رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الطفل شديد الحساسية معرض للإصابة بالفصام

جريدة الدستور

إنه لشيء جميل أن يكون لديك ابنًا حساسًا، يشعر بالآخرين ويتعاطف معهم، لا يستطيع أن يؤذي مشاعر أحد، قلبه كالبحر الواسع الذي ينهل منه الجميع، لكن ما يثير التخوف في النفوس أن حساسية هذا الابن قد بلغت حدًا لا يمكنه من التعامل مع الآخرين.
فيصبح الواقع مجرد تنفيذ فعلي لمقولة " إذا زاد الشيء عن الحد انقلب إلى الضد"، فنجد الأمهات يطلقن صرخات الاستغاثة كونهن لا يعلمن كيفية التصرف يعود الطفل طبيعيًا وعاديًا كبقية أقرانه.
ذكر الدكتور أحمد عبد الله، أستاذ وخبير نفسي، أن الطفل الذي يتعامل مع الآخرين بحساسية مطلقة، أبعد ما يكون عن العنف، رقيق المشاعر، لديه نوع من أنواع الخجل، كما أن المواقف العاطفية تؤثر به، لديه طريقة مختلفة للفهم والتواصل ومن الممكن أن يظهر لديه اهتمام نحو مجالات معينة كالموسيقى والرسم.
وأوضح عبد الله أن كلًا من الأب والأم يمكن أن يكونوا عاملًا يزيد من حساسية ابنهم، إذا لم يكونوا متفهمين لكيفية التعامل معه، فالطفل الحساس له طريقة خاصة في المعاملة، فلابد من استخدام الصوت المناسب أثناء الحديث معه، والابتعاد عن الصراخ والعنف، لأن ذلك يؤثر بالسلب عليه.
أوضح الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي، أن الطفل الحساس كثيرًا ما يكون طفل انطوائي، ليس له أصدقاء، اهتمامه منصب على المذاكرة بشكل مبالغ فيه لكن درجات التحصيل الدراسي عنده قليلة، وعند بلوغه يظهر لديه اهتمامًا بالدين، لكنه اهتمام من الناحية الشكلية فقط.
وأشار فرويز إلى أن الحساسية المطلقة لدى الأطفال تنشأ نتيجة عنصر جينى، كما أن التربية المنغلقة والتي لا تسمح للطفل بالتعامل مع الآخرين تزيد من حدة حساسيته.
وأكد أن هذا الطفل كثيرًا ما تنتابه نوبات غضب، ناتجة عن فهمه للكلمات الموجهة إليه من قبل الآخرين بمعناها اللفظي.
وأوضح فرويز أنه لكي نعالج هذا الطفل من حساسيته لابد أن نحببه في الناس، ونشجعه على تكوين صداقات مع الآخرين، وكذلك حث الأطفال الآخرين على التواصل معه من خلال إعطائهم هدايا كلما ذهبوا للعب معه، وأشار إلى أن هذا الطفل إذا تم التعامل معه بطريقة خاطئة فإنه معرض لمرض فصام.
ونصح فرويز الأمهات في حالة تعرض ابنها للذم ووصفه بالطفل الخجول العاجز عن التعامل مع الناس من قبل أولياء الأمور، بأخذ هذا الأمر بسخرية وعلى سبيل الفكاهة، وإفهام الطفل أنه لا يختلف عن الآخرين، مع لفت نظر الناس إلى عدم تكرار هذا القول مرة أخرى.