رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القناة الجديدة.. وحدوتة الجبهة الداخلية «2»


الإعداد الجيد قبل اتخاذ القرار، والتخطيط لمراحل التنفيذ، والارتباط ببرنامج زمنى محكم ودقيق وغير قابل للخروج عن محدداته، كانت كلها أموراً تقول إننا بصدد تطبيق آليات «إدارة علمية منضبطة» على مستوى عالمى متقدم ورائع، والتى تقوم نظريتها على تحليل وتركيب حركة سير العمل. ويتمثل هدفها الأساسى فى تحسين الكفاءة الاقتصادية ولا سيما إنتاجية العمال. وهى من أولى المحاولات لتطبيق العلم فى هندسة العمليات والإدارة.. فضلاً عن التركيز على أهمية التعاون بين الإدارة والعمال عبر وجود المسئولية المشتركة.

قناة السويس الجديدة مشروع وطنى بامتياز، حيث تعاون أكثر من 43 ألف عامل لحفر وبناء قناة السويس الجديدة، ما أثمر عن تطوير واحد من أضخم المشاريع الوطنية للقرن الحادى والعشرين. ووصل حجم أعمال الحفر على الناشف فى مشروع قناة السويس الجديدة إلى 250 مليون متر مكعب بتكلفة تقديرية قدرها 550 مليون دولار أمريكي. كما بلغ إجمالى عدد المقاولين 80 شركة، إضافة إلى 6 شركات تكريك، ومجموعة الجرافات التابعة لـ «هيئة قناة السويس»، وتوظيف طاقة إجمالية تبلغ 4300 معدة هندسية .وبلغ إجمالى كميات أعمال التكريك 242 مليون متر مكعب من الرمال بتكلفة تقديرية ٢٫١ مليار دولار أمريكى. وتضمنت المرحلة الأولى من إنجاز المشروع تعميق وتوسيع 37 كيلومتراً من المجارى الجانبية الغربية بعمق 24 متراً. فيما بدأ حفر المجرى الملاحى الجديد بطول 35 كيلومتراً وعمق 24 متراً وعرض 317 متراً..

لقد أعادت فكرة المشروع الحديث مرة أخرى عن «الجبهة الداخلية» ذلك المصطلح الذى غاب الحديث عنه فى أزمنة التراجع الوطنى عندما قررنا دخول المعارك دون التيقن من سلامة بنيان تلك الجبهة، وغابت عندما قررت حكومات العبط تطبيق سياسات الانفتاح الفهلوى العشوائى فكان المجد لأهل النصب والاحتكار وبيع الوطن فى مزايدات العار.

لأننا من جديد أدركنا قيادة و جماهير أننا نمتلك الإرادة.

قرار حفرالقناة كان بمثابة إعلان تجاوز أزمنة التفكير التقليدى البليد.

يتبقى فقط أهمية التنبه لاستثمار خبرات كل تلك الكتائب البشرية المشاركة فى إنشاء ذلك المشروع العظيم، ولا نكرر حدوتة التفريط فى كفاءات أهل العلم والخبرة والدراية الذين قاموا بإنشاء السد العالى ذلك المشروع العملاق، والدعاء إلى الله العلى القدير أن تعكف كل مؤسسات الدولة على دراسة سبل وأدوات نجاح أعمال أهم مؤتمر اقتصادى نظمته مصر، وبالطبع مقومات نجاح مشروعنا العظيم «قناة السويس الجديدة» لنسعد بعودة الروح المصرية تدب فى أوصال كل مؤسساتنا