رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«جوجل» وعاشقة النوبة «1-2»


يزخر التاريخ المصرى الحديث والمعاصر بأسماء سيدات مرموقات قمن بأدوار سياسية وثقافية واجتماعية، وكان لهن تأثير واضح سواء على المستوى الداخلى أو الخارجي، منهن: هدى شعراوى، وسيزا نبراوى،وحواء إدريس، ونعيمة الأيوبى، وكوكب ناصف، وسهير القلماوى، ومنيرة ثابت، وأمينة السعيد، ولطيفة النادى، وغيرهن الكثيرات من المرموقات. وكعادة محرك البحث العالمى «جوجل» أن يفاجئنا بتغيير الشعار الخاص به بشعار يتناسب مع أهم المناسبات والشخصيات المهمة البارزة،- سواء كانت عربية أو أجنبية - التى كانت لها بصمات واضحة والتى قدمت أعمالاً جليلة للإنسانية، فقد قام محرك البحث يوم الأربعاء 9 سبتمبر 2015م بتغيير اللوجو الخاص به احتفالاً بالذكرى السادسة والتسعين لميلاد الفنانة التشكيلية المصرية تحية حليم، وقام موقع جوجل بتغيير صورته للمستخدمين داخل جمهورية مصر العربية، إلى إحدى اللوحات التى رسمتها تحية حليم.

و«تحية حليم» هى واحدة من أبرز رواد الحركة التعبيرية الحديثة للفن التشكيلى المصرى فى جيل فترة الستينيات من القرن الماضى، فهى عبرت بالفن التشكيلى عن الشخصية المصرية، الأمر الذى رشحها للعديد من الجوائز المصرية والعالمية.

وُلِدَت تحية حليم فى التاسع من سبتمبر عام 1919 ويوجد اختلاف على تحديد مكان ولادتها، حيث أشار البعض إلى ولادتها بالقاهرة، وأشار البعض الآخر إلى ولادتها فى مدينة دنقلة بالسودان، وتلقت تعليمها الأولى داخل القصر الملكى عندما انتقل والدها للعمل كبيراً للياوران للملك فؤاد، و«الياوران» رتبة عسكرية عثمانية تعنى رئيس حرس الملك، وعمل والدها منحها فرصة للعيش معه داخل القصر الملكى، وانعكس ذلك على ذوقها وثقافتها، وتلقت تحية حليم دروساً فى الرسم على يد راهبة فرنسية داخل القصر الملكى، كما تلقت جزءًا من تعليمها داخل بعض المدارس الفرنسية، وبدأت موهبتها فى الفن التشكيلى تظهر شيئاً فشيئاً، وحالفها الحظ أن تتتلمذ على أيدى الكثير من أساتذة الفن التشكيلى حينها منهم: اللبنانى يوسف طرابلسي، واليونانى جيروم أشهر الفنانين فى ذلك الوقت، ولم يقتصر تعليمها على طرابلسى و جيروم، ولكن كان للجانب المصرى حظاً فى إظهار موهبتها ودعمها، لذلك تتلمذت على يد الفنان حامد عبدالله بمرسمه الحر عام 1943.

والقيمة الحقيقية للفن التشكيلى الأصيل تنبع من ارتباطه بالبيئة وتمسكه بجذور الحضارة وتعبيره عن روح وثقافة العصر؛ وتواصله مع التغيرات الاجتماعية ومظاهر الحياة الإنسانية التى تعكس نظام كل مجتمع وتميزه عن غيره من المجتمعات الأخرى، والفنانة «تحية حليم» هى أحد نماذج هذا الفن الأصيل، فهى كانت تعايش تجربتها الفنية فى حالة من الحماس والتوهج، تبلور خلالها أفكارها وتوجهاتها وانفعالاتها، معبرة عما يجيش فى نفسها من أحاسيس ومشاعر، تستعين بخبراتها التى تمزجها بمخيلتها الإبداعية، ثم تنطلق بمخزونها البصرى فى آفاق رحبة تتخطى حدود الواقع إلى اللامحدود فى حالة ذهنية من التمرد على القواعد والقولبة الفنية، وقد امتازت بأسلوبها المصرى الرائع على حد وصف الكثير من الفنانين وكان أسلوبها يخلط بين كل من الفن الإسلامى والمسيحى.

راعى الكنيسة الإنجيلية بأرض شريف - شبرا