رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا يحدث لأقباط صعيد مصر؟


فى مشاكل أقباط صعيد مصر، ثلاث جهات تشترك فى هذه المشاكل على قدم المساواة، هى: الأزهر، الكنيسة، الدولة. فالأزهر لم يقم بدوره الحقيقى والتنويرى سواء بصعيد مصر أو حتى بأنحاء الوطن، فما يتم تدريسه بالمعاهد الأزهرية وحتى كتب الدين بالمدارس تساعد على بث سموم كراهية الآخر. أرجوكم اتركوا موضوع «بيت العائلة» و«بيت الأسرة» .. الخ، كلها أسماء وهمية لتخدير المواطن المصرى، وكلها تقبيل لحى!! أرجوكم طالعوا ما كتبه المتخصصون فى محتويات المناهج الأزهرية، وما تكلم عنه المتخصصون فى السموم التى بتلك المناهج!! ماذا نتوقع بعد ذلك؟ النتيجة هى ما نشاهده من حوادث دامية تحدث فى صعيد مصر، تلك المنطقة التى كان يتمتع أهلها بالشجاعة والمروءة وحب الغير والتعاطف مع الجار ومساعدة المعوز مهما كانت عقيدته.

ثم نجىء لدور الكنيسة، ذلك الدور المؤسف!! فالمسئولون على الكنيسة فى الوقت الحالى غير متفرغين تماماً لرعاية شعبهم تلك الرعاية التى وردت نصوصها بالكتاب المقدس، فمعظمهم مشغولون بالسفريات للخارج تحت أسباب واهية، والبعض الآخر مشغول بجمع الأموال لأسباب غير معروفة!! حتى الأديرة التى من المفترض أن الرهبان الذين بها قد أقيمت عليهم صلوات الموتى عند بداية رهبانتهم أى أنهم ماتوا عن العالم، نجد هؤلاء الرهبان يملكون أفخر السيارات وأحدث موديلات أجهزة التليفون المحمول، والأساقفة غير مهتمين برعاية شعبهم، كما أنهم ليست لديهم الشجاعة الكافية لمحاربة أخطاء الإدارة الكنسية!! بالضبط هم ثلاثة أساقفة بالتحديد يملكون الشجاعة فى التصدى للأخطاء!! من المؤسف أن ينتشر على الشبكة الدولية مقاطع من «فيديو» تدل على ضعف الإدارة الكنسية. لن أدخل فى التفاصيل لأن الإهانة فى تلك المقاطع أصابت جميع أقباط مصر!! من يتكلم. لذلك تشتت الرعية لأنه لا يوجد راعٍ حقيقى صالح يهتم بأمر أبناء الكنيسة!! كنت أعتقد أن البطريرك الموجود بالخارج لأسباب غير معروف حقيقتها، ومجمع أساقفة الكنيسة يتوجهون إلى إيبارشية المنيا ليكونوا بجوار ضحايا الاضطهادات الموجودة هناك. كنت أعتقد أن بطريرك الكنيسة يكون عنده شجاعة حقيقية ويعلن التعداد الحقيقى لأقباط مصر، أما يكتفى بترديد الأرقام الرسمية التى تعلنها الدولة!! كيف يصدر عن البطريرك بيان رسمى سيئ للغاية وكأنه بيان صادر عن الحكومة المصرية، ليس به من الشجاعة للمطالبة بوقف تلك الانتهاكات. كنت أتوقع أن يعود من الخارج فى أقرب طائرة ويصطحب معه مجموعة من حكماء الأساقفة – وليس الأصدقاء والمَرِضى عنهم – ويتوجهوا إلى رئاسة الجمهورية لتقديم تظلم لما يحدث، مثلما حدث فى حبرية البابا كيرلس – فى عام 1964 - عندما تم إغلاق كنيسة قبطية فى حلوان، فاصطحب مجموعة من شيوخ الأساقفة وتوجهوا إلى منزل الرئيس جمال عبد الناصر وعرضوا عليه المشكلة، التى تم حلها على الفور، ولم تعد تحدث مرة أخرى فى وقت البابا كيرلس.

ثم نجىء للدور المؤسف للدولة، فلا يوجد أمن مستتب يحمى المواطن من انفعالات الأشرار. لا تتخذ الدولة وسيلة للحد من انتشار أفكار السلفيين، فكلها أفكار هدامة بل وإن دورهم بداخل مجلس النواب دور لبث السموم وتعطيل الأمور الإصلاحية. أين دور الشرطة فى مواجهة السلوكيات المتطرفة التى يسلكها البعض فى صعيد مصر من حرق كنائس ومنازل الأقباط ومتاجرهم. أى أن قوت عيش الأقباط فى صعيد مصر قد انقطع. كان الله فى العون.

■ عضو المجمع العلمى المصرى