رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحج.. ووحدة الأمة


الحج مجموعة من الرموز الروحية لتشغيل العقل المسلم فى ظل عظمة البيت العتيق.. حيث العقل المسلم مطالب بالعمل الصالح والتحرك بالتقوى.. وفى أجواء ربوع الأماكن المقدسة يعايش العقل المسلم اللقاء المهيب فعلان قيمة الوحدانية لله عز وجل.. والحج يمثل المؤتمر الأكبر لبيان وحدة المجتمع المسلم فى ظل الاستجابة لنداء الحج.. قال تعالى: «ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا» آل عمران 97.. وكانت الاستجابة لأذان إبراهيم «عليه السلام»..

وقال تعالى: «وأذن فى الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق» الحج 27.. وكانت دعوة إبراهيم «عليه السلام هى دعوة التوحيد وشكلت تلك الدعوة الفتح الجديد فى تاريخ عقيدة الإسلام.. وجاءت الرسالات الإلهية بروح دعوة إبراهيم «عليه السلام».. واستحق لقب أمة..

قال تعالى: «إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين» النحل 120

وارتبط إبراهيم «عليه السلام» بالبيت الحرام.. حيث رفع قواعد البيت.. لقوله تعالى: «وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل» البقرة 127.. ونداء الحج بيان لوحدة الأمة ولتجديد الفكر الإسلامى مع التحرك بثوابت العقيدة.. ويوم الحج يمثل يوم الحج الأكبر.. قال تعالى: «وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر إن الله برىء من المشركين ورسوله»التوبة 3..

ووحدة الأمة مطلب حضارى.. قال تعالى: «وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون» التوبة 105..

والرسالة لها لغة المحبة والسماحة.. والعدل والمودة.. والرحمة والإخاء.. والقوة والتنظيم.. وكلها مقومات لو أحسن استغلالها لحققت الأمة وحدتها وعزتها..

قال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم»الأنفال 24..

والاستجابة لمنهج الله بيان لتوحد الصفوف.. والمسلم يعود من رحلة الحج والله عز وجل غفر له ذنوبه.. قال الرسول «صلى الله عليه وسلم»: «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه» رواه البخارى ومسلم.. والحج يعد مظهرا من مظاهر وحدة الأمة من حيث الزمان.. وعلى المسلمين توحد صفوفهم لمواجهة التحديات المعاصرة.. كما توحد زمن حجهم.. والحج يمثل أعظم تجمع بشرى فى العالم ولتتأمل الأمة قيمة خطبة الوداع للرسول «صلى الله عليه وسلم».. والحج بيان لنصرة الرسالة..

قال تعالى: «والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين» العنكبوت 69.. ومتى توحدت الإرادات امتلكت الأمة مقومات النهوض الحضارى، قال تعالى: «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة» الأنفال 60..والأمة فى أمس الحاجة لتجاوز المحن.. وهناك ربط بين الإيمان والصبر الإيجابى وتجاوز المحن..

وقال تعالى: «ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين» البقرة 155.