رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فيروسات إخوانية


المصيبة التى لا نزال نعانى منها هى ما حدث فى وزارة منصور العيسوى الذى ترك الحبل على الغارب لخيرت الشاطر يفعل فى مؤسسات الشرطة ما يشاء، ثم حدث بلا حرج عن اقتحام الإخوان لوزارات المالية والكهرباء والبترول والحكم المحلى والتعليم والجهاز المركزى للمحاسبات

عشنا ردحاً من الزمن ونحن نتحدث عن أن الأمن استطاع اختراق جماعة الإخوان، وقد يكون هذا صحيحاً، ولكننا لم نتكلم أبداً فى زمن مبارك عن أن الإخوان استطاعوا اختراق أجهزة الأمن، وأذكر عام 2007 عندما ذهبت قوة من الأمن للقبض على خيرت الشاطر على خلفية اتهامه فى قضية ميليشيات الأزهر، أن كان الخبر قد وصل إلى خيرت قبل أن تتحرك القوة من مكانها، لذلك لم تجد قوات الأمن شيئاً يذكر عند خيرت، وعندما كنت فى الإخوان كنت أعلم أن خيرت الصادر ضده حكم بالسجن عام 1995 من محكمة عسكرية والمحبوس فى سجن مزرعة طرة كان يذهب إلى بيته مرتين فى الأسبوع، حيث يقضى النهار كله، وإن أنسى لا أنسى المرتبات الشهرية التى كان يدفعها الشاطر لبعض ضباط مصلحة السجون، ودور بعض ضباط الشرطة السابقين المنتمين للإخوان فى هذه الرشاوى، وفى الأيام الماضية عندما علمت أن خيرت ذهب للإقامة فى مستشفى قصر العينى لإجراء فحوصات طبية وتحاليل تذكرت تلك الأيام التى كانت رحلة الشاطر فيها إلى المستشفى وسيلة من وسائل نقل الأوامر لقيادات الإخوان.

ولكن ما قصة الاختراق؟ كانت خطة جماعة الإخوان ترمى منذ عقود إلى اختراق مؤسسات الدولة، والاختراق لا يكون إلا بشيئين، إما أن تزرع الجماعة أعضاءً منها داخل المؤسسات المختلفة للدولة، أو تقوم بشراء عدد معتبر من الموظفين المهمين فى مؤسسات مختلفة عملاً بالمثل القائل: «شراء العبد أولى من تربيته» لذلك عندما نتحدث عن أفراد كانوا عبيداً للإخوان فى السر، يحققون لهم مآربهم، فإننا نتحدث عن فريقين، الفريق الأول هو الجهاز السرى التابع مباشرة للجماعة والذى يضم أعضاء الجماعة التى تدخرهم للنوائب، وهؤلاء هم أهل الثقة الكبرى، كان منهم على سبيل المثال حسام الغريانى وآل مكى وطلعت عبد الله وعباس مخيمر وغيرهم من القضاة التابعين للجماعة والذين من خلالهم قامت الجماعة بتأسيس قسم القضاة وأصبح هذا القسم تابعاً للمرشد مباشرة، والفريق الآخر هو الذى قامت الجماعة بشراء ولائه، مثل بعض قادة وكبار ضباط فى مصلحة السجون، واللواء أحمد عبد الجواد، وعشرات من ضباط مباحث أمن الدولة، ولا يزال فى أجهزة الأمن حتى الآن عشرات من الضباط التابعين للجماعة ولائياً ومالياً! ومن خلالهم تم الترتيب لاغتيال العميد محمد مبروك، ومن قبله ضابط العمليات الخاصة محمد أبوشقرة والذى كان يعد أعلى ضباط العمليات الخاصة كفاءة.ومن الفريق الذى كان يتم شراء ولائه بالمال عدد من قيادات الدولة المصرية، تدخل الجماعة معهم فى مصاهرات ونسب، ومن خلال جو المصاهرات يلتقى الجِد مع الجِد، وتتلقى الخدود القبلات الحارة، وتنتقل الأموال فى الحسابات الخاصة، وحين تحدثت سابقاً عن زوج ابنة الأخ حبيب العادلى وصلته بالإخوان لم يكن قصدى أن اتهم العادلى بالانتماء للإخوان تنظيمياً، ولكننى كنت أضرب مثلاً عن واحد، مجرد واحد من فريق المصاهرات والولاءات، وقد وقف الإخوان بجوار حبيب العادلى وقوفاً غير منكور، حتى أن الجماعة أسندت لأحد المحامين المنتمين للجماعة مهمة المرافعة عن العادلى ! وهو محام مجهول إلا أنه أحد القيادات الإخوانية فى منطقة الشرابية، وكان قد سافر إلى أمريكا زمناً، حيث عمل هناك خطيباً فى أحد المراكز الإسلامية التابعة للإخوان.وكانت المصيبة التى لا نزال نعانى منها هى ما حدث فى وزارة منصور العيسوى الذى ترك الحبل على الغارب لخيرت الشاطر يفعل فى مؤسسات الشرطة ما يشاء، ثم حدث بلا حرج عن اقتحام الإخوان لوزارات المالية والكهرباء والبترول والحكم المحلى والتعليم والجهاز المركزى للمحاسبات، يحدث هذا الاقتحام منذ سنوات بعيدة وتحديداً من أواخر الثمانينيات، ولذلك أصبح لدى الإخوان قسم جديد لم يكن موجوداً من قبل اسمه «قسم الوزارات» وللعلم فإن أشهر أقسام الجماعة هى «قسم الأخوات وقسم الطلبة وقسم التربية وقسم الدعوة وقسم المهنيين وووو» ثم انضم لهم كما قلت قسم الوزارات. والآن أيها الأصدقاء يا من كان الواحد منكم يقول إن فلانا يبالغ فى تضخيم جماعة الإخوان، وهى أهون من ذلك بكثير، وإنه يبتغى إخافتنا، ويا من تعانون للآن من ميليشيات الجماعة، وإرهاب الجماعة، وطلبة الجماعة، وتفجيرات الجماعة، واغتيالات الجماعة، قولوا ذلك أيضاً عن الذى قلته لكم اليوم، قولوا إننى أبالغ لأخوفكم من الجماعة، ثم ادخلوا أيها الأصدقاء إلى الانتخابات البرلمانية بقانون الانتخابات غير الدستورى، وافرحوا أيضاً بقانون مباشرة الحقوق السياسية غير الدستورى والذى وضعه من وضعه وهو نائم فى العسل، وانتظروا يقيناً لا استنتاجاً برلماناً ستنجح الجماعة فى التسلل إليه عن طريق قوائم تحالفات الأحزاب، ثم حزب النور، ثم عن طريق المقاعد الفردية والتى سيتم الدفع فيها بأعداد كبيرة من الإخوان غير المعروفين والمنتمين لجيل القيادة الوسيطة للتنظيم ليكونوا مثل الفيروس فى جسد الدولة المصرية