رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سر الاحتفال بعيد الأم

جريدة الدستور

21 مارس.. اليوم الذي تنتظره أمهات العالم كل عام؛ ليرون مكانتهم في قلوب أبنائهم، فهو "عيد الأم" الذي يحتفل المصريون فيه، فيحرص الأبناء على تقديم الهدايا لأمهاتهم للتعبير عن امتنانهم واعتزازهم بدور الأم العظيم.

"عيد الأم" هو ابتكار أمريكي، فأول امرأة دعت للاحتفال به هي "أناجارفس"، المرأة التي عاشت في "جرافتون" غربي ولاية فرجينا ولم تتزوج وكانت شديدة الارتباط بوالدتها، وبعد موتها بعامين قامت بحملة واسعة للاحتفال بعيد الأم، ودعت الوزراء ورجال الأعمال لإعلان يوم عيد الأم عطلة رسمية في البلاد، حتى يشعر الأبناء بدور الأم.

وبناءً على طلبها أصدر حاكم ولاية فرجينا أوامر لإقامة الاحتفال بعيد الأم في 12 مايو 1907، هذا أول احتفال رسمي بعيد الأم في أمريكا، واستمرت "أناجارفس" في حملتها للاحتفال بعيد الأم، ليكن عيدًا قوميًا بكل الولايات المتحدة الأمريكية، إلى أن جاء الرئيس ويلسون في 9مايو 1914م، وأمر بالاحتفال بعيد الأم في الأحد الثاني من مايو في جميع الولايات المتحدة.

ولم تكتف أناجارفس بذلك، بل ظلت تنادي أن يكون هذا اليوم "عيد الأم" يومًا عالميًا تحتفل به كل شعوب العالم، وليست أمريكا وحدها، وقبل وفاتها بيومين تحقق لها ما أرادت، وانتشرت الفكرة في أنحاء العالم.

كيف وصل الاحتفال بعيد الأم إلى مصر؟:
وكان أول من فكر في عيد للأم في العالم العربي، الصحفي المصري الراحل علي أمين – مؤسس جريدة أخبار اليوم مع أخيه مصطفى أمين - حيث طرح علي أمين في مقاله اليومي "فكرة"، فكرة الاحتفال بعيد الأم قائلاً: "لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه "يوم الأم"، ونجعله عيدًا قوميًا في بلادنا وبلاد الشرق".

وانهالت عليهم الخطابات لتشجع الفكرة، واقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد، بينما رفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم وليس يومًا واحدًا فقط، لكن أغلبية القراء وافقوا على فكرة تخصيص يوم واحد، وبعدها تقرر أن يكون 21 مارس عيدًا للأم، وهو أول أيام فصل الربيع ؛ ليكون رمزًا للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة. واحتفلت مصر بأول عيد في 21 مارس 1956م، ثم انتقل الاحتفال إلى البلاد العربية والإسلامية.