رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فلان الفلانى «10»


«فلان الفلانى اللى كان يومها جنبى.. ساعة لما بدأوا فى ضرب الرصاص.. فلان الفلانى اللى معرفش اسمه.. فدايماً بقول يا بن عمى وخلاص».. «فلان الفلانى» أغنية وطنية آراها من أهم أيقونات ثورة 25 يناير الإبداعية لشباب كانوا بفنونهم ورؤاهم البديعة المتجددة كل يوم فى طليعة شعب مصر

يشعلون جذوة الحماس فى النفوس الثائرة الوطنية فى ميادين الحرية. هل كان يتصور شبابنا النبيل فى ميادين التحرير أبناء وأحفاد جيل أكتوبر العظيم أن يحتفى إعلام الندالة بقتلة الرئيس أنور السادات صاحب الانتصار المصرى الأعظم فى تاريخ العسكرية المصرية، وأن يفرد لهم الصفحات وساعات البث الفضائية، وآخرها حوار شهير أجرته صحيفة خاصة يوم العاشر من رمضان 2012 مع محمد الظواهرى القيادى فى تنظيم الجهاد فرحة بقدوم رئيس للبلاد ينتمى لتيار الإسلام السياسى. وتقديراً وامتناناً لسيادته للموافقة على عودته وأقرانه إلى البلاد ومن من هؤلاء الثوار كان يمكن أن يتصور قراءة مانشيت رئيسى لحوار طويل بعنوان «الظواهرى»: لقد كان قتل السادات حلالاً شرعاً؟!.. وأذكر القارئ العزيز بأن نشر الخبر كان يوم العاشر من رمضان، وكأنها تحتفى بالمناسبة على طريقتها ولا يهم رد فعل شعب يهفو وجدانه بمشاعر العزة والفخار كلما حلت تلك المناسبة. وتعالوا معى نتخيل تلك المقدمة لحوار «فلان الفلانى» اللى لا يمكن يكون منا مع الظواهرى «فى قصر منيف بالتجمع الخامس ـ قال إنه ملك لشقيقته ـ كان اللقاء مع محمد الظواهرى القيادى بتنظيم الجهاد والملقب بـ«أبو أيمن المصرى» الشقيق الأصغر لأمير تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى، بعد محاولات دامت لأسابيع لإقناعه بإجراء أول حوار له عقب ظهوره فى أحداث وزارة الدفاع بالعباسية، وفى البداية أبدى عدم رغبته فى التصوير كونه حراماً شرعاً ثم عدل عن موقفه، وأثناء الحوار معه بدا شخصاً ودوداً، وليس غليظاً حاد الطباع، ورفض الظواهرى أن يطلق عليه إرهابياً طالما أن ما يفعله لا يخالف الشرع، وأنه خرج ليرهب أعداء الله، رافضاً القوانين والدساتير الوضعية التى جاءت بجماعة الإخوان المسلمين إلى الحكم ومطالباً بإقرار القوانين الإسلامية التى لا تخالف شرع الله، لأنه لا حكم يعلو على حكم الشريعة، كما يقول مضيفاً أن غير المسلمين الذين ارتضوا العيش فى ديار الإسلام هم أهل ذمة وعليهم أن يدفعوا الجزية، معتبراً أن العلمانيين أصحاب دين غير سماوى، وأنهم يقفون عائقاً أمام تطبيق الشرع. حول الحوار وكارثة التدافع الإعلامى الغريب نحو رموز فصيل من البشر كنا نتصور أنهم منا حتى كانت أفعالهم وتصريحاتهم الاستفزازية والمقيدة لحرية الناس كاشفة لتوجهاتهم، والأهم بعد أن بات لهم على كراسى الحكم البعض ممن ينتمون إلى تيار الإسلام السياسى، ويستكمل «فلان الفلانى» حكاويه مع نجوم زمن الإخوان فى جزء قادم.

■ كاتب