رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وصلت مجزأة عبر البريد الإسرائيلى.. قناع بلون السماء الفائزة بجائزة البوكر

غلاف الرواية
غلاف الرواية

قناع بلون السماء، رواية الكاتب الفلسطيني الأسير باسم خندقجي، والتي توج من خلالها بجائزة الرواية العربية البوكر للعام 2024، شهدت رحلة طويلة قبل وصولها للجائزة.

 

قناع بلون السماء وصلت مجزأة عبر البريد الإسرائيلي

 

وتعد رواية قناع بلون السماء، للكاتب الفلسطيني الأسير باسم حندقجي، والتي أعلن قبل قليل عن فوزها بجائزة الرواية العربية البوكر، جزء من مشروع روائي يحمل اسم “ثلاثية المرايا” للأسير خندقجي بدأ بإنتاجه عام 2020، فكتب “قناع بلون السماء” عام 2022، وطُبعت بدار الآداب في بيروت.

وكانت رواية قناع بلون السماء قد أُطلقت في حفل نظمته السفارة الفلسطينية في القاهرة ومعرض القاهرة الدولي للكتاب في يناير 2023.

وبحسب" يوسف خندقجي"، شقيق مؤلف رواية قناع بلون السماء باسم خندقجي، أنه وبعد قبول الرواية في القائمة الطويلة للبوكر، ترشحت رواية خندقجي للقائمة القصيرة، وقد واجهت قناع بلون السماء صعوبات جمَّة، أهمها إدخال الكتب المطلوبة للأسير خندقجي، واستغراقه 6 أشهر في كتابتها في ظل ظروف السجن القاهرة، وحاجته لترتيبات خاصة تمكنه من التدوين، وإعادة نسخها ثانية وتهريبها لسجن آخر خشية مصادرتها.

وخارج السجن احتاجت الرواية وقتا كبيرا للتجميع والتدقيق، حيث وصلت مجزأة عبر البريد الإسرائيلي وأسرى محررين، وساعد في ذلك امتلاك عائلة خندقجي واحدة من أقدم المكتبات في نابلس، وإنتاجهم الكثير من أدب السجون.

وتقع رواية قناع بلون السماء في 240 صفحة من القطع الوسط، وتدور أحداثها حول، قصة الشاب الفلسطيني "نور الشهدي" المنحدر من أحد مخيمات مدينة رام الله والمهووس بعلم الآثار.

ويضيف “يوسف خندقجي” شقيق مؤلف رواية قناع بلون السماء، في لقاءات إعلامية له: وبينما يكون نور في مدينة يافا يشتري معطفا من سوق المستعمل، يعثر بداخله على هوية إسرائيلية ليهودي إشكنازي ــ يهود الشتات ــ  اسمه بالعبرية “أور” ويعني “نور” ويستغل ذلك في التسجيل بمعهد أولبرايت الإسرائيلي للعلوم الأثرية، لينقب عن الآثار ويسبر أغوار التاريخ الفلسطيني المطمور والمسروق ليرسخ فلسطينيته.

وبصفته يهوديا يتابع “أور” بحثه ضمن بعثة إلى كيبوتس “مشعار هعيمق” الإسرائيلي المقام على أراضي قرية أبو شوشة المهجرة في نكبة 1948، ويتجدد الصراع في إثبات الهوية الفلسطينية، وتصبح المسألة وكأنها اشتباك ثقافي مع الاحتلال كل يوم.

 

القناع إشارة إلى الهوية الزرقاء

بينما يذهب الروائي السوري نبيل سليمان، رئيس لجنة تحكيم جائزة البوكر العربية إلي أن: "القناع  ــ في رواية قناع بلون السماء ــ هو إشارة إلى "الهوية الزرقاء" التي يجدها نور، وهو عالم آثار مقيم في مخيم في رام الله، في جيب معطف قديم، صاحبها إسرائيلي، فيرتدي نور هذا القناع، وهكذا تبدأ رحلة الرواية السردية. رواية متعددة الطبقات يميزها بناء الشخصيات، والتجريب واسترجاع التاريخ وذاكرة الأماكن.

ويشدد “سليمان” على أن: “يندمج في قناع بلون السماء الشخصي بالسياسي في أساليب مبتكرة. روايةٌ تغامر في تجريب صيغ سردية جديدة للثلاثية الكبرى: وعي الذات، وعي الآخر، وعي العالم، حيث يرمح التخييل مفككًا الواقع المعقد المرير، والتشظي الأسري والتهجير والإبادة والعنصرية. كما اشتبكت فيها، وازدهت، جدائل التاريخ والأسطورة والحاضر والعصر، وتوقّد فيها النبض الإنساني الحار ضد التحوين، كما توقدت فيها صبوات الحرية والتحرر من كل ما يشوه البشر، أفرادًا ومجتمعات، إنها رواية تعلن الحب والصداقة هويةً للإنسان فوق كل الانتماءات”.