رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد 18 عامًا من مذبحة الأقصر: "الكرنك في مرمى الإرهاب"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تم بناؤها ليتمتع القاصي والداني بالنظر إليها.. راسخة في مكانها تحمل في نقوشها معالم حضارة باقية ما بقي الزمان.. وتأبي الجماعات الإجرامية أن ترتفع راية مصر.. فيحركها تعطشها للدم أن تحول المعالم السياحية إلى مسرح لعمليات إرهابية.
محافظة الأقصر، تعد من أهم الأماكن السياحية في مصر، ولم يكن تعرضها اليوم لحادث إرهابي في ساحة معبد الكرنك، هو الأول من نوعه الذي تتعرض له، فقد تعيد هذه الواقعة سيناريو مذبحة الأقصر عام 1997.
فقبل 18 عاما وبالتحديد في 17 نوفمبر 1997، وقع هجوم إرهابي في الدير البحري بمحافظة الأقصر، أطلق عليه اسم "مذبحة الأقصر" أقيل علي إثرها اللواء حسن الألفي، وزير الداخلية آنذاك.
وأسفر الهجوم عن مقتل 58 سائحًا خلال 45 دقيقة، بعد أن هاجم ستة رجال مسلحين بأسلحة نارية وسكاكين متنكرين في زى رجال أمن، مجموعة من السياح كانوا في معبد حتشبسوت بالدير البحري.
كانت جنسية القتلى 36 سويسريًا و10 يابانيين، و6 بريطانيين و4 ألمان، وفرنسي وكولومبي بالإضافة إلى قتل 4 من المواطنين ثلاثة منهم من رجال الشرطة والرابع كان مرشداً سياحياً، وكان من القتلى طفلة بريطانية تبلغ 5 سنوات وأربع أزواج يابانيون في شهر العسل، بالإضافة إلى 12 سويسرياً، تسعة مصريون، يابانيان، ألمانيان، وفرنسي أصيبوا بجروح.
ثم حاول المهاجمون الاستيلاء على حافلة لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، وتم العثور عليهم بعد ذلك مقتولين داخل إحدى المغارات، وكان التقرير الرسمي يدعي أنهم يئسوا من المقاومة وقرروا الانتحار.
وأعلنت الجماعة الإسلامية مسئوليتها عن هذا الحادث الإرهابي، حيث أعلن رفاعي طه القيادي في الجماعة الإسلامية مسئوليته عن الحادث.
وكشفت أجهزة الأمن عن ورقة تم العثور عليها في جيب أحد الجناة اعتذروا فيها لقادتهم عن عدم تمكنهم من تنفيذ المهمة الأولى، وهنا اتضح أن تكليفاً سابقاً صدر من "مصطفى حمزة" مسئول الجناح العسكري بمهمة أخرى، وأشارت المعلومات بتعلق تلك العملية بأوبرا عايدة التي انعقدت في مدينة الأقصر واختطاف بعض السياح ومقايضتهم ببعض المعتقلين والسجناء.
وعند استحالة تنفيذ العملية نظراً للإجراءات الأمنية المشددة، بادروا لتنفيذ العملية البديلة في معبد حتشبسوت.
وكانت المذبحة آخر عمل مسلح قام به أفراد من تنظيم الجماعة الإسلامية، وبعده أعلن التنظيم رسمياً مبادرة وقف العنف، ثم تلاها المراجعات الفقهية للجماعة، والتي كانت سبباً في خروج نحو 16 ألف عضو من المعتقلات والسجون في أكبر مصالحة بين الدولة والجماعات الإسلامية.
وتعاود الجماعات الإرهابية أدراجها بتنفيذ عملية إرهابية في محيط معبد الكرنك، نفذها ثلاثة إرهابيين، دخلوا إلى جراج المعبد بسيارة تاكسي، ونزلوا داخل الجراج، فاشتبه فيهم ضابط شرطة، وسأل أحدهما، فهرول آخر، وفجر نفسه على بُعد أمتارٍ، واشتبكا الاثنان الآخران مع قوات الشرطة، ما أسفر عن مصرعهما، كما أسفر الحادث عن إصابة اثنان آخران، يعملان بموقع الحادث.
وكان مع المصابين حقيبتين، أحدهما بها قنبلة، تم إيقاف مفعولها، والثانية بها أسلحة.