رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حملات التشكيك


ما إن تحقق الشرطة نجاحاً فى سرعة الكشف عن جريمة إرهابية، حتى تنطلق شائعات التشكيك، فى النتائج التى تتوصل إليها لكشف الفاعلين. حملات التشكيك تعاظمت مع ظهور القنوات الفضائية، وأسهمت بعض القنوات الفضائية المتعددة فى بلبلة أفكار البسطاء حول بلدهم، وتكون لديهم أعتقاد جازم، أن بلادهم تلفق الوقائع، وأنها لايمكن أن تكون صادقة، كما ترسخ لديهم اعتقاد أن الإعلام الأجنبى صادق فيما يقوله، خصوصاً قناة البى بى سى العريقة، والتى يعرفها معظم المصريين، منذ أن كانت محطة إذاعية، ففى ظل الدعاية التى كانت تبثها أنظمة الحكم المختلفة فى مصر، كانت تلك الإذاعة تحظى باحترام كل الناس الذين يستمعون، وكان الخبر الذى تبيعه تلك الإذاعة هو عين الحقيقة. كما كانت بعض القنوات التليفزيونية باللغة العربية، وهى قنوات F24 التابعة لفرنسا قناة DW الألمانية RT الروسية وقناة الحرة الأمريكية، وقنوات أخرى بلغات أجنبية تحظى أيضاً باحترام المشاهد المصرى. بالإضافة إلى قناة الجزيرة القطرية.

كل تلك القنوات أخذت خطاً معادياً لإرادة الشعب المصرى بعد ثورتى يناير 2011 ويونيه 2013، وتبنت دائماً وجهات النظر المصرية المتمثلة فى إرادة شعبها من الانتقال من الحكم الدينى إلى الحكم المدنى. وقد حاولت تلك القنوات تأكيد بعض وجهات النظر التى تؤيد ما ينتويه أعداء مصر والمتربصون بها. فقد نشرت قناة الجزرة القطرة نقلاً عن وكالة «رويترز» خبراً بتاريخ 26 نوفمبر 2016 يحمل تصريحاً لوزير الخارجية القطرى يقول فيه: غزة قد تصبح منصة انطلاقة لتنظيم داعش»، وذلك قبل تفجير الكنيسة البطرسية الأخير الذى تبناه بالفعل تنظيم داعش. وتضمن تقرير «رويترز» ما صرح به الوزير القطرى محمد بن عبد الرحمن آل ثانى من أن «الاقتتال الفلسطينى الداخلى والحصار الإسرائيلى المفروض على قطاع غزة منذ أعوام قد يحولان القطاع إلى منصة انطلاق سهلة للقائمين على شئون التجنيد فى صفوف داعش». وزعم الوزير القطرى أن ما سماه «الحصار» الذى تفرضه إسرائيل ومصر على حدود غزة - لاحظ المقاربة - حول الأرض هناك إلى «سجن فى الهواء الطلق».

وبدلاً من الإشارة إلى طبيعة العلاقات بين دولة قطر بتنظيم داعش وتمويله بمعرفتها، أو عن عبور الفلسطينيين من معبر رفح بين الحين والآخر لتهريب أسلحة ورجال للجماعات الإرهابية فى سيناء، أكتفت الوكالة بالحديث عن أن قطر لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وأشارت إلى توتر علاقاتها مع الحكومة المصرية التى وصفتها «رويترز» بأنها مدعومة من الجيش، وأشار التقرير إلى أن مصر، تغلق حدودها مع قطاع غزة إلى حد كبير منذ عزل الرئيس الإسلامى محمد مرسى، بحسب مفردات الوكالة. كما قامت الجزيرة وبعض القنوات الأجنبية باستضافة محللين شككوا فى إمكانيات الشرطة المصرية التى اكتشفت جثمان فجر الكنيسة البطرسية، ونقلت تصريحات مغلوطية عن عمليات تلفيق قام بها الأمن المصرى.

ولا يمكننا أن نغفل دور قطر ومعها قناة الجزيرة من الإساءة للجيش المصرى، أعرق جيش فى تاريخ منطقة الشرق الأوسط. وقد طلبت الوسائل الإعلامية الغربية، تحويل الفيلم المسيء للجيش المصرى الذى عرضته قناة الجزيرة، إلى أحد أفلام الأوسكار، التى تستحق النقد والتعليق.. كما بثت شبكة «سي. إن» تقريراً بتاريخ 29 نوفمبر 2016من خلال صحفى قطرى ادعت الشبكة أنه يتصدى للهجوم الذى تشنه وسائل الإعلام الموالية للنظام المصرى ضد الدوحة.