رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خرط القتاد


من حقهم أن أتحدث عنهم ، فذات يوم عندما ظن البعض أن مصر وقعت بين يدى المشروع «الإخوأمريكى» للأبد وأنها لن تقوم لها قائمة، بل ستخضع لحرب أهلية وتقسيم، وحين خاف بعض من ظنوا أن البطولة هى مجرد دور فى مسرحية فتحولوا من رجال حقيقيين إلى مجرد كومبارس تحركهم جماعة الإخوان كما تشاء...

... أو كومبارس ليس عندهم إلا بعض الحكايات المثيرة عن تاريخهم النضالى الكبير وأدوار البطولة التى قاموا بها فى أزمنة سابقة! وحين لمعت عيون بعضهم طمعاً ظناً منهم أن جماعة الإخوان هى البقرة الحلوب التى ستغمرهم بالخير كله وأنهم سيملأون خزائنهم من فيضها الذى لا ينفد، وتمويلها الخارجى الذى لا ينضب، وحين ارتمى فى أحضان العشق الإخوانى المحرم حسن نافعة وعبد الجليل مصطفى ويسرى فودة وعلاء الأسوانى وأيمن الصياد وعمرو حمزاوى وحمدى قنديل، وحين ظهر الوجه الحقيقى للمدعو محمد الجوادى، والمدعوم«سيف الدين الإخوانى عبد الفتاح» والمدعوج أى المجنون علاء صادق، والمدعوق محمد محسوب، والمتعوس سليم العوا، وخايب الرجا أيمن النور، وحين اجتمع المتعوس بخايب الرجا أنجبا «خيبة الأمل الإخوانى راكبة جمل أمريكانى».

حين ذلك كله كان هناك رجال يؤمنون بأن مصر لن تقع فى أيدى خوارج المسلمين وتتار الأمريكان أبداً، وأن التاريخ دائماً يقف فى صف مصر، وأن الله جعلها آمنة إلى يوم الدين، ولكن حماية الأوطان لا تتحقق بالأمنيات، ولكن دونها كما يقول العرب «خرط القتاد» وهو مثل يضربونه للشىء العسير إذ إن القتاد هو الشوك المسنون وخرطه أى نزعه بكف اليد، وكان من الذين خرطوا القتاد الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى كان قائداً حقيقياً فى معركة مصيرية، وكان انحيازه للوطن فارقا فى معركتنا مع أهل الباطل.

وقد سار على الشوك وخرط القتاد أيضاً أفراد لو أحصيتهم لما كفتهم مجلدات، كان منهم جريدة الدستور والمحترم الوطنى رضا إدوارد الذى حوَّل الجريدة إلى حصن من حصون الوطن، وشن من خلال حصنه هذا حرباً ضارية ضد جماعة الإرهاب العميلة، وكشف عمالتها وخيانتها بفدائية وشجاعة كانت مثار الدهشة.

وسار على الشوك أيضاً الوطنى المحترم اللواء أحمد عبد الله -محافظ البحر الأحمر الحالى- ولعل البعض لا يعرف ما الذى فعله هذا الرجل وكيف استقال من موقعه كمحافظ لبورسعيد فى بداية عهد الإخوان، ليقود بعد ذلك منظومة وطنية رائعة لكشف زيف وعمالة تلك الجماعة الإرهابية، وبعد سقوط الإخوان شكَّل هذا الرجل أول وفود الدبلوماسية الشعبية ليسافر على رأس الوفد الأول إلى روسيا وقد قدم لمصر الكثير مما ستكشف عنه الأيام ذات يوم، ومن محافظة البحر الأحمر يقود اللواء أحمد عبد الله حاليا أعلى وأرقى منظومة عمل وطنى مبهر، حتى إننى أسفت مؤخراً لأن تلك الطاقة الجبارة والإمكانيات المتفردة كان من الأولى أن يتم توجيهها لوزارة من الوزارات المؤثرة، وما أعظمه إذا كانت وزارة السياحة قد أسندت إليه.

وآخر تعوَّد عبر حياته على خرط القتاد، هو رجل الأعمال نجيب ساويرس، الذى هددوه بسلب الأموال والتنكيل وتسليط الزبانية ورجال الضرائب عليه، ومع ذلك لم يهادن وظلت قناته «أون تى فى» رائدة للإعلام الوطنى، وكان لها دور فارق فى تبصير الشعب بحقيقة الإخوان، بل إنها بدورها التوعوى كانت قائدة حقيقية لثورة الشعب فى الثلاثين من يونيو.

ومن الرجال الذين لم يسعوا إلى الأضواء بل تحركوا وسط الجماهير كان الدكتور حسام فودة- المستشار السابق لوزير النقل- وكان لدور حسام وسط النقابات العمالية أبلغ الأثر، والحقيقة أنه لم يقصر حركته فقط وسط العمال والنقابات العمالية، بل تحرك وسط الجماهير فى المناطق والأحياء الشعبية، فحين كنت أذهب فى مؤتمر إلى منشية ناصر كنت أجده مُنظماً وحاشداً، وحين وصلتنى دعوة لمؤتمر فى المحلة فوجئت به وكأنه صاحب الدعوة، تحرك وسط العمال وأثار نخوتهم، وحضهم على الحركة فكانت المحلة برجالها وقادتها منارة من منارات الثورة، وحين ذهبت فى مؤتمر بمنطقة إمبابة كان حسام فودة هو الذى أعده وحشد له، وبعد الثورة وعندما كان من الحتمى أن نخاطب العالم عن طريق الوفود الشعبية كان فودة هو المنسق العام للدبلوماسية الشعبية ومشاركاً فى كل أو معظم رحلاتها، ومن مؤتمرات بجريدة الجمهورية لمؤتمرات فى البحر الأحمر، لإنشاء جمعية كبرى تدافع عن حقوق العمال والمرأة.

وكان من الذين خرطوا القتاد أسماء لا يمكن حصرها، أحسبهم جميعاً كانوا متجردين يدافعون عن مصر، فإبراهيم عيسى لا يمكن أن ينسى دوره أحد، ووائل الأبراشى وحمدى رزق ورجل الأعمال كامل أبو على والفنان عزت العلايلى وفريدة الشوباشى والفنان أحمد عبد العزيز وسامح الصريطى والأديب بهاء طاهر، والمرحومة فتحية العسال والفنانة هند عاكف وجمال زهران وأحمد طه النقر وأحمد بهاء الدين وجورج إسحاق وكريمة الحفناوى وتهانى الجبالى وسامح عاشور والجمعية الوطنية للتغيير وشباب تمرد، وإذا توقف قلمى الآن عن الاسترسال فى الحديث عن قامات وطنية فإنه لن يتوقف مستقبلاً وسأظل أذكر أسماء ثلة رائعة خرطت القتاد من أجل مصر.