رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كاتدرائية مصر «2»


وإعلان تشكيل لجان للإشراف على وضع شروط التسابق والتحكيم والمتابعة خالية من الأسماء الكبيرة والنجوم فى عالم الفنون التشكيلية والنقد الفنى بدلاً من إعلان مسابقة عالمية ؟!!! وكتبت كثيراً، وأعرب الكثير من الفنانين والنقاد الكبار عن غضبهم، فكان رد فعل الإدارة تكريم من تقدموا للمسابقة، وتم تصويرهم وبعضهم يحمل نماذج من أعمالهم المدرسية البسيطة!!!! حد يفهمنى يا هوووه حكاية إصرار رجال الدين «الاكليروس» على دس أنوفهم فيما يدركون ويعرفون وما لايدركون أو يعرفون ؟!... يا خسارة افتقدنا دور «جماعة التيار العلمانى» بعد الاختفاء التام الاختيارى عن الساحة بدعوى أنه قد بات على الجميع الصمت فى تلك المرحلة الحساسة والانسحاب خطوة للخلف لأنه كله تمام ودعوا الإدارة الجديدة تعمل فى هدوء، فقد كان من الممكن أن يتبنى إعلام تلك الجماعة أنشطة ثقافية وتنويرية تتعلق بمتطلبات تحديث علاقة المؤسسات الدينية بأهل الفن والثقافة وإدراك حقيقة أن الطلب الحالى من جانب المواطن المصرى على الدين مسلماً كان أو مسيحياً قد يتطلب التعاون مع أهل الفن والثقافة ومنحهم كل الصلاحيات لدعم رسالة تلك المؤسسات الروحية والإنسانية والوطنية كقوى ناعمة داعمة...

حزين، ألا تدرك الإدارة الكنسية أن ذلك المشروع التاريخى كان ينبغى له إعداد إعلان واضح حول الأهداف أو الغرض الفنى المأمول تحقيقه من خلال وضع تصميم تلك الأعمال الضخمة، فهى ليست مجرد أعمال تزيينية تسر عين الرائى رغم أننى أكاد أجزم أن حتى ذلك الهدف المتواضع عبر جداريات مجموعة الهواة المعلن فوزهم بالتورتة لن يتحقق ــ فكان يُفترض وضع عناوين رئيسة للمشروع.. هل مثلاً سيكون أمر تناول توثيق أحداث العصر القبطى لتحكى جدران كاتدرائية مصر تلك الفترة بصعوباتها وإبداعات وفكر رموزها هو المطلوب؟، أم على سبيل المثال سيكون هناك تركيز الأعمال على محطات رحلة العائلة المقدسة؟، أم سيكون النهج الرئيسى التمحور حول تمازج وتفاعل الحضارة القبطية مع الحضارات الأخرى السابقة واللاحقة؟، وهل تم اختيار النهج أو المدرسة الفنية التى ستجمع فى نسق عام تلك الأعمال لتشكل فى النهاية معزوفة رائعة تليق بمكانة الكاتدرائية التاريخية ورمزيتها الروحية؟!!

فى ندوة ثقافية مهمة نوّه المهندس والفنان الرائع «ماجد وديع الراهبى بنماذج مصرية متفردة لإنتاج موضوعات فنية مستوحاة من العصر الفرعونى، ومنها الأيقونات التى تصوّر السيدة العذراء وهى تُرضِع الطفل يسوع، فهذه الأيقونات غير موجودة إلا فى مصر، لأن المصريين كانوا مرتبطين بأسطورة إيزيس، ولدينا تصاوير لها وهى تُرضع حورس، فأعاد الفنان القبطى فى أيقوناته رسم هذا المشهد للسيدة العذراء والطفل يسوع، وهناك أيضًا تصاوير حورس الذى يطعن «ست» رمز الشر وهو يمتطى حصانه، فأعاد الفنان القبطى إنتاجها فى أيقونات الشهداء الفرسان، بل أيضًا نجد الفكرة فى التراث الإسلامى ممثلةً فى أبى زيد الهلالى... «حد رجع للفنان والمهندس الرائع «ماجد الراهب» للاستفادة بخبراته، ولا حتى سألوا كاتب السطور اللى تابع المأساة من أولها وولا حس ولا خبر من جانب من بيدهم اتخاذ القرار... قداسة البابا راجعوا الأمر نرجوكم.. وللحديث بقية..

كاتب