رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحلم الذى تبدد فى كنيستنا «19»


فى ترقبنا الشديد لما يسفر عنه رد فعل قائمقام البطريرك إزاء الرسالة المخلصة التى وصلته من د. منير شكرى – رئيس جمعية مارمينا العجايبى بالإسكندرية – فوجئنا ببيان نشره القائمقام بجريدة وطنى بعددها الصادر صباح الأحد 25 أبريل 1971 – فى الصفحة الأولى وتكملته فى الصفحة الرابعة - هذا نصه: «من أنطونيوس – بنعمة لله – مطران سوهاج والمنشاة وقائمقام بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. لقد تفضل بعض من أخوتى وأحبائى المطارنة والأساقفة ورؤساء الأديرة – مشكورين – بتزكية شخصى الضعيف للكرسى البابوى السامى. وإنى، مع تقديرى للدافع النبيل الذى دفعهم لترشيحى، فإنى اعتذر عن المضى فيه، شعوراً منى بقصورى عن النهوض بأعباء هذا الكرسى العظيم الذى ينوء كاهلى الضعيف بمسئولياته الضخمة. ولا أبيح سراً إذا قلت إنه منذ اللحظة التى علمت فيها بذلك الترشيح، تملكنى شعور شديد من عدم الارتياح، عبرت عنه مراراً للكثيرين من أحبائى وأخوتى وأبنائى، وبالأخص أعضاء المجمع المقدس وأعضاء لجنة الترشيح.وإنى أعلن بكل اعتزاز وفخر، أنه منذ اللحظة الأولى التى اجتمعت فيها بأخوتى الأحبار الأجلاء أعضاء المجمع المقدس وأبنائى المباركين أعضاء هيئة الأوقاف وأعضاء لجنة أوقاف البطريركية، وشرفونى بانتخابى بالإجماع قائمقام بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أعلنتها صريحة بأنى أشعر بارتياح تام لو قصرنا الترشيح على الرهبان فقط، أسوة بما حدث فى عام ١٩٥٩، وكنت إذ ذاك أحد أعضاء المجمع المقدس، وكانت نتيجة الانتخابات البابوية مُشّرفة للغاية، فأتت لنا بالقديس العظيم المطوب الذكر البابا كيرلس السادس، وكان عهده – رغم قصره – عهداً ذهبياً حافلاً بالمكاسب والأمجاد. أقول هذا لا طعناً أو تجريحاً فى آبائى القديسين الذين كانوا مطارنة وتبوأوا عرش البابوية فى الماضى أو فيمن يريدون ترشيح أنفسهم حالياً من الآباء الأساقفة والمطارنة الأجلاء.. إنما أقول هذا، تعبيراً عن عقيدة أؤمن بها وأستريح لها ورأى أعتز به. والآن، إذ أذكر مشاعر الأحباء الكرام الذين أهتموا بتقديم هذه التزكية، شاكراً للجميع عظيم محبتهم.. أعلن فى الوقت نفسه عن حبى العميق وتمسكى وإعزازى الكامل بابروشيتى الغالية كرسى سوهاج والمنشاة، رعاة ورعية وبلاداً ومواطنين أعزاء.. لا حرمنى لله منهم ولا من محبتهم. حفظ لله الكنيسة الخالدة ورعاها، هذه الكرمة التى غرستها يمينه – سائلين لله أن يقيم لها الراعى الصالح الذى يسوسها بأمانة وطهارة وبر وعدل. ولربنا المجد والقوة والكرامة والسلطان إلى أبد الأبدين. آمين... الأنبا أنطونيوس - قائمقام بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية». وهنا استراح ضمير المخلصين لكنيستهم، وتهلل شعب الإسكندرية الوفى لتقاليد الكنيسة العريقة. وتوقعنا أن تكون هذه البداية بادرة طيبة ليبتعد المطارنة والأساقفة عن تلك المخالفات الكنسية حفاظاً على كرامة ذلك الكرسى الرسولى العريق. لكن للأسف الشديد لم تأتِ تلك المبادرة من القائمقام البطريركى بأى نتيجة ولم يجسر أن يوجه أعضاء المجمع إلى ضرورة التمسك بتقاليد الآباء، فكانت هناك صراعات بل إن بعضهم جال الإيبارشيات لإلقاء عظات بغرض الدعاية الانتخابية!! ولو أن رسالة القائمقام كشفت عن الكثير من الحقائق نستعرضها فى الحلقة القادمة.