رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كاتب بريطاني: أوروبا اختارت التوقيت الأسوأ لإعادة اكتشاف تركيا

الكاتب البريطاني
الكاتب البريطاني ديفيد

رأى الكاتب البريطاني ديفيد غاردنر أنه لا عجب أن يبدو الرئيس التركي رجب طيب اردوغان متهللا في صورته مع المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل أثناء لقائهما الأحد الماضي في اسطنبول.
واستهل مقالا نشرته الـ " فاينانشيال تايمز " بالتأكيد على أن الفزع في أوروبا من ارتفاع أمواج اللاجئين السوريين على طول حدودها ، هو في حقيقة الأمر فزع كاف ، غير أن الاتحاد الأوروبي قد اختار اللحظة الأسوأ لإعادة اكتشاف فائدة تركيا بالنسبة له.
ونوه غاردنر الى أن كافة أعضاء الاتحاد الأوروبي تقريبا باستثناء عدد قليل تصدرته كل من فرنسا وألمانيا ، قد تخلوا تماما عن تركيا منذ سبعة أعوام عندما كان هذا البلد في طريقه على صعيد الديمقراطية الحقيقية ، وكانت مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد تعمل كدافع محفز للسير على طريق الإصلاح .. الآن ، وبنفوذ ميركل هاهو الاتحاد الأوروبي يعاود احتضان تركيا التي باتت في خطر الانزلاق إلى ما آلت إليه سوريا ، بعد أن أمست في قبضة يتزايد إحكامها لرجل واحد هو الرئيس اردوغان.
ولفت غاردنر إلى أنه بعد لقائها كلا من ادروغان ورئيس وزرائه داود أوغلو ، باركت ميركل "سلة المحفزات" أو العرض المغري الذي تقدم به الاتحاد إلى تركيا مؤخرا مقابل أن تبذل الأخيرة جهودا لإيقاف تدفق اللاجئين من خلالها إلى أوروبا .. ومن تلك المحفزات إعادة فتح ملف مفاوضات الانضمام التركي إلى الاتحاد من جديد بعد التجمد ، وتسريع وتيرة حصول الأتراك على تأشيرات دخول مجانية إلى دوله الأعضاء ، ومنح أنقرة 3 مليارات يورو في مساعدة لتركيا - المستضيفة بالفعل نحو 2 مليون لاجئ سوري - لاستبقاء موجات الخروج المستقبلية للاجئين السوريين في محيط حدودها وعدم السماح لهم بالعبور إلى الدول الأعضاء بالاتحاد.
وأشار غاردنر في هذا الصدد إلى أن تقرير اللجنة الأوروبية السنوي لهذا العام - والمتوقع أن يحتوي نقدا لاذعا للحملة الأمنية التي تشنها أنقرة ضد حرية التعبير والتجمع - قد تم إرجاؤه.
وقال الكاتب إنه لا عجب إذن من أن الرئيس اردوغان - الذي نادرا ما يظهر مبتسما في تلك الأيام - قد بدا متهللا في صورته مع ميركل أثناء لقائها .. ورأى الكاتب أن هذا التهلل ربما كان مبعثه اعتقاد اردوغان أن هذه التحركات من جانب الاتحاد في تلك اللحظة قد تصب في صالح الانتخابات العامة المزمعة مطلع نوفمبر ، والتي كان اردوغان قد دعا إليها بعد أن خذل المصوتون حزب العدالة والتنمية فلم يحقق الأغلبية في يونيو الماضى .. ولكن ربما كان ذلك متعذرا هذه المرة أيضا ؛ إذ تشير معظم استطلاعات الرأي إلى تمسك المصوتين بآرائهم التي عبروا عنها في انتخابات يونيو ، وأن عدد الأتراك المعولين على سراب الانضمام للاتحاد الأوروبي ليس كثيرا على أية حال.
وأضاف غاردنر قائلا "لو كانت تركيا بلدا عاديا ، لكان بالإمكان وصْف الأزمة السياسية فيها بأنها عادية تماما ؛ لكن في ظل خنوع المؤسسات التركية لإرادة اردوغان الذي يسعى لتحويل البلد من نظام برلماني ديمقراطي إلى رئاسي تنفيذي ، وفي ظل اشتعال نيران الانقسامات الطائفية والعرقية على حدودها في العراق وسوريا ، فإن الأزمة السياسية في تركيا ليست عادية على الإطلاق .. هذا فضلا عن عودة اشتعال الصراع الداخلي بين الحكومة في أنقرة و حزب العمال الكردستاني جنوبي شرق البلاد."
واختتم غاردنر قائلا إن الاتحاد الأوروبي في حاجة إلى النظر جيدا في شئونه وكذلك في شأن تركيا ، حيث يخضع المواطنون الذين يكتبون تغريدات انتقادية لرئيسهم على موقع التواصل الاجتماعي تويتر للمحاكمة كما لو كانوا مجندين في صفوف تنظيم داعش الإرهابي.