبينهما حسام البدرى


 يتمتع الزملكاوية برحابة صدر لا يقدرها معظم الأهلوية للأسف، والدليل أمامك الآن وأنت تقرأ تلك السطور، فأنا أحب الكابتن «عماد متعب» وأتابعه بجنون يناسب ذكاءه فى الملعب، وأظنه اليوم بعد زواجه من الجميلة «يارا» يستحق أن يحمل لقب «هيرو» الملاعب المصرية، فالفتى الذى تلاحقه الجماهير بهتافاتها ووقاحتها أحيانًا نجح فى الحفاظ على حياته الخاصة وواجه عواصف وأعاصير لم تضعف قوته ولم تؤثر على قصة حبه للفتاة التى اختارها.

وأنا أتابع هذه القصة منذ بدايتها قبل خمس سنوات، وكثيرًا ما تحدثت عن تلك العلاقة كنموذج مثالى وجديد.تحمل «عماد متعب» الكثير وخاض معارك متعددة وصولًا إلى تلك اللحظة التى جلس فيها بجوار زوجته وحبيبته الحسناء «يارا». بعض المحسوبين على الزملكاوية رفعوا شعارات العفة واستخدموا سلاح المايوهات وسخروا منه وتاجروا بالقصة فى محاولة لتشويهها، أما جماهير الأهلى التى تعشق هدافها وفارس أحلامها فقد صدّت الهجوم بكل قوة، لكنها فى الوقت نفسه لم ترحم النجم من نظرات تحمل العتاب أو على الأقل «ما كانش لازم يعنى البنت الحلوة قوى دى»!.

أما «عماد» فقد وقع فى فخ كبير، فهو لا يعرف كيف يرضى الجماهير ويقنعهم بأن القلب قد عشق، وأن الحياة ليست كلها أهداف ودورى وكأس وتسخين وتمرينات وإصابات! كما لا يعرف ماذا يفعل مع معظم أهل الصحافة الرياضية الذين ينشرون أخبار الحب بينه ومحبوبته كأنما يتحدثون عن فضيحة! ونموذج «يارا»، كملكة جمال تهوى الفن والتمثيل، كان جديدًا على الملاعب المصرية، فالفتاة الجميلة عرفت الطريق إلى المدرجات وجلست تترقب فارسها بينما الكاميرات تتابعها، وتلك أمور كنا نشاهدها فى ملاعب أوروبا فقط، ولم يصدق الناس أن «عماد ويارا» كسرا الأنماط التقليدية القديمة وأن الحب ليس عيبًا كى نمارسه فى الخفاء أو فى كافيهات مشبوهة كما يفعل كثير من نجوم الكرة!.

كل ذلك زاد قصتهما حضورًا وجعلهما أكثر ارتباطًا والتصاقًا وسط غمز ولمز فى صحف ومجلات لم يهتم بأمرها «العمدة» فى البداية، لكنه وجد نفسه مضطرًا إلى أن يقف وقفة حاسمة ليهدد بمقاضاة أى شخص يتعرض لحياته الشخصية واستعار تعبيرات رجال السياسة وهو يحذر: «يارا.. خط أحمر».

على أن المعاناة لم تكن مع الألتراس والأبيض أو الأحمر أو حتى مع الصحافة، لكنها مع الكابتن «حسام البدرى» الذى كان مديرًا فنيًا للأهلى فترة الخطوبة، قبل أن يعود مؤخرًا ويتعامل مع «العمدة» بعجرفة لا تليق بنجم كبير، أقول لك إن القصة بين عماد ويارا بدأت فى وجود حسام البدرى، وكانت تلك معاناة أشد، إذ يصعب على شخص يحمل سمات شخصية البدرى أن يتقبل وجود قصة حب بين لاعب وفتاة! فأنت تلاحظ أن الكابتن البدرى غاية فى الطيبة ويحمل ملامح تليق بطبيب بيطرى حديث التخرج وأظنه كان سيصبح صاحب شأن لو عمل فى مصلحة الضرائب أو تجارة الأعلاف، لكنه اختار كرة القدم وصنع نجومية كبيرة فى عالمها الواسع، ولعلك تلاحظ كيف يبخل الكابتن حسام البدرى، بعد عودته لتدريب الأهلى، بدقائق يشرك خلالها النجم الكبير.

عمومًا، فكل تلك المعاناة التى عاشها العمدة تجعل قصة حبه تفوق قصصًا أسطورية عديدة، فقد كان عبدالحليم حافظ «خسيسًا» مع سعاد حسنى، وفق مذكرات مفيد فوزى، وضحى بقصة حبهما حرصًا على الجماهيرية!

وعماد متعب ماركة جديدة على الكرة المصرية، يمتلك الذكاء، ولا يتحرك فى الملعب إلا بالذكاء، فهو يعرف أين تقفز الكرة وكيف ستتجاوز المدافع فينتظرها مثل عاشق كان على موعد وغالبًا يودعها المرمى.

هو ليس أبوتريكة أو أحمد حسن أو غيرهما، يحمل طعمًا خاصًا للفتى المصرى اللامع، الثروة ليست كل شىء والحياة تستحق أن تُعاش، وحبيبته «يارا» تستحق أن تكون الحظ الأوفر للنجم المبدع الذى ظل محافظًا على حبه للساحرة الفرعونية وسط كل هذه الحروب، وفعل كما صنع أنطونيو الذى عشق كليوباترا ولم يخش الامبراطور أغسطس ولم يهتم بغضب روما كلها، واختار أن يشم رائحة الياسمين تفوح من كف الملكة المصرية الساحرة.