رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أكتب إليكم أيها الشباب


أكتب إليكم أيها الشباب لأنكم أقوياء، وحُب مصر ساكن فيكم، وقد احتملتم مضايقات الحاقدين وغلبتموهم. أكتب إليكم أيها الشباب لأنكم بالحقيقة عرفتم قيمة اسم مصر الذى يردده العالم بفخر، وأنتم تفتخرون بمصريتكم. نحن الآن فى مفترق الطُريق، ومازلنا نعانى من مضايقات الأعداء والخائنين والحاقدين، ولا يمكننا أن نتجاوز تلك المرحلة الصعبة إلا بحب مصر النابع من القلب. لا يجب علينا أن نقف أمام «الصندوق الأسود» ونحن فى حيرة عما بداخله!! صدقونى كل الصعاب التى نواجهها فى حياتنا اليومية كلها زوابع بسيطة فى فنجان – تضمحل وتتلاشى أمام إصراركم وحبكم الحقيقى لمصر، ولا يمكن لتلك الزوابع أن تقترب من سلامكم الداخلى. فنحن جميعاً نثق فى عمل الله الذى عمله مع المصريين وأنقذنا بيد قوية من مؤامرات الأشرار ومن الأعداء الخافيين والظاهرين. لا تعطوا أذناً صاغية للشائعات فكلها أمور غير حقيقية، ولكن اجتهدوا بإخلاص فى أعمالكم، وأعملوا على زيادة الإنتاج، وقدموا للعالم – بسلوككم السوى – صورة ناصعة البياض للمصرى الحقيقى الذى يحمل اسم «مصر».

لا تشتركوا فى أعمال الظلمة بل ارفضوها، لا تشتركوا فى المؤامرات ولا أشباه المؤامرات. اعملوا من أجل مستقبل مصر، فمصر هى الباقية أما نحن جميعاً فزائلون ولن نترك سوى السيرة الطيبة والأعمال الصالحة التى سوف تتحدث عنها الأجيال الكثيرة القادمة. ثق تماماً أيها المصرى أن وقت عدم خوفك من شىء ولا اشتهائك أى شىء فإنك بالحقيقة يمكنك أن تقول «الآن أنا أقف على قمة العالم». اسعوا نحو تحقيق نقطة التعادل الحياتية، فنقطة التعادل سبق لنا دراستها فى مقرر الكيمياء بالسنة الأولى من دراستنا الجامعية، حينما كنا نُحضر ورقة عباد الشمس ونضعها فى المحلول، فإن كان متعادلاً فلا يتغير لون الورقة، أما فى حالة المحلول الحمضى أو القلوى فإن لون الورقة يتغير إلى الأحمر أو الأزرق طبقاً للمحلول. فكونوا عند نقطة التعادل ولا تدعوا لأفكار الأشرار مكاناً فى قلوبكم، ولا تُغّير من محبتكم الحقيقية نحو مصر. «مصر» أمنا تستحق منا أن نبذل أقصى جهدنا لرفع شأنها وإنقاذها من المؤامرات المحيطة بها.

أيها الشباب المصرى الشجاع، احرصوا على الأعمال الصالحة والمُثمرة. اتخذوا لأنفسكم قدوة حسنة من أصحاب السيرة الطيبة. لا تقلدوا الأشرار فى منهجهم المُدمر، بل تفوقوا على أنفسكم بالتعب والسهر وتحصيل العلم والتفوق فى أعمالكم. ما أحلى وما أحسن أن يجتمع المخلصون معاً لمساندة مصر فى صراعها ضد قُوى الشر التى تحيط بالوطن من جميع الاتجاهات، واعلموا جيداً أن من يزرع خيراً يحصد خيراً ومن يزرع شراً يحصد شراً، وبقدر شجاعتكم وإخلاصكم ينمو الوطن ويزدهر ويتبوأ مكانته التى تليق به. لقد مضى الكثير ويتبقى القليل، فاصبروا حتى تجنوا ثمار تعبكم. لتكن لكم أعين ساهرة شاخصة نحو قلب مصر الذى ينزف دماً مع موت كل شهيد من أبناء مصر. فلتكن محبتنا لمصر صادرة من أعماق القلب بصدق ودون رياء