رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خواطر مسلم فى شهر رمضان


إقرأ باسم ربك الذى خلق» أمة «طلب العلم فريضة» ومع ذلك تركنا العلم والتعلم والعلوم للغرب يرتع فى مضماره كيف شاء واكتفينا بالمشاهدة والتصفيق الحاد لإنجازات الغرب واختراعاته، ثم اكتفينا من بعد ذلك باستدبار الماضى والبكاء على أطلاله دون أن نهتم ببناء الحاضر.للغروب فى رمضان دعاء، وللفجر فى رمضان ابتداء، ولحديث الغروب شجون، ولحديث الفجر استشرافات، فعند الغروب نتأهب للدعاء.. نرفع أكف الضراعة «اللهم لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا». وعند الغروب تهتز أفئدتنا وتقشعر أبداننا عندما يدور فى خلدنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق الأمين خاطب أمته – فى الحديث الذى رواه أبوهريرة رضى الله عنه – فقال «الصيام جنة فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إنى صائم مرتين» يا الله..... بأبى أنت وأمى يا رسول الله صلى الله عليك وسلم كنت أنت الخير، بل كنت أجود الناس بالخير من الريح المرسلة وكنت أجود ما تكون فى رمضان، علمتنا وعلمت البشرية مكارم الأخلاق، علمتنا أن العبادة الفارغة من مضمونها مردودة على صاحبها فقلت «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه». وعند الغروب نستشرف فجر أمة طال ظلامها فاستغرقت فى نومها، نستشرف نهضة الأمة الوسطية تلك الأمة التى لا تهوى إلى وهدة المادية ولا تغلو فى التجرد الروحى ولكنها أمة وسط لأنها تؤمن قولاً وفعلاً بما قاله الله تعالى فى كتابه الكريم «وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِى الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ» ويوم أن اتخذنا كتاب الله وراءنا ظهرياً تفلتت الخيرية من بين أيدينا وهُنّا على أمم الدنيا وعلى سفلة الأقوام وسفهائهم فتجرأ علينا من تجرأ وتطاول على الإسلام من تطاول. ثم خالفنا مقاصد الإسلام، فأصبح قولنا مخالفاً لفعلنا، ورفعنا الشعارات وتفرغنا لحمل اللافتات والدفاع عن الشكليات دون أن نعتنى بالعمل ودون أن نلتفت للمضمون!! انظروا إلى حالنا وتعجبوا ثم ازدادوا عجباً ثم امتعضوا من تلك الوهدة التى سقطنا فيها!! ذلك أننا أمة سورة الحديد إلا أننا للأسف الشديد لم نحسن حتى صناعة الصفيح! ونحن كذلك أمة الوحدة والاتحاد وعدم التفرق، نحن أمة إذا اشتكى منها عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، نحن أمة «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا» ومع ذلك اختلفنا وافترقنا وتفرقنا ووقفت جماعات الإرهاب التى تنسب نفسها للإسلام ضد أوطانها تسومها القتل والتخريب بزعم أن ما تفعله هو الإسلام!. نحن أمة اشتكى نصفها من الجهل والمرض والفقر والاستبداد، ومع ذلك لم يتداع نصف جسد الأمة للنصف الآخر وكأنه مخدر أو مغيب أو وقع تحت تشويه للمشاعر، نحن أمة العلم، أمة «إقرأ باسم ربك الذى خلق» أمة «طلب العلم فريضة» ومع ذلك تركنا العلم والتعلم والعلوم للغرب يرتع فى مضماره كيف شاء واكتفينا بالمشاهدة والتصفيق الحاد لإنجازات الغرب واختراعاته، ثم اكتفينا من بعد ذلك باستدبار الماضى والبكاء على أطلاله دون أن نهتم ببناء الحاضر! نحن أمة «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه» ومع ذلك لم نتقن إلا الخلافات والمشاحنات! ولا أظن أن المسئولية تقع على أحد بعينه فالكل مسئول والكل ملوم حتى النخاع، كلنا وقعنا فى الخطيئة تلك الخطيئة التى نرفضها، ويح أمتنا ! ويح ضعفنا، ويح هواننا على أمم العالم، ويا عجبى من تناقضنا! نرفض الخطيئة ونمارسها! نلعن الفرقة والجهل ونستغرق فيهما، ومنذ مئات السنين وإلى الآن لم نحفظ مقام رسولنا الكريم صلوات الله عليه ولم نحافظ على إسلامنا ولم نرفع من قدر قرآننا فسقطت أمتنا، غاية ما فعلناه أن تمسكنا بالقشور واهتممنا بالفرعيات وحرصنا على تعليق آيات القرآن الكريم على حوائط الصالونات وتلاوة آياته على المقابر والأموات، أما دعوة القرآن لنا بأن نستنهض هممنا ونستنفر عزائمنا ونأخذ بجميع الأسباب الممكنة لكى نكون أمة جديرة بحمل هذه الرسالة والتشرف بالانتساب لأعظم خلق الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فإن هذا الأمر غاب عن حياتنا وغبنا عنه بل وتصرفنا فى كل مناحى حياتنا بغير مبتغاه، فإذا كان من المفترض وفقاً لديننا أن نكون أمة العلم والعلماء إلا أننا أصبحنا للأسف الشديد أمة الجهل والجهلاء، فإذا كنا قد هُنا على أنفسنا فهل نتعجب من هواننا على الناس، لكل هذا لم أتعجب عندما قرأت كلمة لكاتب دانمركى قال فيها بعد أن رأى همجية جماعات الإرهاب «إن المسلمين أمة من الهمج البربر والمتخلفين من آكلى لحوم البشر ومصاصى الدماء نزع الله من قلوبهم الرحمة، أفضل ما يفعله الواحد منهم هو ضرب النساء بعد الاستمتاع بهن ثم الحرص على ابتلاع الطعام ومضغ الأفيون ثم النوم إلى ظهر اليوم التالى» ترى من المسئول عن هذه الصورة البغيضة المنطبعة فى أذهان الغرب عنا والتى نراها دائماً متجسدة فى مقالاتهم وقصصهم وأفلامهم، أكاد أجزم بأن المسئولية تقع علينا جميعاً، قوموا إلى نهضتكم يرحمكم الله.. قوموا إلى توحدكم تحترمكم الأمم.. قوموا إلى علومكم.. قوموا فقد مللنا القعود ولله الأمر من قبل ومن بعد ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم