رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«رحل الملك»


مواقف خادم الحرمين الشريفين تجاه مصر خاصة والأمة العربية والإسلامية عامة لا يمكن أن تنسى، فقد وقف الفارس داعما ومدافعا عن مصر فى محنتها إبان ثورة 30 يونيو أمام العالم أجمع.

رحل عن عالمنا منذ أيام حكيم العرب، خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك السعودية، بعد أن كتب بحروف من ذهب اسمه فى قلوب كل المصريين والعرب، بسبب مواقفه النبيلة والواضحة والداعمه للأمة العربية والإسلامية، وإن كان خادم الحرمين الشريفين قد رحل عن عالمنا بجسده الطاهرة، فلم يرحل عنا بروحه الطاهرة، التى ستظل فى قلوبنا خالدة.

فمواقف خادم الحرمين الشريفين تجاه مصر خاصة والأمة العربية والإسلامية عامة لا يمكن أن تنسى، فقد وقف الفارس داعما ومدافعا عن مصر فى محنتها إبان ثورة 30 يونيو أمام العالم أجمع، مؤكدا للجميع أن ما حدث فى 30 يونيو هو ثورة شعبية بكل المقاييس وليس انقلابا عسكريا كما كان يروج له أعداء الشعوب، وقف الرجل أمام أوروبا وأمريكا ليسجل موقف المملكة العربية السعودية الداعم لمصر ولم يتراجع كما تراجع غيره عن مسانده مصر، فقد زاد موقف خادم الحرمين الشريفين البطولى الداعم لمصر موقفها وقدرتها على التصدى للضغوط الخارجية وأجبر الطغاة من دول محور الشر على التراجع عن موقفها العدائى ضد القاهرة، ليسجل بذلك التاريخ الموقف البطولى لخادم الحرمين الشريفين ودعمه الكامل والمطلق للدولة المصرية حكومة وشعبا، لا يمكن أن ننسى أبدا تأكيده للجميع بأن مصر هى الشقيقة الكبرى، ودعوته لجميع دول العالم للمشاركة فى المؤتمر الاقتصادى المزمع عقده فى مصر منتصف الشهر الجارى لدعم الدولة المصرية .

إن تلك المواقف لا يمكن لها أن تكون سوى من حكيم العرب، كما حرص الرجل قبل رحيله على لم شمل الأمة العربية فى مواجهة الإرهاب الذى انتشر فى المنطقة بصورة مرعبة ومفزعة وأصبح كالسوس ينخر فى جسد الأمة، ووقف مدافعا عن أكبر مؤسسة إسلامية فى العالم وهى مؤسسة الأزهر الشريف بعدما أساءت إليها تيارات الكفر والضلال تيارات أضعفت النفوس المريضة، إيمانا منه بأن مؤسسة الأزهر الشريف هى الدرع الحامية للأمة الإسلامية من الانحراف والتعصب الذى يكتسى الدين بهتانا وزورا بنشر اتجاهات وعقائد فكرية منحرفة، وذلك لخدمة الإسلام .

إن ما قام به الملك عبد الله قبل رحيله من مواقف نبيلة وشجاعة تجاه الأمة العربية والإسلامية نعجز عن حصرها، ولعل أبرز مواقفه الخارجية التى تحسب له على المستوى السياسى العالمى هو مساندته ودعمه القضية الفلسطينية التى منحها جانبا واهتماما يذكر له، وهذا بخلاف دعمه العرب المقيمين فى الولايات المتحدة الأمريكية عقب أحداث سبتمبر، وفى الداخل نجح جلالته فى دعم الحقوق والحريات وسمح للمرأة على غير العادة بممارسة العديد من الأنشطة التى كانت ممنوعة.

باختصار شديد .. الرجل كان هدفه الدائم هو نشر الاستقرار والمحبة والمودة بين الشعوب، رحم الله حكيم العرب وأسكنه فسيح جناته .

رئيس تيار الاستقلال