رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التردى المؤسف فى المؤسسات الدينية المصرية


فى الوقت الذى يسعى فيه الرئيس السيسى – مخلصاً – فى النهوض بالوطن ورفع شأنه وتكريم مكانته بين دول العالم المتقدم، نجد على النقيض تماماً ما يحدث فى المؤسسات الدينية المصرية بشىء يدعو إلى الخجل والأسف والحزن على أيام جميلة عشناها بكل أبعادها لكنها – للأسف – انقضت وأصبحنا نعيش على ذكريات الماضى الجميل ونتمنى أن تزول الغمة التى نحياها حالياً حتى نرى التوافق بين المساعى الحميدة لنهضة الوطن من آثار الماضى البغيض وأيضاً نهضة حقيقية ملتزمة فى مؤسسات الأزهر ومؤسسات الكنيسة القبطية.

الكنيسة القبطية كانت فى فترة من الفترات هى الأم الحقيقية التى تتطلع إليها بقية كنائس العالم، كما كانت هى التى تملك التشريعات المختلفة التى تلتزم بها بقية كنائس العالم، كما كانت هى الصوت الأعلى الناطق بالحق فى المجامع المسكونية المختلفة إذ كان بطاركتها على علم ودراية وفهم للقوانين والتقاليد المسيحية التى استقرت منذ العصر الرسولى الأول. كيف لهذه الكنيسة العظيمة – التى يشرفنى أن أنتمى إليها بكل الفخر لأنها كنيسة وطنية خالصة – أصبحت تلهث وراء الكنائس الأخرى لتتبع منهجهم فى التقاليد!! والسبب فى ذلك هو غياب العلم الحقيقى عند مجمع أساقفة الكنيسة القبطية وكل شخص فيهم يبحث عن مصلحته الشخصية وضاع الهدف الأساسى من درجة الأسقفية، لأن الأسقفية أصلاً هى دعوة للإستشهاد.

والإستشهاد هنا ليس بسفك الدم لكن بقدر التحمل بشجاعة للمجاهرة بالحق. من الكلمات الصادقة التى قيلت عن القديس يوحنا المعمدان «النبى يحيى» شهيد القرن الأول الميلادى الذى قيل عنه: «الرجل الذى آثر أن يكون بلا رأس من أن يحيا بلا ضمير»!! كم أسقف وكم كاهن وكم شخص عادى يدرك معانى تلك الكلمات ويتمسك بها. اليوم اختلط الحابل بالنابل!! رأينا أسقفا يجمع بين أسقفيتين!! ورأينا أسقفية واحدة يقام عليها أسقفان!! ما هذا الأمر المحزن والمخالف للقوانين الكنسية وحتى للمنطق البشرى السوى!! كيف لمسئول فى الكنيسة القبطية أن يفكر فى تغيير موعد الاحتفال بعيد القيامة كما هو استقر فى الكنيسة القبطية منذ العصر الرسولى وتمسك به الآباء البطاركة السابقون بكل أمانة وحزم وأخلاص. هل هذا يُعد انفتاحاً على العالم؟ وبدلاً أن تكون كنيستنا المصرية كنيسة رائدة – كما كانت من قبل – أصبحت كنيسة تابعة.

بالنسبة للأزهر الذى مازال يتبنى الفكر السلفى البغيض ويُصدر فتاوى تهدم التآخى المصرى. هل يُعقل أن تصدر فتوى تقول إنه يجوز الأكل من موائد رمضان التى يعدها المسيحيون؟ ألهذه الدرجة أصبح المسيحيون درجة ثانية وثالثة!! العيب على رجال الكنيسة القبطية الذين قدموا صورة سيئة للإنسان القبطى. هذا غير الفتاوى البغيضة التى تصدر وعلى صفحات الصحف من الأزهر. سيادة الرئيس السيسى أرجوك أنقذنا من هؤلاء وأولئك لأننا فى شدة، لقد كتبت لسيادتكم من قبل عن المخالفات القانونية فى لائحة انتخاب أسقف الإسكندرية «الذى يحمل لقب بابا وبطريرك»، وقد تحملت بسرور اللوم الذى وجه إلىّ من رجال الدين لأنهم لا يعلمون بحقيقة القوانين الكنسية وفى نفس الوقت لا يسمحون للرأى الآخر والصحيح أن ينتشر. أطالبكم من خلال منصبكم الرئاسى أن تنقذنا.