رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البابا ثيؤدوروس: أصلي من أجل سلام أوكرانيا وفلسطين

 البابا ثيؤدوروس
البابا ثيؤدوروس

نشر المكتب البطريركي لكنيسة الروم الأرثوذكس بمصر، الرسالة الفصحية لبابا وبطريرك الإسكندرية وسائر إفريقيا البابا ثيودروس الثاني للعام 2024، وقال البابا فيها إن آلام المسيح وقيامته المجيدة والتي تكرمها كنيستنا المقدسة، ونحتفل بها مرة أخرى هذا العام هي السبيل الوحيد للفداء الحقيقي للإنسان وخلاصه.

و قال إن تضحية كلمة الرب الطوعية نأخذ معناها وعمقها بقيامته من بين الأموات، فالموت يُهزم والنفس البشرية تنتقل ولها الامكانية والقدرة على دخول ملكوت السماوات الذي يشكل هدف وجود الحياة البشرية على الأرض.

بالوداعة والتواضع والصبر والغفران والمحبة يصل الإنسان إلى مقربة من الله

وأضاف البابا ثيودروس الثاني، هذه الأيام المباركة والمقدسة من أسبوع الآلام تقودنا إلى السمو والارتقاء العقلي والروحي وإلى ولادة داخلية جديدة، ان مسيرة الآلام ليسوع المسيح تظهر لنا انه بالوداعة والتواضع والصبر والغفران والمحبة يصل الإنسان إلى مقربة من الله ومعرفته.. بعد هذه التضحية الطوعية تجسد الرب يسوع المسيح القائم من بين الأموات وظهر لتلاميذه الخائفين والمروعين ليدل بذلك على العطية العظيمة التي أعطاها الله للإنسان الا وهي نعمة السلام - عندما حياهم وقال لهم: "السلام لكم".

وتابع: نحن جميعنا نعلم فضل السلام على الأشخاص والأسرة والمجتمع والأمم والإنسانية بأجمعها ولسنا بحاجة ان يُشرح لنا من آخرين. فمن منا يريد نفس مرهقة ومضطربة له ولأسرته!! – ان هؤلاء الذين لا يشعرون بلذة سعادة السلام الداخلي في قلوبهم وفى أسرهم يدركون قيمة هذه العطية الكبرى.. البشر بمفردهم لا يستطيعون ان يمنحوا أنفسهم السلام، لذلك فان إحدى أهداف وجود ربنا يسوع المسيح في العالم هو ان يحقق السلام في العالم مع الإيمان والمحبة والأخلاق التي يعلمه المؤمنون يقينًا بانها هي نتيجة تضحيته من أجلنا.

 السلام الدنيوي غير مستقر ومنافق ملئ بالتفاهات والمصالح العابرة

وأردف أن من يسعى وراء السلام الدنيوي فهو سلام غير مستقر ومنافق ملئ بالتفاهات والمصالح العابرة والعديد من الشرور الأخرى، لذلك نرى العديد من الحروب والصراعات والنزاعات مع أعداء خارجيين ونرى كذلك في كل يوم جرائم قتل وسرقة وخيانة وتوترات وأعمال شغب وجحود – اما السلام الداخلي الحقيقي فينعكس على الحياة اليومية للإنسان وفى الحياة الزوجية للبشر كذلك.

وتساءل وهنا يطرح السؤال – ما هو سلام المسيح الذي يقدمه لنا بقيامته؟ انه مصالحة الإنسان تجاه الرب ومصالحة الإنسان تجاه أخوه الإنسان من خلال وساطة الرب ونعمته، لأنه هو المسيح صانع السلام الحقيقي الذي منه وبه يقودنا الى حياة التوبة والمحبة والعدالة.. سلام يسوع المسيح يسكن في القلب والعقل ويكون مصحوب بالعدل والمحبة ويخلق بين المؤمنين التضامن والخدمة والمساعدة المتبادلة فيما بينهم جميعًا، وفى اهداف حياتهم ويتبعها طول الأنا والوداعة. ان سلام يسوع في نفوسنا هو أجمل رفيق لحياتنا ليلًا ونهارًا.

واستطرد أن قيامة الرب تدعونا الى الكنيسة رافعين أعيننا مساء يوم الخميس العظيم الى صليب المسيح. فالنفس تشعر بسلام الرب المتألم والتي تبحث عن ميناء الخلاص. الرب القائم من بين الأموات يبين لنا الطريق اليه بتحية الفرحة (السلام لكم).

واختتم: ابنائي الأحباء والمباركين اليونانيين والعرب والافارقة في جميع انحاء قارة إفريقيا على حد سواء: في هذه الأيام المقدسة حيث العالم يعانى بأوكرانيا وفلسطين والشرق الأوسط وفي إفريقيا وغيرها ادعوكم بدعوة ابوية ان نوحد صلواتنا الحارة من اجل ان يعم السلام في العالم وان يسود على أساس المحبة التي لا تتزعزع والتي تعتمد وتستند على الإيمان بقيامة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح من بين الأموات وليس على تهديد الأسلحة التي تقتل الانسان، هذه هي عطية الرب للإنسان من أجل الحياة الأبدية – "سلامى الذى لي أعطيكم إياه".