رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"واشنطن بوست" تكشف كيف تأثرت أفغانستان بالغزو الأمريكي

جريدة الدستور

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مدى تأثر الأفغان بالغزو الأمريكي على أفغانستان منذ 2001 وحتى يومنا هذا.

وروت الصحيفة، عن أحد الشباب الأفغان، الذي يُدعى "محمود ريزاي"، الذي تحدث عن كيفية تأثرهم بالغزو الأمريكي، حيث قال إنه يحب الاستماع إلى موسيقى الراب الأمريكية، مضيفًا أن الاستماع لهذه الموسيقى يعطيه شعورًا رائعًا بالحرية لم يعتد الشعور به أيام سيطرة طالبان.

وقال ريزاري إنّ موسيقى الراب مناسبة تمامًا للمجتمع الأفغاني؛ لأنّه يواجه نفس المشكلات التي يواجهها المجتمع الأمريكي من مخدرات وبطالة وعنف ضد المرأة.

ومن جانبها، قالت أميرة أحمدى، إحدى المواطنات الأفغان وموظفة بشركة استشارية: "الآن أستطيع أن أخلع حجابي، أن أحضر حفلات مشتركة لكلا الجنسين، وأن نذهب جميعًا فى عطلة خلوية، كل هذا لم نكن لنحلم به أيام سيطرة طالبان"، وعلى الرغم من كل هذا، فالمجتمع الأفغاني لا يزال تحكمه العادات القبلية التى ترفض هذه التغيرات.

وأكدت الصحيفة أن المواجهات الأمريكية مع طالبان وموت زعيم القاعدة أسامة بن لادن، كان له تأثير قوي غير مباشر على المجتمع الأفغاني، وأن الجرافيتى المنتشر في بعض الأحياء الأفغانية، وقصة شعر الممثل الأمريكي "توم كروز" وحتى اللغة التي يستخدمها رجال الأمن وموسيقى الروك الأمريكية التي يتم تشغيلها فى البارات غير الشرعية تعكس تأثرًا واضحًا بهذه الحرب.

وأضافت "واشنطن بوست" أن أفغانستان كانت عرضة للعديد من العوامل الخارجية، على مر التاريخ، فمنذ ما يزيد على الخمسة آلاف سنة تعرضت للغزو من قبل جنكيز خان، وتيمور لنك، وسلالات المغول، وخلفوا أثارا موجودة حتى الآن ومتمثلة في بقايا قلعة بناها الإسكندر الأكبر، ومآذن قديمة شيدها ملوك الفرس.

أما فى كابول تقف المقبرة البريطانية هناك شاهدًا على الفشل البريطاني الذريع في أفغانستان. أمّا السوفييت فقبل خروجهم من أفغانستان عام 1989، قاموا ببناء الوحدات السكنية، والمصانع، والجامعات، وحتى المسارح التي لا تزال مفتوحة إلى اليوم.

وذكرت الصحيفة أنه على عكس كل هذه القوى التي احتلت أفغانستان، فإن الأثر الذي تركته الولايات المتحدة الأمريكية، نفسي أكثر منه مادى، فهم قد أعادوا تشكيل وعي المجتمع الأفغاني.

واستنادًا للتأثيرات التي تشهدها أفغانستان، قال محمد إدريس، مالك أحد المحال التجارية: إنّه عندما احتل السوفييت أفغانستان، أراد الجميع أن يتشبهوا بهم، ونفس الأمر يحدث الآن، فالجميع يريد أن يشبه أفراد القوات الخاصة الأمريكية.

ومن النواحي التي تأثرت وانتعشت أيضًا بعد الاحتلال الأمريكي، "الإعلام والاقتصاد"، فبعد أن دخلت القوات الأمريكية أفغانستان، دخلت معها بلايين الدولارات التى تسببت فى ظهور الرأسماليين، كما انتعش الإعلام أيضًا واكتسب حرية جديدة بعد القضاء على طالبان في أفغانستان.

وعلق نجيب الله أميرى، رئيس المحررين بإذاعة سلام واتاندر الأفغانية على هذا الأمر، قائلًا إنّه إذا حدث وانتهت هذه الحريات بعد رحيل الأمريكان، سيتذكر الأفغان هذه الفترة أنّها "عصر ذهبي".

من ناحية أخرى، يرى البعض أن هذا التأثير الأمريكي كارثي على الثقافة والتقاليد الأفغانية، فالبعض يرى أن الأمريكان أحضروا معهم الأفغان الذين يعيشون في أمريكا، وهؤلاء عندما عادوا تسببوا في نشر الثقافة الغربية.

ولكن، على الرغم من حبهم لما تركته الولايات المتحدة من ثقافة إلا أن هناك بعض الشكوك التى تساور هؤلاء الشباب الذين يرحبون بالثقافة الغربية، فهم يتساءلون: "ما الأثر الذي ستتركه الولايات المتحدة خلفها بعد أن ترحل من أفغانستان؟" فبعد التخلص من طالبان، لا تزال الكثير من المشكلات تواجه أفغانستان وحتى بلايين الدولارات التي دخلت البلاد يشك الجميع في أنّها قد استخدمت في مشاريع التنمية.