رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اللغة القبطية فى حياتنا اليومية


«الأقباط» هو اسم الشعب المصرى منذ أن كانت عاصمته «منف» إلى اليوم لأن قبطى تعنى مصرى ، واللغة القبطية جزء لا يتجزأ من تاريخه وحضارته وثقافته وهى المرحلة الأخيرة من تطور اللغة المصرية القديمة، وبهذا تكون أقدم لغة فى العالم قاطبة. لذلك يجب على الأقباط – بصفة خاصة، والمصريين جميعاً – بصفة عامة، أن يفتخروا بلغتهم وأن يجاهدوا فى إحيائها، فهى ليست لغة دينية بل لغة حياة يومية.

أسس محمد على قواعد الدولة الحديثة وكان إحدى ركائزها التعليم. وساهم البابا كيرلس الرابع «1816 – 1861» البطريرك 110 فى تطور تعليم الأقباط بإنشاء مدارس للبنين والبنات. كما أعطى أهتماماً صادقاً لإحياء اللغة القبطية، فكانت إحدى اللغات التى كان يتم تدريسها بمدارس أبى الإصلاح بجانب العربية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية والتركية. وكان البابا كيرلس الرابع دائم القول: «هناك شعوب بدائية فى أفريقيا تحافظ على لغاتها، فكم أحرى بالأقباط أن يحافظوا على لغتهم». كما كان البابا كيرلس السادس «1959 – 1971» البطريرك 116 يحرص أن يتلى معظم الصلوات الكنسية باللغة القبطية، وكان يشجع تدريس اللغة القبطية، وكان يحث الكهنة على أستخدامها بكثرة فى الصلوات الكنسية، كما أن البابا شنوده الثالث «1971 – 2012» البطريرك 117 قال: «من العار أن تحافظ الكنيسة على هذه اللغة – اللغة القبطية – فى عصور الأضطهاد والظلم وتُهَمل فيها فى عصر النور والحرية». ومن المعروف عن البابا شنوده أنه فى الفترة الأولى من بابويته كان يعلمها بنفسه للشعب فى الاجتماعات الموسعة التى كان يعقدها للشعب. كذلك نجد الأب متى المسكين «1919 – 2006» الأب الروحى لرهبان دير القديس مكاريوس بوادى النطرون قال: «هل لدى أقباط زماننا الحالى من الأيمان والتكريس والمثابرة ما يمكنهم من النجاح فى إحياء لغة أجدادهم المجيدة، التى هى واحدة من أجمل اللغات، فى غاية الموسيقية، وأكثرها مهارة فى تركيباتها اللغوية. ليس لدى المتيمين بحب مصر سوى أن يأملوا أن يحدث ذلك». كذلك فإن الدكتور حسين فوزى «1900 – 1988» فى كتابه «سندباد مصرى» قال: «لست أجد شعباً نظيرنا فى العالم يتساءل عن أهمية أحتفاظه بلغته الأصلية، وهى تراث الماضى ورباط الحاضر. إن اهمالنا اللغة القبطية كان من أكبر العوامل التى عمل بها المستعمر الدخيل، فقضى على كل الفوارق التى كان لابد من بقائها لتكون سوراً يحمى كياننا من الانصداع ووحدتنا من التفكك». نجد فى حياتنا اليومية نستخدم كثيراً من الكلمات التى يعود أصلها إلى اللغة المصرية القبطية ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

أيوه «أى نعم أو صحيح» ويستخدمها أهل الإسكندرية بكثرة، فعند موافقة أحدهم على كلامك يقول «أيوه» أى نعم وذلك فى النطق البحيرى. بارا «أو بره بمعنى أخرج خارجاً». باى ريتى «أى برضه» بمعنى هكذا. بح «بمعنى أنتهى». بِس «أى قطة» فينادى الأطفال على القطة بقولهم بِس بِس. بستف «أى يُصدّق أو يقتنع» فيقال إن فلان بستف فلان أى جعله يُصّدق أو يقتنع ولكن بعد تعنيفه. بشوى «أو بيشوى» وهو اسم علم بمعنى سامى أو مرتفع. بصارة «أى الفول المطبوخ». بقوطى «وهو ما يوضع فيه الخضار والفاكهة». بكّاش «أى صاحب ناى يستطيع أن يرقص أو صاحب قلم يستطيع أن يخدع بالكتابة أو السحر». بلاص «إناء من الفخار يوضع فيه الماء أو العسل الأسود أو الجبنة القديمة». ومازال هناك الآلاف من الكلمات التى نستخدمها بكثرة فى التخاطب اليومى وهى مستمدة من اللغة المصرية القبطية القديمة.