السيسى وعش الدبابير
ورغم أن هذا من حقها ولكن عليهم أن يتذكروا أنه لو استمر الإخوان فى الحكم لانهارت بعض الدول وداعش فى العراق خير دليل. عودة للرئيس عبدالفتاح السيسى وقراراته التى لا تقل أهمية عن قراره الشجاع فى 3 يوليو 2013 بالانحياز إلى الشعب وإزالة حكم الإخوان الاهاربى، الرئيس بدأ بنفسه بالتنازل عن نصف راتبه وثروته ثم طلب من رجال الأعمال التبرع لبناء البلد، الرئيس وضع حدا أقصى للأجور ولم يستطع أى رئيس قبله أن يفعل ذلك لأنه يمس كبار القوم بعضهم كان يقترب من رقم المليون جنيه فجأة يتدنى إلى 42 ألف.
قرارات ضريبة الأغنياء والبورصة وترشيد الدعم لطالما نادى بها الخبراء الاقتصاديون، وأنها مثل مشرط الجراح لابد منه لاستئصال الورم السرطانى الذى كاد أن يدمر البلد، الرئيس وضع يده فى عش الدبابير وهو كبار الموظفين فى الدولة الذين أصابهم الحد الأقصى للأجور وكذلك رجال الأعمال الذين أصابتهم ضريبة الأغنياء ودعم الطاقة والخوف على الرئيس من هؤلاء الأغنياء وكبار الموظفين أما الشعب فمعظمه يرضى بالكفاف ومطالبه بسيطة لذلك يجب على الرئيس أن يتسلح به وأن يخفف عنه ضغوط الحياة، الرئيس المعزول المتهم بالخيانة محمد مرسى قضى عاما فى الحكم دمر فيه الاحتياطى النقدى وزاد الدين الخارجى بمقدار 11 مليار دولار. هذا ما رفضه السيسى واتخذ قرارات حرب وهى من وجهة نظرى نصف المعادلة تكتمل بعقد مؤتمر فى رئاسة الجمهورية لمدة أسبوع يشارك فيه خبراء مصر ويضعون خططا واستراتجيات للنهوض بالبلد فى كل المجالات فى الاقتصاد والطاقة والنقل والزراعة والأمن والسياحة والمياه والإسكان والتعليم.
ومن بين هؤلاء الخبراء يختار الرئيس مجموعة متميزة تكون هى بيت الخبرة له أو فريقه الاستشارى أو العقول المفكرة (think tank) مهمتهم وضع الخطط والبرامج والاستراتيجيات وتكون مهمة الحكومة الحالية أو القادمة أو أى حكومة هى التنفيذ فقط، مصر ليست دولة فقيرة مواردها كثيرة ومتنوعة وطاقة بشرية هائلة وعقول وخبرات كثيرة ومهمة الرئيس كيف يوظف هذه الخبرات والكفاءات فى الاستفادة من هذه الموارد والخيرات. هناك عشرات الكفاءات معظمهم يفضل الابتعاد عن الأضواء ولا يريد أن يعرض نفسه على المسئولين حتى لا يتهم بالسعى وراء المناصب، من المهم فتح باب التبرعات وترشيد الدعم وفرض ضرائب على الأغنياء والبورصة والسجائر والخمور ووضع حد أقصى للأجور وأيضا من المهم جدا الاستفادة من كل القدرات الاقتصادية والبشرية لمصر حتى تكتمل منظومة البناء والتنمية. وربنا يوفق رئيسنا لما فيه مصلحة الوطن والمواطن.
■ مذيع بإذاعة الشرق الأوسط