رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم السبت.. اللاتينية تحتفل بذكرى القدّيس لويس مريم غرينيون المنفراتيّ

الكنيسة اللاتينية
الكنيسة اللاتينية

تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى القدّيس لويس مريم غرينيون المنفراتيّ، الكاهن، ووُلِدَ لويس مريم غرينيون دو لا باشيليري في مونتفور لا كان، في 1673. كانت دراسته الإبتدائية تقيّة ومتينة؛ ثمّ أكملها عند اليسوعيّين في رين، حيث ذاع صيته باسم القدّيس لويس دو غونزاغ. في بداية مسيرته، أصبح هذا الكاهن الشاب مرشدًا في مستشفى بواتيه، حيث أجرى إصلاحًا سريعًا ومدهشًا في آنٍ معًا.

نتيجة الاضطهادات التي أثارها الجنسينيّون، توجّه إلى روما ليضع نفسه في خدمة الإرساليّات الأجنبيّة أمام البابا، فتلقّى الأمر من الحبر الأعظم للعمل على نشر البشارة في فرنسا. منذ ذلك الحين، بدأ يتنقّل من إرسالية الى أخرى، طوال عشرة أعوام، في عدّة أبرشيّات في الغرب، حيث أجرى تغييرات جذريّة بفضل كلامه المؤثِّر، واندفاعه الكبير ومعجزاته. كما كان يغذّي حياته الروحيّة بالصلوات المتواصلة وبالرياضات الروحيّة الطويلة، ممّا جعل العذراء مريم تقوم بزيارته مرارًا وتكرارًا.

 بعد ستّة عشر عامًا من التبشير، فارق الحياة وهو يعظ في سان لوران سور سافر (الفانديه)، عن عمر يناهز الثالثة والأربعين سنة، تاركًا وراءه، لإكمال مسيرته، جمعيّة من المرسلين، وراهبات الحكمة، وبعض الرهبان للاهتمام بالمدارس والمعروفين اليوم في كلّ أنحاء العالم باسم رهبان القدّيس جبرائيل.

وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إنّ يسوع المحبّ، وقد رأى ما أحوَجنا لعونِه، وجدَ وسيلة رائعة يُظهرُ فيها فيضَ محبّته لنا. ولهذه الغاية، رفعَ باسمه وباسم إخوته هذه الصلاة: "أُرْزُقْنا اليومَ خُبْزَ يَومِنا، وأَعْفِنا مِمَّا علَينا" .. شعرَ بأنّه يتوجّبُ عليه أن يوقِدَ نارَ المحبّة في أعماقنا واضعًا محبّته لنا نصبَ أعيُننا، وليس ليوم واحدٍ وحسب بل على مدى الأيام. ولأجل ذلك، آثرَ العيشَ في وسَطنا.

لا يسعُني إلاّ أن أعجَبَ بهذا الطلب الوحيد الذي كرّرَ فيه الكلامَ نفسَه. فصلّى بادئ ذي بدء لكي يُعطى لنا هذا الخبز يوميًّا ثمّ أضاف قائلاً: "أعطنا إيّاه اليوم"، كما لو أنّه يقول لأبيه، بما أنّه قد سُلّمَ مرّةً للموت من أجلنا، وبما أنّه من الآن وصاعداً هو خيرٌ لنا، لن يحجبَه عنّا بل يضعه في تصرّفنا كلّ يوم حتى انقضاء العالم... فإن قالَ "خبزنا اليوميّ"، عنى بذلك، حسب رأيي، أنّنا لا نملكُ هذا الخبز على الأرض وحسب بل سنحظى به في السماء أيضًا إذا عرفنا كيف نستفيد من رفقته... فعندما يقول "هذا اليوم" فإنّه يشيرُ، كما يبدو لي، لليوم أي لأجَل العالم لأنّ العالم لا يدومُ حقاً إلاّ ليوم واحد.