رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كُتب وروايات من تأليف الذكاء الاصطناعي.. هل تصلح بديلًا عن الإبداع البشري؟ (خاص)

الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي أصبح كلمة السر وراء الطفرة التي تشهدها جميع المجالات، والتي أمتدت إلي الفن والثقافة والأدب، فقد نجح الذكاء الاصطناعي في رسم اللوحات، وتأليف القطع الموسيقية، ووصل الأمر إلي التأليف الأدبي في الرواية والقصة.

 

 الذكاء الاصطناعي يؤلف كتبًا وروايات.. هل دخلت دور النشر المصرية؟ 

 

في العام 1987 صمم الباحث جاي ديفيد بولتر، أستاذ علوم الحاسوب بجامعة نورث كارولينا الأميركية، أول برنامج من نوعه لتأليف وتحرير وقراءة القصص والروايات الرقمية اعتمادا على النص الفائق، أو الهايبرتكست في عملية الكتابة.

 

البرنامج تم تصميمه بالتعاون مع الكاتب الأميركي مايكل جويس وتم إطلاق اسم "ستوري سبيس" عليه، ليتم في نفس العام كتابة أول رواية رقمية في العالم باستخدام هذا البرنامج وهي الرواية الرقمية الشهيرة "الظهيرة، قصة" (Afternoon، a story) حيث قدم بولتر وجويس الرواية في الملتقى الدولي الأول للنص التشعبي الذي عقد بمدينة تشابل هيل الأميركية في أكتوبر عام 1987.

 

غزو الذكاء الاصطناعي للمجالات الإبداعية الأدبية أثار القلق والتساؤل حول إزاحة الخيال البشري لصالح الأول، خاصة وأن دورة معرض القاهرة الدولي للكتاب ــ الخامسة والخمسين ــ الماضية، شهدت عدد من الروايات الرقمية كتبت بواسطة الذكاء الاصطناعي. وإن كان قد سبقها في العام 2023 صدور رواية “ماذا لو أخطأ شامبليون”، والتي صنفت كأول رواية مكتوبة بواسطة الذكاء الاصطناعي.

 

هل يحل الذكاء الاصطناعي محل الإبداع البشري؟

“الدستور” تواصلت مع الناشر محمود عبد النبي، عضو مجلس إدارة اتحاد الناشرين المصريين، والذي استهل حديثه حول إذا ما كان هناك اتجاه لدي دور النشر بطرح روايات أنتجها الذكاء الاصطناعي، وما هي الضوابط والآليات لضبط مثل هذه النوعية من الروايات أو الكتابات التي يؤلفها الذكاد الاصطناعي؟

في البداية، قال “عبد النبي”: بالفعل هناك أكثر من عمل روائي صدر عن طريق الذكاء الاصطناعي شات جي بي تى "GPT". منهم دار أعلنت قبل انطلاق الدورة الخامسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، أن هذ الرواية صدرت عن طريق الذكاء الصناعي بالكامل.

هناك روايتين كان الناشرين قد أعلنوا قبل المعرض أنهما طرحا على الذكاء الصناعي وأكملا اكثر من 80% منهم. وهو ما يوضح مدى خطورة الذكاء الصناعي على الإبداع وهي إشكالية كبيرة جدا. لأنه فى كثير من الأحيان نصادف أعمال حازت إعجاب الجميع لكنها ليست من خيال المؤلف ولا إبداعه.

الناشر محمود عبد النبي

وتابع “عبد النبي”: وهو ما يضعنا أمام نقطة فى غاية الأهمية، ماذا لو استقبلت دور النشر عمل من مؤلف وهى ليست من إبداعه وقد يكون الذكاء الصناعى لعب دور كبير فيها وفي كتابتها؟

 وماذا لو حازت إحدي هذه الروايات جائزة؟ وهو ما يمثل كارثة أخرى. وهي إشكالية كبيرة، فضلا على أن ذلك الذكاء الاصطناعى فى الكتب التطبيقية والمادية لن نقدر علي التفريق إذ ما كان مؤلف من قبل عقل بشري أو الذكاء الاصطناعي.

وأوضح “عبد النبي”: في كتاب عن الفزياء أو الكيمياء وماشابه، هنا الكتب تحوي تفاصيل معلوماتية موجودة على محركات البحث ولو كتب عن الفضاء ستتضمن معلومات موجودة فعلا. وهذه إشكالية كبيرة تواجه المبدع وتواجه كثير من الناشرين.

وأضيف على ذالك عدم قدرتنا على معرفة إذا كان الكتاب فعلا 100/100 من خيال الكاتب أم لا؟ مما يصلنا لمنطقة أخرى وهى من يحمي الإبداع؟ فى هذه اللحظة الفارقة كيف سنكتشف هذا؟ 

أعلم تماما أن الذكاء الصناعى قد تكون قدراته لا تحدد مشاعر الروائي، بمعنى لا يستطيع أن ينهى عمل الروائي إلا إذا أنت طلبت منه نهاية العمل الروائي بالشكل الفلانى. 

فالمشاعر الموجودة لدي البشر ــ  الروائي أو المبدع ــ لن يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يكتسبها أو يعرفها. والمسألة كلها قد نرى بعد عدة سنوات أن الكتب الأكاديمية كلها من إنتاج وإخراج الذكاء الصناعى وليس هناك دكتور أو باحث هو الذي أنتج العمل.

نواجه إشكالية كبيرة تحتاج للمناقشة على موائد كثيرة وواسعة من المثقفين والفنانين والمبدعين، وأيضا من يعملون فى مجال الذكاء الصناعى. اعتقد أن هذه المسألة ستحظي بتسليط ضوء قوي عليها من كافة الجهات المعنية.