رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الناقد وليد سيف: قضايا الوطن حاضرة بقوة فى مسيرة الزعيم الفنية

الناقد وليد سيف
الناقد وليد سيف

بالتزامن مع ذكرى ميلاد الفنان عادل إمام، تحدث الناقد الفني، دكتور وليد سيف، في تصريحات خاصة لــ"الدستور"، حول مسيرة الزعيم الفنية.

عادل إمام احتفظ بمكانة فريدة كنجم لا يضاهي

واستهل سيف حديثه، مشيرًا إلى أنه بعيدًا عن الكوميديا، فإن نجومية عادل إمام الطاغية كفتى أول فى مطلع الثمانينيات كانت- فى رأيى- البداية الحقيقية لتخلى السينما عن نجومها الذين يحملون المواصفات التقليدية للوسامة؛ فهو يشبه أى مواطن مصري أو عربي عادي بسيط، بنحافته المفرطة ووجهه الجاف وبنيته العادية.

ظل عادل إمام لمسيرة تناهز نصف القرن يحتفظ بمكانته الفريدة كنجم لا يضاهى؛ يتشوق الجمهور لظهوره.

وحققت العديد من الأفلام التى قام ببطولتها إيرادات هائلة بضمان اسمه وصورته، وأيضًا كنجم تليفزيونى، تتهافت على أعماله القنوات التليفزيونية ومنصات العرض والمحطات الفضائية، وينتظر مسلسلاته المشاهدون مترقبين موعد عرضها، متلهفين على متابعة حلقاتها، لتحظى ساعات إرسالها بأعلى مشاهدة. 

وكنجم مسرحى لم تمل الجماهير من مشاهدة أعمال عادل إمام مهما طالت سنوات وجودها فى قاعات العرض، ومهما تكررت مرات عرضها على شاشات التليفزيون؛ فهو نجم استطاع أن يسكن قلوب ملايين العرب، وأن تصبح صورته وحركاته ولفتاته ومفرداته جزءًا من نسيج حياتهم وتكوينهم.

 فالجماهيرية غير المسبوقة التى صنعها عادل إمام عبر سنوات طوال، ومع أجيال متلاحقة من المحيط إلى الخليج جعلته صاحب التأثير الأقوى، والوجه الأكثر حضورًا وألفة، كأنه يعيش بيننا، ويجالسنا فى بيوتنا، ربما أكثر من الأهل والأصدقاء.

 

وشدد سيف على: أن عادل إمام الفنان الذى يستطيع دائمًا أن يصنع مذاقًا خاصًا لكلماته؛ بصوته العميق المعبر، وتعبيراته ولزماته ونظراته القوية المؤثرة، وأن يحيط كل لحظة من لحظات ظهوره على الشاشة بحالة من حالات الثراء التعبيرى، وهو أيضًا، الأقدر على إبراز من يحيطون به فى أى عمل فنى؛ فهو أشبه بشهاب من الضوء يشع للحظات، لكنه يترك حالة من البهاء تستقر على الشاشة، لتحيط بجميع من حوله.

 

وظّف عادل إمام شعبيته الطاغية فى التعبير عن قناعاته ومبادئه، كما اتسقت مواقفه الشخصية مع فكره وفنه، فهو لم يتوان عن مواجهة الإرهاب فى عقر داره عندما عرض مسرحية الواد سيد الشغال فى أسيوط فى وقت كانت العمليات الإرهابية على أشدها ومعظمها نابع من قلب الصعيد.

 

قضايا الوطن  لم تغب عن أعمال عادل إمام

 

وعلى مستوى الإبداع قام ببطولة فيلم الإرهابى ليجسد من خلاله ببراعة شخصية أحد الشباب المضللين بفكر رجعى متزمت ليركز على الجانب النفسى والاجتماعى للشخصية باعتباره مريضًا نفسيًا، ضحية لعملية غسيل مخ تمارسها الجماعات الإرهابية، لاستغلاله وأمثاله ممن يعانون من الفقر المدقع والجهل الشديد، للقيام بالعمليات الانتحارية. يبدع الممثل فى رسم الشخصية بمراحلها المختلفة، وتحولاتها التى تنعكس على ملامحه وتعبيراته وانفعالاته تدريجيًا، تمامًا كما تتطور مع مراحل السيناريو. 

 

لم تغب أعمال عادل إمام عن قضايا وطنه ولم يتوان عن ممارسة دوره فى مواجهة الكيان الصهيونى فى السفارة فى العمارة، وعن التصدى للفتنة الطائفية فى حسن مرقص كما تضمنت العديد من أعماله نقدًا اجتماعيًا قويًا منها اللعب مع الكبار وطيور الظلام وعمارة يعقوبيان وغيرها، وكلها أعمال لو لم يكن وراءها نجم بشعبية عادل إمام ربما لما أمكن لها أن ترى النور.