رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

آسفين يا «عزبى» باشا


مسكين المواطن المصرى، بات يعيش ممروراً حزيناً لفقدانه الثقة يوماً بعد يوم فى مؤسسات الدولة الواحدة بعد الأخرى، والتى يديرها ومن يعمل بها بالتعيين أو الأخرى المنتخبة من قبل الجماهير... وسواء مؤسسات خدمية أو منتجة أو حتى دينية أو قانونية فى مقالى الأخير على تلك المساحة، ذكرت حجم المعاناة التى صاحبت المعنيين بأمر تلك الولادة المتعثرة لقانون بناء الكنائس، وتلك الجولات التفاوضية الصعبة وقوفاً على حدود قوى غير متوافقة إلا على ضرورة تغييب صاحب المصلحة الحقيقية فى أن يصدر قانوناً يكفل له حقاً أكيداً فى ممارسة شعائره الروحية، فى كنائس الوطن يؤدى فيها صلواته ويتم فيها تعميده ومراسم الخطوبة والزفاف وصولاً لصلاة الجنازة والأربعين، فلا تعتد تلك المؤسسات بأمر إعلان حوار مجتمعى يجالسون فيه المواطن الذى بات يعانى فى بعض المناطق وبشكل خاص فى معظم قرى الصعيد من غياب إرادة سياسية سواء على المستوى المحلى فى المحافظات والمدن أو على مستوى الوطن بكامله باعتبار وجود كنائس يعد حاجة ضرورية، و أن الأمر بات يحتاج وقفة بعد كل تلك الحملات الشرسة لمقاومة تشييد كنائس من جانب قوى التراجع القيمى والإنسانى، وبعد ما بدر من تحالف غريب بين الحكومة والمؤسسات الدينية المسيحية «باعتبار الكنيسة والبابا هما المواطن المسيحى إذا كان عاجبه !»، وبوصاية أبوية وحكومية على المواطن والبرلمان هى الأغرب!!

الحكاية فى مشكلة قانون بناء الكنائس ليست فقط فى عملية وجود كنائس، ولكن ماكشفت عنه جولات المفاوضات الــ 17 العجيبة من ظواهر كنا نظن أن القائل بها مبالغ، أهمها أن المشرع الحالى والحكومة الحالية ومتخذ القرار بات لا يحتاج أى منهم أى ضغط من أهل التشدد وأصحاب رايات كراهية سلام الوطن ورفعته بعد أن اتضح أن منهم من هو أكثر جاهزية واندفاعاً نحو قهرالمواطن الطيب المسالم الذى تجاوزت الحكاية لديه الرغبة فى وجود كنائس إلى حلم أن يعيش آمناً متنعماً بأبسط حقوق المواطنة الكاملة على أرضه... فلنتأمل الخبر التالى نصه «أوضح المستشار مجدى العجاتى، وزير الشئون القانونية ومجلس النواب، أن مجلس الدولة لم يُدخل تعديلات على مشروع القانون، قائلاً: مع كامل احترامى للزملاء بمجلس الدولة إلا أنه أرسل مقترحات وتفسيرات لا أعتد بها»، مشيرًا إلى أنه دعا الأجهزة الأمنية للحوار حول مشروع القانون، وعقد اجتماعاً مشتركاً بين الكنيسة وممثلى الأمن للتوصل إلى صيغة نهائية بشأن القانون، بعد عمل 17 مسودة لمشروع القانون قبل الوصول للصياغة النهائية الحالية. وأكد «العجاتى» أن مشروع القانون «متوازن» وجاء بعد توافق بين جميع ممثلى الكنائس، مشددًا على ضرورة خروج القانون فى شكله الذى جاء من الحكومة، مشيرًا إلى أن المادة الثانية _محل الخلاف_ ضرورية، لا سيما وأن هناك كنائس كثيرة مقامة بدون ترخيص» ...

ما رأيكم دام فضلكم يا قراء الخبر.. فلنتأمل قوله «لا نعتد بتفسيرات مجلس الدولة»، ولماذا معاليكم أرسلتم للمجلس مشروع القانون؟.. ويكمل «دعونا الأجهزة الأمنية للحوار واجتماع مشترك مع الكنيسة» رغم أن الحدوتة كلها والأزمة معظمها فى إحالة الملف القبطى ليكون تحت تصرف الجهات الأمنية ورفض الكل استمرار تلك الوصاية الأمنية!!!.. ويضيف العجاتى «القانون متوازن» قبل عرضه على من سيقررون مدى صلاحيته أصلاً لدرء المشاكل.. ويقول مشدداً «كان من الضرورى خروج القانون فى شكله الذى جاء من الحكومة» فى استهانة بدور المجلس النيابى وأى حوار يمكن أن يدار حول بنود مشروع القانون!!!... وكمان يقول «إن المادة الثانية _محل الخلاف_ ضرورية، لا سيما وأن هناك كنائس كثيرة مقامة بدون ترخيص.» فقد قرر أنه لا استجابة لحذف المادة والعبوا غيرها!!!...