رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

50 يومًا من الاغتيال لتصفية الجناة.. نرصد 9 محطات أثارها مقتل "ريجيني".. شد وجذب وترقب بين مصر وإيطاليا.. و"الداخلية" تكتب الفصل الأخير

ريجيني
ريجيني

‏50 يومًا، هم عمر قضية مقتل الطالب الإيطالي، جوليو ريجيني، التي وقعت في مطلع الشهر الجاري، ‏وأثارت جدلًا كبيرًا بين مصر وإيطاليا، حيث اسدلت بالأمس، وزارة الداخلية، الستار على قضية ريجيني، ‏بعدما ألعنت عن تصفيتها للجناة المتهمين بقتله.‏

وكشفت الداخلية في بيان لها، إنها عثرت على متعلقاته، داخل شقة يسكنها 2 من أقارب أحد المتهمين في ‏تشكيل عصابي قُتل جميع أفراده في تبادل لإطلاق نار مع الشرطة في القاهرة الجديدة.‏

وذكرت أن العناصر الإجرامية كانوا أعضاء في تشكيل عصابي، تخصص في انتحال صفة ‏ضباط بالداخلية، وسرقة واختطاف مصريين وأجانب والاستيلاء على أموالهم وقتلهم.‏

ومرت القضية بمحطات عديدة، تذبذبت خلالها العلاقات بين مصر وإيطاليا، وشهدت تجاذبات عديدة بين ‏الطرفين. وترصد "الدستور" في التقرير التالي أهم المحطات التي مرت بها القضية.‏

سبتمبر 2015، جاء الباحث الإيطالي ريجيني، 28 عامًا، إلى القاهرة، كي يقوم بإجراء أبحاث حول ‏العمال والحقوق العمالية، والتي كان ينشر وقتها مقالات عن مصر، تتعلق بالمظالم التي يعاني منها ‏العمال، في صحيفة "المنافيستو"، وكان يقوم وقتها أيضًا بتحضير درجة الدكتوراه في جامعة كمبريدج ‏البريطانية.‏

‏25 يناير 2016، في ذلك الوقت، اختفى جوليو وسط العاصمة القاهرة، عندما كان ذاهبًا للقاء أحد ‏أصدقائه، ثم لاقى عاريًا ومقتولًا وعليه آثار عمليات التعذيب في طريق مصر- إسكندرية الصحرواي، ‏وترددت وقتها شائعات، أنه تم تعذيبه على يد قوات الشرطة؛ بسبب الاستنفار الأمني الذي شهدته البلاد ‏إبان ذكرى ثورة يناير.‏

‏8 فبراير 2016، نفى اللواء مجدي عبدالغفار، وزير الداخلية، اضطلاع الشرطة المصرية في مقتل ‏الطالب الإيطالي، معربًا عن انزعاجه مما وصفة بشائعات وافتراضات لا تستند إلى معلومات أو دليل ‏تتحدث عن تورط الأمن المصري في الحادث.‏

وأضاف، خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر وزارة الداخلية بالقاهرة، أن الشرطة تكثف جهودها لكشف ‏ظروف مقتل الشاب، وأنها تحيط الفريق الأمني الإيطالي الموجود في العاصمة المصرية علمًا بتطورات ‏القضية‎.‎

‏10 فبراير 2016، وخرج في ذلك الوقت، أول اتهام إيطالي للجانب المصري، بعدما أعلن روما أنها ‏قامت بعملية تشريح كشفت عن أسرار جديدة، حيث أكد وزير الداخلية الإيطالي، أن جوليو تعرض إلى ‏عنف حيواني غير إنساني، قائلًا: كان وجهه يحمل كدمات، وتبدو أذناه مشقوقتين بشفرة حلاقة من أعلى، ‏كما تُظهر كفه علامات تبدو أثرًا لقيود"‏‎.‎

‏13 فبراير 2016، وبدأ في ذلك الوقت، اضطراب الجانب المصري في تصريحاته حول سبب مقتل ‏جوليو، بعدما رفعت مصلحة الطب الشرعي المصرية إلى مكتب النائب العام، تقريرها النهائي عن ‏تشريح جثة الطالب الإيطالي.‏

وأعلنت وقتها إن جثة ريجيني كان بها سبعة ضلوع مكسورة بالإضافة لعلامات صعق بالكهرباء في ‏العضو الذكري، وإصابات داخلية في مختلف أنحاء جسمه ونزيف بالمخ، وحملت الجثة علامات كثيرة ‏على جروح قطعية بآلة حادة، يشتبه أنها شفرة حلاقة، وسحجات وكدمات، وأن الشاب الإيطالي تعرض ‏على الأرجح لاعتداء بعصي.‏

‏2 مارس 2016، سلمت مصر المحققين الإيطاليين أدلة سعت طوال الفترة الماضية لجمعها في إطار ‏التحقيقات حول مقتل الطالب، وأعلنت إيطاليا أنها ستدرس هذه التحقيقات والأدلة، حيث جاءت هذه ‏الخطوة بعد ساعات فقط من إعلان إيطاليا أنها تدرس استدعاء فريقها القضائي المكون من 7 أفراد من ‏القاهرة.‏

‏8 مارس 2016، جددت إيطاليا اتهامها للشرطة المصرية في مقتل جوليو، على لسان رئيس اللجنة ‏البرلمانية لأمن الدولة الإيطالي، جاكومو ستوكي، الذي أكد إن السلطات المصرية لا تساعد في كشف ‏حقيقية مقتل الطالب الإيطالي، بل تحاول تبرير الجريمة بسلسلة من الروايات الخيالية التي لا تحترم ‏عقولنا‎.‎

‏10 مارس 2016، كانت الخطوة الأكثر تصعيدًا من البرلمان الأوروبي، بعدما أصدر عددًا من التوصيات ‏الخطيرة لدول الاتحاد الأوروبي؛ من أجل اتخاذها ضد النظام المصري، تنص على أن نهج مصر القمعي ‏لا يتفق مع نهج الاتحاد الاوروبي، وهو ما يستوجب مراجعة شاملة لعلاقة أوروبا مع مصر.‏

وأضاف بيان صادر عن البرلمان، أن قتل ريجيني رسالة جاءت لتوقظ الاتحاد الأوروبي؛ كي يتخلى عن ‏اعتقاداته المسبقة بأن الأنظمة الأمنية هي الأنسب في مصر، والأقدر على ضمان شراكة بين القاهرة ‏والاتحاد الأوروبي في مكافحة الإرهاب‎.‎

وطالب البرلمان بوقف التعاون الأمني بين مصر والاتحاد الأوروبي لأن الجهاز الأمني المصري يرتكب ‏الانتهاكات ولا يخضع مرتكبوها للعقاب‎.‎

‏25 مارس 2016، وبالأمس اسدلت الشرطة الستار على مقتل جوليو، بعدما نجحت في تصفية 6 عناصر ‏إجرامية من تشكيل عصابي، كشفت عنه الداخلية أن المتهمين القتلى ارتكبوا عدة جرائم لاختطاف ‏الأجانب وسرقتهم بالإكراه، ويرجح تورطهم في تلك الجريمة، خاصة بعد العثور على المتعلقات الشخصية ‏لـ"ريجيني" داخل منزلهم بالقليوبية‎.‎