رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مقر عالمي للداخلية».. الوزارة تجدد دماءها بعد 211 عامًا بـ«الشيخ ريحان»: المبنى أقيم على 200 ألف فدان بطراز معماري رفيع.. والوزير يحدد سببان لنقل المقر إلى القاهرة الجديدة

جريدة الدستور

ما يربو على قرنين من الزمان، بات مبني وزارة الداخلية الرابض بشارع الشيخ ريحان بمنطقة وسط البلد، أحد المعالم التي ميزت المكان واشتهر بها منذ نشأت وزارة الداخلية في عام 1805، فيعد المقر الأول للوزارة.

واليوم افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي المقر الجديد لوزارة الداخلية بمنطقة التجمع الخامس في في القاهرة الجديدة. ودخل هاشتاج وزارة الداخلية قائمة الأكثر تداولا فى موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، واحتل المرتبة الثالثة فى التريند المصرى.

واستنكر الرئيس السيسي خلال افتتاحه المقر الجديد المبالغة في تأمين المبنى بنحو ألف مجند، قائلا:«احنا جينا هنا للاستفادة من الأكاديمية والمكان والتأمين والأسوار، ولا أتكلف مقابل الاستعانة بألف مجند، حتى لو كان مرحليا، إحنا المفروض نحسب كل حاجة».

وأضاف:«اوقف بنى ادمين على مدار 24 ساعة للتأمين، ده كلام قديم يكلفنا ملايين الجنيهات فى السنة بأكله ولبسه وعلاجة ادرسوا كويس، اعتمد على نظم حديثة، الطلبة بيتدربوا ممكن فى ثانية يتحركوا، ضمن سياق كبير».

ووجه الرئيس السؤال لرئيس الوزراء ووزير الداخلية، حول ثمن تكلفة ألف مجند، لكن لم يجد رد، وهو ما دفعه لتقدير التكلفة بنحو 12 مليون جنيه فى السنة .

وجاء تصميم المبنى الجديد لوزارة الداخلية على هيئة «شعار الشرطة»، بمساحة 200 ألف فدان بطراز معماري رفيع وتخطيط هندسي اشرف عليه فريق ذو كفاءة عالية من المهندسين العسكريين.

ويضم مكتباً للوزير، والإدارة العامة للمكتب الفنى للوزير، بالإضافة إلى إدارة المتابعة التابعة لمكتب الوزير، والإدارة العامة للإعلام والعلاقات، وقطاع شئون الضباط وحقوق الإنسان.

ويتمتع المبنى الجديد بتصميماته الحديثة ووجود أجهزة متطورة به، ووسائل تواصل جيدة مع كافة القطاعات، وقاعات كبيرة للاجتماعات، وأماكن لاستقبال المواطنين القادمين إلى الوزارة لتقديم الشكاوى أو الاستفسار عن بعض الأمور، كما يوجد قاعة مخصصة للإعلاميين والصحفيين المنوط بهم تغطية أخبار الوزارة، ويوجد فيه مسجد مبني يتسع لألف فرد للصلاة.


ويشهد المبنى الجديد إجراءات أمنية مكثفة على مستوى عالمى، سواء من حيث الانتشار الأمنى للضباط والأفراد المدربون على أحدث الوسائل أو انتشار الكلاب البوليسية وكاميرات المراقبة والبوابات الإلكترونية حول المبنى.

وعن أسباب تغيير مقر وزارة الداخلية، أوضح اللواء أبو بكر عبد الكريم، مساعد وزير الداخلية للعلاقات العامة والإعلام ، أن هذا التغيير كان مخطط له منذ عامين؛ نظراً لأن المقر القديم لوزارة الداخلية يتسبب في أرتباك مروري بسبب الكثافة المرورية بوسط البلد.

وتعود أسباب تغيير المقر أيضاً، إلى الأيام الأولى من ثورة يناير في عهد اللواء منصور العيسوي، وزير الداخلية الأسبق، بعد حصار ثوار يناير المتكرر لمبني الوزارة، والذي اقترح نقل ديوان الوزارة إلى التجمع الخامس؛ لتفادى المواجهات اليومية مع من كانوا يريدون الهجوم على ديوان الوزارة وافتعال الأزمات.

وأنشئت وزارة الداخلية على الطراز الفرنسي في عام 1805، عندما انشأ محمد علي ديوان باسم ديوان الوالي لضبط الأمن في القاهرة، وفي 25 فبراير 1857 عرف ما يسمى نظارة الداخلية.

واستمر استعمال لقب الناظر حتى قيام الحرب العالمية الأولى عام 1919 وإعلان بريطانيا الحماية على مصر، وإجراء بعض التغييرات في المناصب السياسية والمسميات وكان منها ذلك اللقب الذي تحول إلى وزير وكان تحسين باشا رشدى هو أول وزير للداخلية يحمل هذا اللقب.

وضم المبنى قطاع المعلومات والتوثيق، وقطاع الاتصالات الشرطة وتكنولوجيا المعلومات ومكتب الوزير وشئون المشروعات والبحوث وحسابات الشرطة بجانب قاعات الاجتماعات وإدارات العمليات المركزية.
ويضم مبنى وزارة الداخلية قوات شبه عسكرية تعرف بالأمن المركزي مهمتها الحفاظ على الأمن في الحوادث الخطيرة وأعمال الشغب، والأمن المركزي يجند به الأشخاص الخاضعين للتجنيد العسكري.