رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العالم الموازى


ماذا لو كان هناك كوكب توءم لكوكب الأرض فى إحدى المجرات البعيدة، تخيل العلماء والأدباء أنه من الممكن أن تكون فى هذا الكوكب حياة، وأطلقوا على هذا العالم: العالم الموازى، وفى هذا العالم الموازى قد تتشابه أحداثه مع أحداث كوكب الأرض، وقد تسير سيراً عكسياً، فيكون الضعيف فى عالمنا قوياً فى العالم الموازى، والفقير غنياً، فى هذا العالم الموازى قد يكون منير فخرى عبد النور هو عامل النظافة الذى ينظف الرصيف المواجه لوزارة التجارة،

فى الوقت الذى يكون فيه عامل النظافة عم برسوم هو وزير التجارة، وهكذا لك أن تتخيل الأحداث على هذا النمط أو على أى نمط يعن لك، وحدث أن تركت لخيالى العنان، فرأيت أحداثاً غريبة، ووقائع مريبة، وقضايا رهيبة رأيت أن أشرككم فيها.

فى العالم الموازى رأيت وزير العدل السابق عامل نظافة يسعى لكى يُدخل ابنه المتفوق إلى سلك النيابة العامة، ولكنه يفشل فى ذلك إذ اتضح أن العالم الموازى الذى ذهب إليه خيالى يتشابه مع عالمنا فى كثير من قواعده، وقد كان هذا التشابه فى القواعد غريباً حتى إننى رأيت أحد أبناء مدينة الفيوم اسمه «الجارحى» فى العالم الموازى وهو يتسلق فوق أكتاف جماعة الإخوان الموازية ليصبح صاحب مجموعة من مصانع الحديد، وقد أصبح هذا الجارحى الإخوانى العتيد مالكا لهذه المصانع عن طريق التعاون مع حسن مالك الإخوانى الموازى، الذى بدوره كان يتلقى أموال هذه المصانع من يوسف ندا الموازى، فكان أن اشترى الجارحى الموازى مصانع حديد التى كانت مملوكة لشخص اسمه أحمد عطية الموازى، وأصبح التاجر الجارحى مليونيراً كبيراً، لا، لا تقل مليونيراً ولكن قل مليارديراً لا نظير له، ومن هذه الأموال أصبح عليه أن يقوم بدعم جماعة الإخوان الموازية بالملايين، وعندما تم فض اعتصام رابعة فى العالم الموازى قام الجارحى تاجر الحديد الإخوانى بتزعم عصابة إخوانية فى اقتحام قسم يوسف الصديق بالفيوم الموازية.

حدث كل هذا بالفعل فى العالم الموازى لكوكب الأرض، ويا سبحان الله، كأن ما حدث يتفوق على الخيال، ولكنه كما تعلم خيال، فنحن لم نستطع الوصول بعد للعوالم الموازية، وفى هذا العالم الموازى الغريب الذى وصل خيالى إليه رأيت ملك الحديد الجارحى وهو يخصص غرفة كبيرة فى قصره للعب الطاولة، وما أدراك ما طاولة العالم الموازى، فيها يقوم الكاتب الكبير بتقديم الشاى والقهوة للاعبين، وفيها يقوم الكاتب الآخر باستلام مخصصاته من «السكراب» و «الأوكسيد» مهلا، فقد نسيت أن أقول لكم إن هؤلاء الكتاب يكتبون لمصلحة ملك الحديد بالأجر، فواحد منهم يتقاضى مبالغ تحت زعم أنها تجارة يشترك فيها مع ملك الحديد، وهو فى ذات الوقت كاتب سيناريو وشقيق رئيس تحرير صحيفة يومية شهيرة فى العالم الموازى، والآخر المذيع المعتز بنفعيته ومصالحه الشخصية يقوم بشراء فيللا فى دريم الكائنة فى العالم الموازى، ولكنه لا يدفع فيها مليماً واحداً، إذ الذى دفع هو ملك الحديد فى العالم الموازى، ومن نكد الدنيا على المذيع الحر أن الشراء لم يتم إلا منذ عام ونصف تقريباً حيث ظل مدة كبيرة يعيش فى شقته منذ أن عاد من أمريكا الموازية، وقد يحزنك أن تعلم أن الكاتب صاحب النظريات السياسية يقوم برص الحجارة على الشيشة التى يشد منها ملك الحديد أنفاسه المحترقة، يفعل ذلك وهو معتز بمكانته المزيفة فى أوساط المثقفين، وأنه من أجل ذلك قام بعمل برنامج فضائى موازٍ لملك الحديد كى يعرض فيه وجوب أن يقوم «الوزير برهمتوش» بفرض رسم الحماية.

ويا لسخرية العالم الموازى، ففيه أصدرت نيابة الفيوم الموازية قراراً بالقبض على ملك الحديد، ولكن ملك الحديد له الكثير من الأتباع فى كل مكان، منهم أيها النائب العام فى العالم الموازى، مساعد النائب العام السابق، وهو من أسرة إخوانية، وله العديد من الإخوة يعملون فى النيابة الموازية، ومنهم أخ يعمل رئيس نيابة فى نيابة بنى سويف الموازية، ويا عزيزى القارئ أطلب منك الصبر معى وأنا أكرر كلمة «موازى وموازية» بين الحين والحين حتى لا يظن أحد أننى أتحدث عن واقع واقع فى عالمنا الذى ليس موازياً، المهم أن رئيس النيابة الموازى قام بالتدخل أيها النائب العام فى العالم الموازى لدى المحامى العام هناك فى الفيوم الموازية، وأشياء أخجل من ذكرها هنا إلا أنهم فى العالم الموازى يذكرونها علناً ودون حياء، تم إلغاء قرار القبض على ملك الحديد، حتى دون أن يتم التحقيق معه، حتى دون أن يمثل فى النيابة الموازية للسؤال، حتى دون تنفيذ أمر القبض ثم تم استبعاد مقتحم مركز يوسف الصديق والثابت جرمه يقيناً فى يوسف الصديق الموازى طبعاً، تم استبعاده من القضية، وعاد ملك الحديد آمناً ليلعب الطاولة مع كبار لعيبة الطاولة فى مصر الموازية.

وجاءت الانتخابات البرلمانية فى العالم الموازى، ويالها من انتخابات تراق من أجلها الأموال، وأراد ملك الحديد أن يدخل ابنه الانتخابات البرلمانية، وليكن، فليدخل مع قائمة فى حب مصر الموازية، وليذهب الكاتب السياسى الأمريكى فى العالم الموازى إلى السيد جنزورى العالم الموازى، ولكن جنزورى العالم الموازى كان أريباً، فقال له ليس له مكان عندنا، ولكن حدثت أشياء وأشياء قد أكتبها لكم عن ذلك العالم الموازى الغريب إن كتب الله لى عمراً ولم أغادر عالمكم إلى العالم الموازى.