رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المتربحون من الإخوان


فى تركيا يجلس يعض قادة الإخوان ينعمون بالمال الوفير، والخير الكثير، يتكئون على أرائك من حرير، والشباب الإخوانى الأحمق يمارس فى بلادنا شتى أنواع الإرهاب فيعرض نفسه وأهله وبلده لخطر عظيم على ظنٍ منه أنه يتقرب من الله سبحانه، وهو فى الحقيقة مجرد وقود فى مضخة إخوانية كبرى يحترق لينعم القادة فى مقامهم التركى.

... وفى قطر يجلس البعض الآخر من القادة فى أفخم الفنادق وأرقى القصور، يصدرون الفتاوى الشيطانية لتستمر حركة الإرهاب التى تغل لهم ما لا يعد ولا يحصى من الدولارات وليذهب شباب الإخوان إلى الجحيم. يموت جمعة أمين القيادى الإخوانى الكبير فى لندن مؤخراً، وكانت فى خزانة بيته المصفحة خمسمائة سبيكة ذهبية من أنقى الذهب وأعلاه درجة فيختلف قيادات التنظيم الدولى على تقسيم هذه التركة الإخوانية، إذ إن هذا الذهب تم جمعه من التبرعات التى جاد بها السذج من إخوان العالم لدعم إخوان مصر، فإذا بها تدخل إلى مقرها الأخير فى جيوب وكروش إبراهيم منير ومحمد سودان ومحمد حسين وغيرهم من قادة الإخوان الهاربين خارج مصر مع الطغمة الفاسدة من قادة التنظيم الدولى.

يقوم جهاد الحداد القيادى الإخوانى الشاب بتهريب أموال طائلة من مصر أثناء حكم الخائن محمد مرسى، ويتم هذا التهريب من خلال الحقيبة الدبلوماسية تحت رعاية مرسى والشاطر، ويفتح جهاد الحداد بهذه الأموال عدة حسابات باسمه واسم زوجة خيرت الشاطر وزوجة محمد مرسى وابنته، ثم يشترى عن طريق إبراهيم منير فندقاً فاخراً فى حى تشيلسى بلندن، وقصراً أسطورياً فى بورتريكو وهى إحدى الجزر التابعة للولايات المتحدة الأمريكية، وكان الحداد قد قام بشراء هذا القصر بالاتفاق مع المخابرات الأمريكية ليكون مقراً عالمياً للتنظيم الدولى للإخوان، ولكن سقوط الإخوان فى مصر والقبض على الحداد جعل القصر خاوياً على عروشه. ويبدو أن فريق المتربحين من الإخوان الذين اغتنموا من الجماعة مغانم مالية كبيرة زادوا زيادة كبيرة وامتدت رقعتهم فى الوقت الذى تقف فيه مجموعات كبيرة من شباب الإخوان العاطلين عن العمل أو الإخوة الذين أصابتهم أمراض أقعدتهم عن العمل وهم فى أمس الحاجة إلى ما يقيم أودهم، ومع ذلك فإن هؤلاء الشباب ينتحرون بعملياتهم الإرهابية ويقدمون أرواحهم رخيصة من أجل أن تتكدس المليارات فى خزائن القادة.

وهؤلاء المتربحون لهم قصة ليست وليدة اليوم أو الأمس ولكنها بدأت منذ زمن بعيد، ولعلنا لا ننسى أبدا أن حسن البنا كان هو أول من بدأ رحلة التربح عندما مد يده للإنجليز فأخذ منهم خمسمائة جنيه مصرى تزيد قيمتها وقتها عن خمسمائة جنيه ذهبى وفقاً لما أورده البنا فى مذكراته، ولكن فى العهد الحديث بدأت رحلة التربح من خلال دخول الإخوان للنقابات المهنية، ففى نقابة المهندسين منذ منتصف الثمانينيات وعندما سيطر الإخوان على تلك النقابة الغنية بدأت المشاريع التى كان فى ظاهرها خدمة المهندسين أما باطنها فكان بداية لرحلة المليون، تلك الرحلة التى بدأ خطواتها المهندس خيرت الشاطر والمحاسب حسن مالك الذين احتكروا معارض السلع المعمرة، وظلت هذه المعارض قائمة لسنوات ومن خلال الأرباح التى دخلت فى جيوب خيرت الشاطر وشريكه قاموا بتطوير شركة سلسبيل وزيادة رأسمالها زيادة كبيرة لم يحلم بها أحد منهما، أما شركة سلسبيل للكمبيوتر التى يملكها خيرت الشاطر وحسن مالك فقد احتكرت توريد وبيع أجهزة الكمبيوتر لنقابة المهندسين ونقابة الأطباء التى يشرف عليهما ويديرهما الإخوان، لم يكتف خيرت الشاطر بذلك ولكن قام عن طريق أعضاء مجلس نقابة المهندسين من الإخوان بإسناد إدارة كافيتريا نادى نقابة المهندسين بالجيزة لبهاء الشاطر شقيق خيرت الشاطر، وقد احتكرت هذه الكافيتريا لسنوات عديدة توريد الطعام لسجناء الإخوان فى سجن مزرعة طرة، وفى غضون سنوات قليلة أصبح الصديقان خيرت ومالك من أغنى أغنياء الجماعة بل من أغنى أغنياء مصر، حيث حصلوا على توكيل شركة استقبال إحدى أكبر شركات الأثاث فى تركيا وأصبح الجزء الأكبر من أموالهم يتم استثماره خارج البلاد، واختلطت أموالهما بأموال شباب الإخوان الغلابة الذين يسددون اشتراكات شهرية وليس لهم الحق فى مراقبة كيفية صرف هذه الأموال واستثمارها.

أما شركات المقاولات المملوكة للإخوان فهى أنشط المتربحين، حيث أسندوا لها عندما سيطروا على النقابات فى الثمانينيات عشرات المقاولات الخاصة، ويظهر فى أعلى درجات المتربحين المهندس مدحت الحداد، حيث يعتبر أكثر من يتم إسناد المقاولات الإخوانية له وقد شارك مع آخرين بعد ذلك فى إنشاء معارض الانتربيلد السنوية التى كانت تتم فى أرض المعارض وأصبحت ثروت الحداد من خلال المقاولات التى أسندت إليه لا حد لها.والمتربحون من الفكر والعقيدة والتاريخ والسياسة لا حصر لهم كان أولهم وأكثرهم حصداً للملايين هو أحمد سيف الإسلام حسن البنا الذى يغل سنوياً من ناتج بيع كتابات والده المرشد الأول للجماعة حسن البنا ملايين وقد احتكرت دار التوزيع والنشر الإسلامية التابعة للإخوان نشر وبيع مؤلفات حسن البنا وهى مذكرات الدعوة والداعية والرسائل وأذكار الصباح والمساء، وغنى عن الذكر أنه تم طبع ملايين النسخ من هذه المؤلفات وبيعها على مستوى العالم، ويأتى فى مقدمة سباق المتربحين من الإخوان ورثة مصطفى مشهور المرشد الأسبق للجماعة، حيث تعتبر كتبه المرجع الفكرى الأساسى والرسمى لكل المنتمين للإخوان على مختلف درجاتهم ومستوياتهم وينبغى على كل أخ أن يحفظ عن ظهر قلب كتبه «زاد على الطريق» و«الجهاد هو السبيل» وغيرهما من الكتب التى تحض على الإرهاب، أما شباب الإخوان فيتعرضون لأكبر خدعة فى التاريخ، ولنا عودة فى مقال قادم.