رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مستشفى المجانين «الإخوان سابقاً»


«يا صبَّاح يا عليم يا فتَّاح يا كريم» بهذه العبارات أيها السادة يبدأ المواطن المصرى يومه، وهى عبارات تحمل بين طياتها قمة التوكل على الله، طبعاً أنت معى فى أن الشعب المصرى عبر تاريخه متدين، فى داخله إيمان عميق، ومع ذلك عندما وصل الإخوان للحكم كاد الشعب أن يكفر! نعم هذا صحيح، فقد خرج علينا قبلها وأثناءها وبعدها دعاة الإخوان والسلفيون بوصلة ردح تكفيرى من الطراز الأول اتهموا فيها كل المصريين بالكفر...

... والغريب أن جماعة الإخوان بعد الثورة كانت تقول علىالبعض إنهم كفار! وبعد أن وصلوا للحكم أصبحت المعارضة كلها عندهم كافرة، أما بعد أن تم عزلهم عن الحكم بثورة شعبية فقد أصبح الشعب كله لديهم كافراً، ومع توالى الأفعال الإرهابية للجهاز السرى الإرهابى للجماعة، خرجت فتاوى الجناح المدنى الأليف التى تتهم الجيش والشرطة والقضاء بالكفر البواح، وحين عدت لأحد كتيبات يوسف القرضاوى القديمة التى كان يصدرها ليثبت أن الإخوان وسطيون قرأت له قولاً غريباً لم يلتفت إليه أحد حينها هو: «إن الشباب الذى يقوم بتكفير النخب السياسية والثقافية معذور لأن هذه النخب كافرة وتهاجم الإسلام صراحة فى القنوات الفضائية»! وقبل القرضاوى وأيام انتخابات الرئاسة المنكودة قال أحد شيوخ الإخوان :«إن من لم ينتخب محمد مرسى كافر» ثم بعد فض اعتصام رابعة قال عصام العريان القطب الإخواني: «إن الانقلاب على مرسى ليس انقلاباً على فرد أو جماعة ولكنه انقلاب على الإسلام»!.

وقد أصبح لدى اليقين بأن دعاة الإخوان ودعاة السلفيين مثل وجدى غنيم والعريان والحوينى ويعقوب وحسان وعبد الله بدر بل كلهم خرجوا توا من مصحة نفسية، فبعضهم مريض بالسادية وبعضهم مريض بالبارنويا، ومعظمهم مريض بالفصام،فلا يمكن بأى حال من الأحوال أن تكون فتاوى هؤلاء خرجت من نفوس سوية، وكم كان مؤلماً على النفس تلك الفتاوى الشاذة التى أساءت للإسلام أيما إساءة، بل كانت سبباً لاتجاه كثير من الشباب إلى الإلحاد ظناً منهم أن هذه الفتاوى هى الإسلام، وما هى الإسلام ولا منه، بل هى بضاعة غريبة عنه خرجت كما هو البيِّن من نفوس مريضة، وسبحان الله على هؤلاء الذين كان تصورهم عن الله غريبا، فكأن الله لم يهد إلا هم، ولم يخلق الجنة إلا لهم، بل وأكاد أقسم أن الله الذى فى أذهانهم ما هو إلا شرطى حارس للنار، ليس له إلا أن يستجيب لأوامرهم فيلقى بخصومهم فى النار، وحين استمعت مؤخراً لبعض فيديوهات للشيخ السلفى أبو إسحاق الحوينى وجدته يقول:«توجد حملة منظمة ضد الإسلام، والحملة دى بتهاجم أهل الإيمان زيى أنا أى مثلى أنا «والحوينى بما قاله يزكى نفسه على الله فيقول إنه من أهل الإيمان، وبالتالى يكون من ينتقده هو من أهل الكفر!.

وفى أحد دروس وجدى غنيم إذا به يؤلف العديد من الأحاديث وينسبها للرسول صلى الله عليه وسلم منها مثلاً زعمه أن النبى قال: «درهم ربا يعدل ست وثلاثين زنية»! فضلاً عن نافورة الشتائم التى تخرج من فمه، فما أن تبدأ فى سماع درسه حتى يخيل إليك أنك فتحت غطاء المجارى! وفى دروس الشيوخ محمد حسين يعقوب وأحمد النقيب وبرهامى وشومان وغيرهم من المتسلفين تجدهم يستحلون الكذب ويؤصلون له من الناحية الشرعية! ويفتونك بالقبيح من الأشياء التى تمجها النفس البشرية.

وكان من تلك الفتاوى الغريبة ما انطلق من خلفية سياسية، أو بالأحرى ما كانت السياسة والأطماع فى الاستيلاء على الحكم سبباً له، وعلى سبيل المثال تلك الفتوى التى خرجت أثناء استفتاء التاسع عشر من مارس 2011 والتى تقول: إن من سيوافق على التعديلات الدستورية سيكون من أهل الجنة، ومن لن يوافق سيكون مثواه النار وبئس المصير، حينها بدأت التفرقة الدينية فى المجتمع المصرى، وأخذ الاستقطاب يشق طريقه إلى حياتنا، وفى انتخابات الرئاسة المشئومة التى نجح فيها محمد مرسى أفتى أحد دعاة الإخوان بأن من سيمتنع عن التصويت لمرسى فسينال الويل والثبور وعظائم الأمور وسيلدغ فى قبره مدة أربع سنوات من الثعبان الأقرع، وقال صفوت حجازى وهو يدعو لانتخاب مرسى إن الله سيساعده من أجل إنشاء «صرف صحى إسلامى»! والحقيقة أن الصرف الصحى لم يكن إسلامياً ولكن «باكبورت» الإخوان طفح وقتها على البلد كله إلى أن أنجانا الله منهم