رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«جوجل» وعاشقة النوبة «2-2»


فى مقال الأسبوع الماضى تحدثنا عن الفنانة التشكيلية المصرية «تحية حليم» التى احتفل محرك البحث «جوجل» بالذكرى السادسة والتسعين لميلادها يوم الأربعاء 9 سبتمبر 2015م، واليوم نستكمل حديثنا عن هذه السيدة الرائدة ، فى عام 1945 تزوجت تحية حليم من الفنان «حامد عبدالله»، والذى يعد علامة فارقة فى الفن التشكيلى العربى الحديث، وعرفت مبادئ الفن والرسم التشكيلى، وقامت بتدريس الفن مع الفنان حامد عبدالله وذلك بمرسم خاص بها قرب ميدان التحرير، وانتدبت للتدريس بالكلية الفنية للبنات عام 1959، وعينت عضواً للمجلس الأعلى للفنون عام 1980.

والتحقت بأكاديمية جوليان لتتعلم الرسم والتصوير، وأقامت العديد من المعارض الداخلية والخارجية والتى بلغ عددها نحو 45 معرضاً، وقد دعتها بعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا وبولندا لإقامة معارض بها وذلك بعد سطوع اسمها فى مجال الفن التشكيلي، وفى عام 1942 وحتى عام 1996 قررت أن تنشئ عدداً من المعارض الخاصة بها فى كل من إنجلترا والسويد بمساعدة من زوجها، ولم يتوقف الأمر على معارضها الخارجية، فخلال إقامتها بالقاهرة أنشأت الكثير من المعارض الخاصة بها مثل معرض بخان المغربى بالزمالك، معرض بالجامعة الأمريكية، بجانب تعاونها مع المركز المصرى للتعاون الثقافى الدولى، ومعرض المقتنيات الثانى عشر بقاعة بيكاسو للفنون التشكيلية.

عشقت «تحية حليم» النوبة منذ أول زيارة لها عام 1961 مع رحلة الدكتور ثروت عكاشة لفنانى وأدباء مصر، لتسجيل ملامح النوبة قبل غرقها فى مياه بحيرة ناصر، وعقب الزيارة قررت أن تظهر ملامح النوبة فى أغلب لوحاتها، لذلك لقٌبت بـ»عاشقة النوبة»، وأكدت حليم فى حوارات لها أن النوبة هى مصدر للفن الجميل، ووصفت أهلها بأنهم من أجمل الأشخاص التى من الممكن أن يتعامل معها الإنسان، إضافة إلى أنهم من أرقى البشر على الرغم من حياتهم البدائية. 

 لها الكثير من اللوحات المشهورة حول العالم، ولكن أبرز لوحاتها «المظاهرة- شم النسيم- مهاجرو كفر عبده – القافلة»، ولوحات حليم مازالت تزين الكثير من المتاحف الكبرى منها المتحف المصري، ومتحف الفنون الجميلة ، ومتحف الفن فى استكهولم.

 ولم تكتف تحية حليم بالمجال الفنى فقط بل دخلت فى الأمور السياسية وعياً بدورها تجاه المجتمع وتجاه مصر ودخلت مجلس الشعب،وحصلت على الكثير من الجوائز سواء من داخل مصر أو من خارجها، وأبرز الجوائز التى حصلت عليها كانت جائزة الدولة التشجيعية فى التصوير 1969 مع وسام العلوم والفنون، وجائزة الدولة التقديرية 1996، الميدالية الذهبية فى التصوير فى عيد العلم، وفى عام 1958 حصلت «حليم» على الجائزة الدولية فى مسابقة جوجنهايم الدولى بنيويورك. وفى الرابع والعشرين من مايو عام 2003، رحلت عن عالمنا عاشقة النوبة عن عمر 96 عاماً. وختاماً ..... على من ينادون بإخفاء وجه المرأة أو وضع وردة بدلاً من صورتها فى الدعاية الانتخابية، أن يقرأوا تاريخ مصر ليعرفوا الدور العظيم الذى لعبته المرأة المصرية على جميع المستويات لعلهم يستنيرون