رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أيها الدعاة... اتقوا الله


استضفت الدكتور أحمد كريمة ــ أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر ــ فى برنامجى «إشاعة ولا حقيقة» الذى يذاع فى التليفزيون المصرى، ليرد على الشائعات والفتاوى الغريبة التى تصدر من شيوخ ما هم بعلماء ولاهم بأنصاف علماء... فاستوقفتنى جملة للدكتور كريمة فى حواره معى «عمرك شفتى حاخام نجار مسلح وإلا قسيس كهربائى؟....» فعلاً.. لم أشاهدها إلا فى الإسلام ... كل من هب ودب وأطلق لحيته أصبح يلقب «بالشيخ»!! كل واحد حفظ سورتين من القرآن أصبح داعياً!!

نتيجة لتراجع دور الأزهر المكلف والمسئول عن تخريج دعاة حقيقيين، لعبت القنوات الفضائية الدينية و«شيوخ الفضائيات» أو «الدعاة الشباب» الذين يحصلون على الملايين أو بنسب من الإعلانات دوراً خطيراً ومؤثراً حتى أنهم أعلنوا أن شاشتهم هى طريق الجنة «شاشة تأخذك للجنة».... استغفر الله العظيم.

أصبحت هذه البرامج منبراً يحلل فيها ما يشاء ويحرم فيها ما يشاء دون سند.وأصبح الدعاة يلعبون دوراً خطيراً فى نشر الأفكار المتطرفة، الإرهابية، البعيدة عن روح الإسلام دين الرحمة، الاخلاق والعدل. يدوسون السم فى العسل ويختارون الأحاديث الضعيفة لنشر الفتنة والعنف والتطرف.... حتى إن صحيفة «وول ستريت جورنال الأمريكية» نشرت «أن شيوخ الفضائيات هم أهم أسباب فوز مرسى بالرئاسة والسلفيين بالبرلمان وبإقرار الدستور الإخوانى».إذا أخطأ القاضى، هناك «تفتيش قضائى» يحاسبه على أحكامه. إذا أخطأ الطبيب هناك نقابة تحاسبه.. لكن إذا أخطأ الدعاة وخرجوا علينا بأغرب الفتاوى فمن يحاسبهم؟؟... من يعاقب هؤلاء الدعاة الذين يشوهون الإسلام، روحه، تعاليمه وصورته فى الغرب؟ من يعاقب أصحاب الكتب التى نشرت الأفكار الإرهابية المتطرفة التى تأثر بها كبار التكفيريين والإرهابيين فى العالم الإسلامى... من يعاقب الدعاة الذين ينشرون أفكارهم التكفيرية التى تدعو إلى تكفير إخوانهم وأهلهم لأنهم يخالفونهم الرأى ويبيحون قتلهم واستباحة دمهم وزرع قنابل لقتل الأبرياء منهم؟ من يعاقب الدعاة الذين يحرمون تحية العلم ويحلون حرق علم بلاده أو منشآت الوطن؟.من يحاسب الدعاة الذين يدعمون الفتنة بين أبناء الوطن الواحد بنشر أحاديث ضعيفة عن جواز الاستنجاء بكتب التوراة والإنجيل لأنها محرفة ويترك آيات القرآن التى توصينا بأقباط مصر، حتى إن الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ قد تزوج من «ماريا القبطية المصرية» وأنجب منها ابنه «إبراهيم». من يعاقب من يخرجون علينا بفتاوى تشوه الإسلام مثل «إرضاع الكبير أو جواز نظر الرجل إلى خطيبته وهى تستحم ليعرف أنها صالحة للزواج أم لا؟ مبرراً ذلك بأن الصحابة فعلواذلك.... «ثم يتبرأ من فتواه بمبرر ساذج» هذه الفتوى صدرت منى عندما كنت أنتمى إلى بعض الجماعات المتطرفة». على الأزهر أن يفعل دوره ويتحمل مسئوليته الكبيرة فى هذه الفترة الحرجة، وعلى الشعب أن يؤدى دوره بمقاطعة برامج، كتب وأفكار هؤلاء الدعاة فاننا لسنا بحاجة بأن نزيد حالة البلبلة والانقسام التى نعيشها الآن. أيها الدعاة.... أتقوا الله فى الإسلام.. اتقوا الله فى مصر... واتقوا الله فينا