رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كنيستى لا تمثلنى سياسياً


قد يرى البعض منا أن دعوة القوات المسلحة للكنيسة والأزهر للمشاركة فى وضع خارطة الطريق ضرورة فرضتها ظروف حاكمة، منها الرد على أصحاب ادعاء أن النظام المخلوع يتم تغييره لأن له مرجعية دينية، فها هو الأزهر الشريف المرجعية الأصيلة والسليمة بوجوده يتم التأكيد على أن الدين والمؤسسة الأكبر للحفاظ على الهوية الدينية فى مصر والعالم حاضر فى القلب منا، وأن الكنيسة القبطية والأزهر الشريف بتاريخهما الوطنى المشرف يرفضان بما يمثلان استمرار نظام«مرسى» وعشيرته على كراسى الحكم لما كان يمثله من خطورة على سلام ونجاح أداء تلك المؤسسات لرسالتها الروحية، وكمان انضماماً لكل القوى الوطنية المجمعة على فشل الإخوان الذريع فى إدارة وطن بحجم وعراقة مصر، وأن كل يوم ومع كل طلعة شمس كانت قيادت تلك الجماعة الموتورة توجه ضربات لمؤسسات الدولة فى سبيل أخونتها، ولعل تمثيل المؤسسات الدينية كان يُعد من وجهة نظر «السيسى» ضرورة للتأكيد على تمثيل كل مؤسسات الدولة بما فيها المؤسسات الدينية ليبدو أن الكل فى حالة وفاق وتوافق لإسقاط نظام قررت تلك المؤسسات صعوبة العمل إدارياً ووطنياً فى ظل وجود نهجه الإخوانى الفاشل، والمشاركة فى خيانة الأهداف والمصالح الوطنية العليا ..

ولكن، من وجهة نظر أخرى أرى أن تمثيل المؤسسات الدينية لأتباعها عقائدياً، حكاية كان ينبغى التوقف عنها، وعندما يتم دعوتهم كمؤسسات ينبغى إعلان ذلك، كيف تعلن مؤسسة دينية بالنيابة عنى أى انحياز سياسى؟!

لقد اعتادت النظم السابقة ــ على سبيل المثال ــ التحدث مع الأقباط عبر الكنيسة فى شؤون بعيدة عن أمور المؤسسة الكنسية بشكل مباشر، فعندما يتعرض المسيحيون فى منطقة ما إلى اعتداءات أو الدخول فى نزاعات على أساس الهوية الدينية، يتم مخاطبة السلطات للكنيسة لتنوب عن عموم أقباط المنطقة، رغم أن بلدنا يا ناس ياهوووووه فيها مؤسسات شرطية ونيابات للتحقيق ومحاكم، ولكن وبغرابة شديدة الحكاية تروح لأمن الدولة، وبعد كده الموت الزؤام سواء بالذهاب للجان الوئام العبيطة أو بترهيب المجنى عليهم، أو إعلانها قضية رأى عام لتلوكها برامج اللوك لوك للاسترزاق الإعلامى فترة تنتهى بتصريح بوعد أن الجانى لن يفلت بجريمته، وبس!!!! لقد هزنى، بل وأحزننى كثيراً استمرار ذلك النهج الغريب بعد الثورة وبعد تولى كرسى البابوية البابا تواضروس الثانى، عندما قررت الكنيسة قبول تمثيل الكنيسة للأقباط سياسياً فى لجنة الخمسين ولا وجود لأى مفكر سياسى بعيد عن الدوائر القريبة من الرموز الكنسية، فكانت النتيجة ما وصفه نائب الدعوة السلفية بأنه انتصار فى معركة اللجنة على العلمانيين والأقباط وضحك عليهم لمحدودية خبراتهم التفاوضية والسياسية «وبالمناسبة» الدعوة السلفية «هى مؤسسة دعوية طلع ليها حزب وبيتكلم باسم الدعوة فى لجنة الخمسين سياسياً .. ليه برضه بعد ثورة قامت لتسقط فكرة الأحزاب بمرجعية دينية؟!».. أمور تجنن يا ريس!!

كاتب