رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مدارس الإخوان يا وزير التعليم


هل تصدق أن جماعة الإخوان الإرهابية لا تزال إلى الآن تمتلك نفوذاً كبيراً فى كثير من مؤسسات الدولة؟! حتى تلك المؤسسات التى من المفترض أن تقوم بدور رقابى أو إدارى يتعلق بإدارة أموال الجماعة والتحفظ عليها؟! إى وربى هذا هو الذى يحدث فى مصر ولا أظن أنه يحدث إلا بسبب دولة الفساد التى يستغلها الإرهابيون، وإذا اقتصر الأمر على المال فلن تكون هناك مشكلة كبيرة...
ولكن الأمر يمتد إلى عقول صغارنا الذين نريد أن نجنبهم الوقوع فى فخ الأفكار الإرهابية المتطرفة، يمتد الأمر ليصل إلى تشويه مشاعر الأبناء الصغار ومسخ عقولهم ومصادرتها لمصلحة الجماعة الإرهابية، يحدث هذا فى مدارس الإخوان التى من المفترض أنها واقعة تحت إدارة الدولة ولكن الدولة تركتها للإخوان يفعلون فيها ما يريدون!.

لن أصوِّب قلمى تجاه المستشار عزت خميس رئيس لجنة حصر ممتلكات جماعة الاخوان وأموالها المتحفظ عليها، فالرجل يقتصر دوره على الإدارة المالية دون أن يتدخل إلى الفنيات المتعلقة بطبيعة المال المتحفظ عليه، وهو يتحمل فى سبيل ذلك فوق طاقته، ولكننى أصوب قلمى تجاه وزارة التعليم التى منوط بها الإشراف الإدارى والتعليمى على مدارس الإخوان التى يمتلكها الإخوان والتى تم التحفظ عليها، وفى الحقيقة قامت وزارة التعليم بإلغاء نفسها وتركت الحبل على الغارب لقيادات الإخوان يديرون مدارسهم بأنفسهم ويضعون فى مقرراتها التعليمية ما يشاءون دون أى رقيب أو حسيب، وفى تلك المدارس التى غابت عنها رقابة وزارة التعليم يمارس الإخوان فيها أقصى درجات التعنت والتخويف والإرهاب مع أولياء الأمور الذين لا ينتمون لجماعة الإخوان، حتى أن هؤلاء الأولياء المساكين اضطروا إلى الخضوع للإدارة الإخوانية المتعسفة لمدارس أبنائهم خوفاً من اضطهاد هؤلاء الأبناء وإسقاطهم بشكل متعمد، بل الأكثر من ذلك تقوم هذه المدارس بتخفيض مستويات الطلبة العلمية عن طريق عزلهم فى فصول خاصة لا تلقى أى اهتمام أو عناية تعليمية يستهدفون من ذلك تعجيز أولياء الأمور عن نقل أبنائهم من مدرسة الإخوان لأن المدارس الأخرى تُجرى اختبارات للطلبة الذين يرغبون فى التحويل، فإذا كان مستوى هؤلاء الطلبة ضعيفاً فإن المدارس الأخرى ترفض إلحاقهم بها!.

ولكى يكون الكلام عملياً لنا أن نضرب مثلاً بما يدور فى مدارس «جنى دان» الدولية المملوكة لآل خيرت الشاطر مليونير الإخوان الإرهابى، أبناء خيرت الشاطر يحملون نفس الأفكار الإرهابية التى حولت الشاطر لأكبر إرهابى فى العصر الحديث، فالولد كما يقول المثل سر أبيه، والذى يدير هذه المدارس بشكل مطلق هى السيدة خديجة الشاطر ابنة الإرهابى، وهى تديرها من البداية إلى الآن، ورغم التحفظ على هذه المدارس ووضعها تحت إشراف وزارة التعليم إلا أن خديجة هى المهيمنة والمسيطرة بشكل كامل على الإدارة، أما وزارة التعليم بمندوبيها فإن دورهم فى تلك المدارس لا يتعدى شرب الشاى والقهوة وتلقى الهدايا والله أعلم بـ «الظروف».

فى مدرسة جنى دان الإخوانية تقوم خديجة بوضع منهج لمادة الدين تختلف تمام الاختلاف عن منهج الوزارة، وقد جاء فى المنهج الخاص بمدارس آل الشاطر أن تحية العلم تعتبر شركاً بالله، وأنه لا يجوز القيام وقوفاً للسلام الجمهورى، وأن النشيد القومى للبلاد ليس هو «بلادى بلادى بلادى لك حبى وفؤادى» ولكنه عند خديجة الشاطر وتلاميذ مدرستها هو «بلادى بلادى اسلمى وانعمى، سأرويكى حين الظما من دمى، ورب العقيدة لن تهزمى، ومن أكمل الدين للمسلمين» وعندهم ترسل إدارة المدرسة لكل أولياء الأمور رسائل بريدية يقولون لهم فيها إن الاحتفال بعيد الأم مخالف للشريعة الإسلامية وأنه لا يجوز لنا الاحتفال بهذا العيد لأن أعيادنا هى فقط عيد الفطر وعيد الأضحى! ولكن الأشد قسوة من هذا هو هذا التحريض الواضح على النظام المصرى الشرعى والادعاء أن الحكومة المصرية الحالية هى حكومة كافرة وأن مآلها قعر الجحيم!. ففى أحد الأناشيد التى يتم تدريسها للتلاميذ الصغار نشيد عن أهل النار وقد جاء فى هذا النشيد: «إن جنود الطاغية... فى قعر نار حامية» وعندما تقوم المُعلمة الإخوانية بشرح هذا النشيد للصغار فى الفصل تقول لهم بعيداً عن رقابة وزارة التعليم: إن الطاغية هو الرئيس السيسى، وإن جنوده هم الجيش المصرى، وتشرح المُعلمة للصغار قائلة: إن الرئيس السيسى قاد انقلاباً على الحكم المصرى الشرعى وعلى الرئيس الحقيقى محمد مرسى، ثم قام بقتل أفراد الشعب المصرى الذين اعترضوا على هذا الانقلاب، وأن هذا القتل تم عن طريق الجيش والشرطة فى ميادين «رابعة» و«النهضة»، وعندها تطلب منهم المُعلمة رفع شعار رابعة بأصابعهم أثناء إنشاد هذا النشيد، وأظن أن خبراء التعليم والنفس يعرفون أن ما تقوم به هذه المدرسة بهذه الطريقة إنما هو شكل من أشكال البرمجة الذهنية يستهدفون من خلاله زرع مفاهيم مغلوطة فى ذهن الصغار تظل مصاحبة لهم العمر كله!. أما فى مادة الدين فيتم التدريس للأبناء الصغار فى الصفين الثانى والثالث الابتدائى عن أهل النار وعذاب جهنم وعذاب القبر! حتى أن أحد أولياء الأمور قال لى إنه اضطر أن يذهب بابنه إلى طبيب نفسى لأن الطفل الصغير بعد هذه الدروس صار يرى أحلاماً مفزعة عن أناس يقذفون به فى النار من مكان مرتفع!. فهل يا سيادة وزير التعليم من صحوة؟ لا نريد تشديد الرقابة فأساليب خديجة الشاطر فى التلاعب بالرقباء لا حصر لها، ولكن يجب إبعاد أصحاب هذه المدارس من الإدارة بصفة مطلقة لكى تصبح الإدارة كاملة للوزارة بعيداً عن الإخوان، أو بعيداً عن الموظفين والمدرسين الذين ينتمون للإخوان، ألا هل بلغت اللهم فاشهد.