رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العامل المصرى هو رمز الحضارة والتقدم


تحتفل دول العالم أول مايو من كل عام بعيد العمال، ونحن فى مصر نحتفل به تقديرا لجهودهم فى بناء الوطن وتقديرا منا ومكافأة لجهودهم فى إدارة المصانع وتنفيذ المشروعات خاصة العملاقة منها، ويعد مشروع محور تنمية قناة السويس الذى راهن فيه الرئيس عبد الفتاح السيسى على إرادة العامل المصرى فى تحقيقه وقبل الموعد المحدد له أكبر مثال على مهارة وكفاءة العامل المصرى فى تنفيذ ما يسند إليه من مهام من أجل رفعة مصر وجعلها فى مقدمة الدول فواجبنا نحو العامل كمجتمع مدنى وشعوب متحضرة أن نقدم له كل الاحترام والتقدير وأن نعمل على دعمه وتشجيعه لرفع روحه المعنوية، وواجب الحكومة أيضا تجاه العمال أن توفر لهم كل وسائل العمل وسبل الراحة و الرعاية الصحية وأن تؤمن لهم حياة كريمة من نواد وأنشطة رياضية مختلفة، وأن تؤمن لهم أسلوباً صحياً مميزاً حتى يظل العامل لدية الحيوية والنشاط، بالإضافة إلى مساعدتهم على تطوير أنفسهم وذلك من خلال إقامة ورش عمل تدريبية مستمرة حتى يكون العامل المصرى لديه خبرة بالتطورات التكنولوجية المستمرة التى يشهدها العالم، وعلى الدولة أيضا أن تمنح العامل حقوقه كاملة دون أن تنتقص منها شيئاً وتهيئ له حياة آدمية كريمة، وأن تمنحه معاشاً يليق به ويساعده على مواجهة ظروف المعيشة الطاحنة بعد سن التقاعد فليس من العدل أو المعقول أن يفنى العامل حياته لخدمة هذا الوطن وفى النهاية تمنحه الدولة بضعة من الجنيهات كمكافأة له.

نعلم جميعاً أنه لا تقدم لأى دولة مهما كانت قوتها أو ما تمتلكه من قدرات وموارد فإنها لن تنهض أو تتقدم دون أن يكون لديها عامل بشرى مؤهل لديه القدرة على العمل والإنتاج، فالعامل المصرى يتميز بقدرته على مواجهة المشاكل وتحمل المسئوليات الواقعة على عاتقه وحجم الأعمال التى يقدمها، لقد جلل الإسلام من شأن العمل، حيث جعله بمنزلة العبادة، التى يتعبد بها، فالعامل المصرى نجده يعمل ويتعب طوال العام من أجل كسب العيش ولتحقيق الاستقرار لأسرته فمن واجبنا أيضا تجاه العامل أن نحتفل به وأن نوفر له كل مقومات العمل، من أنشطة ووسائل للتدريب حتى نرتقى بمستوى العامل الذى هو جزء أساسى من بناء الوطن، حيث إن رقى الدول من رقى العمال والعمل.

ولا يمكننا أن ننسى أيضا فى هذه الأيام المباركة وفى ظل الاحتفالات التى تعيشها مصر أن نتقدم بالتهنئة إلى قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وكل الأخوة الأقباط بمناسبة عيد القيامة والذى يعتبر من قمة الأعياد التى يحتفل بها إخواننا المسيحيون الذين يعشقون تراب هذا الوطن .

سيظل الشعب المصرى بمسلمية ومسيحيه نسيجاً واحداً لا يمكن لأى قوة مهما كانت أن تفرقهم أو تزرع الفتنة بينهم فالتاريخ يشهد على المحبة والمودة التى جمعت المسلمين والأقباط على مائدة واحدة، فوقف المسلمون والأقباط مساندين لبعضهم البعض لا يهمهم ولا يشغلهم سوى الحفاظ على تراب هذا الوطن ضد المخططات الخارجية التى وضعها الأعداء من أجل إسقاط مصر .