رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التاريخ يسطر فخر المصريين بثورة يناير فى الخامس والعشرين


يا أحفادى وحفيداتى أفتخر بأننى أنا وزملائى وزميلاتى من القوى الوطنية الثورية قد شاركنا فى ثورة 25 يناير المجيدة. شاركنا وكنا سعداء بهذه اللحظة المضيئة فى تاريخ مصر، بل والعالم. شاركنا فى إسقاط نظام استباح ثروات المصريين وقام بتصدير الغاز المصرى بأبخس الأثمان للعدو الصهيونى القابع على حدودنا فى الشرق.

عندما تكبرون يا أحفادى وحفيداتى ستقرأون فى تاريخ مصر العظيمة عن ثورة عظيمة لشعب عظيم انتفض وثار ضد الظلم والطغيان والاستبداد، ضد انتهاك الحريات، ضد بيع ممتلكات البلاد فى عصر مبارك، عصر الفساد، ضد تجريف الزراعة، ضد المبيدات الزراعية المسرطنة التى تم استيرادها عبر حكومات فاسدة ووزراء فاسدين فكانت نتيجتها إصابة الآلاف كل عام من الشعب المصرى بالسرطان والفشل الكلوى. ستقرأون عن ثورة عظيمة ضد الفقر والذل والقهر من فئة احتكارية لا ضمير لها ولا أخلاق ولا إنسانية. كان كل همها جنى الثروات واكتناز المليارات على حساب قوت وعرق وحياة الملايين من الشعب المصرى.

ثورة عظيمة ضد سياسات النظام الخاضعة فى ذلك الوقت لشروط صندوق النقد الدولى والبنك الدولى بإعادة هيكلة الاقتصاد إلى اقتصاد حر وخصخصة المشروعات والمصانع والبنوك الوطنية، بل وخصخصة المرافق والخدمات «الصحة والتعليم والكهرباء والمياه والنقل»، وأصبح ملايين المصريين يسكنون العشوائيات والمقابر ولا يجدون قوت يومهم. زادت البطالة وتعطلت طاقة الشباب على العمل وتم بيع المصانع التى هى ملك للشعب الذى بناها بعرقه سنوات الخمسينيات والستينيات. فى هذه الفترة، فترة نظام المخلوع، تم مع سبق الإصرار والترصد تخريب وتخسير القطاع العام فى المصانع والشركات ليباع فى صفقات فاسدة لكبار الاحتكاريين والمستثمرين المصريين والعرب والأجانب بأبخس الأثمان.

تم تشريد العمال والموظفين بالمعاش المبكر لينضموا إلى سوق البطالة. إنها ثورة عظيمة ضد قوانين الإيجارات الزراعية الجائرة على حق الفلاح المستأجر الذى يزرع الأرض. قوانين زيادة الإيجارات الزراعية لا تشترط حدا أدنى لمدة العلاقة الإيجارية. وكان نتيجة ذلك تشريد الفلاحين وفقدان مئات الآلاف من الأفدنة الزراعية، وأصبح البناء على الأراضى الزراعية واسع النطاق.ثورة عظيمة ضد اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحى مما ساعد على نشر الأوبئة والأمراض للفتك بحياة المصريين. ثورة عظيمة ضد التعذيب حتى الموت فى أقسام الشرطة على يد زبانية نظام مبارك –العادلى.يا أحفادى وحفيداتى أفتخر بأننى أنا وزملائى وزميلاتى من القوى الوطنية الثورية قد شاركنا فى ثورة 25 يناير المجيدة. شاركنا وكنا سعداء بهذه اللحظة المضيئة فى تاريخ مصر، بل والعالم. شاركنا فى إسقاط نظام استباح ثروات المصريين وقام بتصدير الغاز المصرى بأبخس الأثمان للعدو الصهيونى القابع على حدودنا فى الشرق. عدو صنعته وزرعته وغرزته المخططات الاستعمارية العالمية الصهيونية والإنجليزية والأمريكية، من أجل إضعاف وإنهاك الدول العربية حتى تصبح الدولة العنصرية الصهيونية هى الأقوى فى المنطقة ضمن مشروع الشرق الأوسط الجديد.شاركنا فى إسقاط نظام تابع أخذ رئيسه من الأرض المصرية فى شرم الشيخ مقاما له يعقد فيه المؤتمرات الدولية التى تتآمر على المصالح المصرية والعربية لصالح الدول الاستعمارية الكبرى وعلى رأسها أمريكا، ولصالح أمن العدو الصهيونى.نفتخر بأننا شاركنا فى تأسيس حركة كفاية التى وقفت أمام مشروع توريث الحكم وكان شعارها: لا للتمديد، لا للتوريث، لا لبيع مصر، لا للتبعية.شاركت مع زملائى وزميلاتى ومع الشباب الثورى المصرى فى ذلك الوقت، وكل القوى الوطنية الثورية من خلال الجمعية الوطنية للتغيير، فى الإعداد والتحضير لهذه الثورة المجيدة والتى رفض الإخوان المسلمين المشاركة فيها لأنهم قالوا إنها ستكون مظاهرة مثل كل المظاهرات ستنتهى بنهاية اليوم. بينما كانوا هم فى نفس الوقت يخططون للسطو على السلطة لتنفيذ المخطط الأمريكى الإخوانى الصهيونى للشرق الأوسط الجديد بمشاركة تركيا وقطر وبعض دول الاتحاد الأوروبى. مخطط التقسيم والتفتيت للدول العربية على أسس عرقية ودينية وإثنية وفق مخطط الشرق الأوسط الجديد.إن الشعب العظيم الذى خرج بالملايين لإسقاط النظام ولتحقيق حلم العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية نجح خلال ثلاثين شهرا فى إسقاط نظامين: نظام المخلوع مبارك، ونظام المعزول مرسى ليسترد دولته. إن هذا الشعب لن يفرط فى حق من حقوقه بدءا من القصاص لدماء الشهداء وحتى تحقيق أهدافه فى معيشة كريمة.هذا الشعب يعرف من هم الشرفاء المخلصون من أبناء هذا الوطن، ومن هم المتآمرون والمدافعون عن القتلة واللصوص. يعرف من يدافع عن الدستور ومن ينتهك الدستور بإهانة الشعب وثورته العظيمة. وإذا كان هناك من يتآمر ويأخذ الدولارات مقابل تدمير مصر وقتل شعبها فمكان هؤلاء خلف القضبان لمحاكمتهم على ما اقترفت يداهم من جرائم.أما الشعب المصرى العظيم وقواه الثورية وفى القلب منها الشباب، فسيكتب التاريخ بحروف من ذهب عن ثورتهم العظيمة التى حررت البلاد من الظلم والاستبداد، بل وغيرت تاريخ العالم وهزمت المشروع الاستعمارى الذى كان سيتم على يد الجماعات الإرهابية الدولية. المجد للشهداء، المجد للشعوب.