رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رحلة حياة عمر الخيام ما بين الصوفية والعدمية والكفر والإيمان

عمر الخيام
عمر الخيام

عمر الخيام، الشاعر، الصوفي، عالم الرياضيات والفلك، والذي أطلقت إحدى عالمات الفلك في الاتحاد السوفيتي في العام 1980 اسمه على أحد الكويكبات التي اكتشفتها، وهو أيضا الذي ترتبط باسمه حلولًا لمعادلات تكعيبية من المستوي الثالث، وحلولًا هندسية عن طريق تقاطعات ما يسمي بالأشكال المخروطية، إضافة إلى ابتكاره الأشكال الرباعية. 

عمر الخيام ما بين الصوفية والعدمية 

وعمر الخيام والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من العام 1048، كانت معضلة الوجود والمصير من بين مشاغله الفكرية والفلسفية، ولطالما تساءل عن سبب وجوده، وسبب غروبه، وما ينتظره بعد الغروب ــ الموت ــ وعن معنى الوجود.

كان “الخيام” وجوديا من رأسه حتى أخمص قدميه، فكان مهموما بالأسئلة الوجودية الكبرى، كان معتل بقلق وجودي، يستعر في أحشاءه أسئلة لماذا وجدنا ولماذا نرحل وما معني الومضة السريعة بين الوجود والرحيل، وهذه الأسئلة يصادفها كل من يتعرض لعالم عمر الخيام في كل زاوية وركن وكل صفحة من رباعياته لكن لا إجابات عليها، وعدم وجود الإجابة هو أكثر ما أرق الخيام.

هكذا أقلق سر الموت عمر الخيام

أكثر ما أقلق الخيام هو سر الموت وكنة الحياة فأدخل على قلبه الهم، فكان الخيام كأي وجودي آخر في حيرة من أمره فنظر من حوله وقلب في الكتب وقرأ تاريخ البشر، فلم يجد سوي أجيال تأتي وأخري تذهب والأرض قائمة مدي الدهر ولا أحد يعرف لماذا أتي ولماذ سيرحل في الغد، وأمام هذه المعضلة، معضلة قلة حيلة العقل واحتجاب الإجابات، وأمام أسرار وغوامض الوجود كان من الطبيعي أن يصل الخيام إلي حالة من القلق والعدمية”. 

يقول الخيام في رباعياته: “لبست ثوب العيش لم استشـر وحـرت فيه بين شتى الفكر.. وسوف أنـضو الثوب عني ولم أدرك لماذا جئت وأين المقر، ليخلص الخيام إلى أن الحياة والموت سراب وأن حياة الإنسان وموته سران يعجز الإنسان عن فهمهما”.

عمر الخيام الفلكي عالم الرياضيات

لم يكن عمر الخيام قد تجاوز  السادسة والعشرين من عمره عندما كلفه الملك الخوارزمي السلطان ملك شاه ببناء مرصد فلكي في مدينة أصفهان، إضافة إلى تكليفه بإعادة إصلاح وتقديم تقويم جديد دقيق وكان هو - الخيام- المشرف ورئيس لجنة تكونت من 8 علماء، استطاعوا بعد خمس سنوات إخراج ما سمي بــ"التقويم الجلالي"، وهو تقويم شمسي محض، أي يأخذ بعين الاعتبار مرور الشمس في كل برج من البروج الاثني عشر الموجودة حول دائرة البروج "الزودياك" المعروفة، والذي وضعه الخيام قبل ألف سنة والذي يأخذ بدقة مرور حركة الشمس وبذلك تكون الأيام تتراوح ما بين 29 إلى 32 شمسية. 

كما يعد عمر الخيام، واحد من أكبر علماء الرياضيات في العصر الإسلامي بأسره وربما لا يفوقه إنجازًا إلا الخوارزمي، كما يجب أن يعرف على أنه أكبر علماء الفلك في الحضارة الإسلامية، لأنه أخرج للعالم ما يعرف الآن على أنه أدق تقويم شمسي وضعته البشرية في تاريخه، والذي عرف باسم “التقويم العمري”، حتي أن الاتحاد الفلكي العالمي، كان قد أطلق اسم عمر الخيام على إحدى فوهات القمر في العام 1970. 

وعمر الخيام، ذاعت شهرته بعدما قدم الشاعر أحمد رامي الترجمة العربية لرباعياته عن الفارسية في العام 1924، وقدمتها كوكب الشرق أم كلثوم في أغنيتها الشهيرة عام 1950 من ألحان رياض السنباطي.