رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد إثارتها الجدل.. الواقعية السحرية كلمة السر فى "مئة عام من العزلة"

ماركيز
ماركيز

أثارت رواية "مئة عام من العزلة" للكاتب الكولومبي الراحل جابرييل جارسيا ماركيز الكثير من الجدل من قبل رواد التواصل الاجتماعي، حيث قارن بعض المستخدمين بينها وبين رواية "الحرافيش" لنجيب محفوظ، ومع اختلاف القصة وتعاقب الأجيال وجد المستخدمون فرصة للحديث عن إعجابهم بالروايتين.

وعن رواية "مئة عام من العزلة" فقد وصفها البعض بأنها "ممللة إلى حد ما"، فيما رأى البعض أن بها خيالاً ممتعًا وواقعية سحرية لم يقرأ مثلها من قبل.

وهذا الاختلاف في أذواق القراء، يعني بالطبع أننا أمام روايتين أثارتا دهشة الكثيرين، والتقرير التالي يستعرض سر "الواقعية السحرية" في رواية الكولومبي جارسيا ماركيز.

الكولومبي جابرييل جارسيا ماركيز

نوبل "مئة عام من العزلة" 

نشر المؤلف الكولومبي الراحل جابرييل جارسيا ماركيز أشهر أعماله "مئة عام من العزلة" 1967، وتمتد قصة الرواية لسبعة أجيال من عائلة بوينديا، ويسرد فيها الكاتب، بطريقة مشوقة، تأسيس مدينتهم "ماكوندو" حتى تدميرها في النهاية.

ومع توالي أحفاد العائلة، في شكل خيالي تستكشف الرواية نوع من الأدب اللاتيني الشهير وهو "الواقعية السحرية"، من خلال وصف الطبيعة غير العادية للأشياء الشائعة بينما تُظهر الرواية الأشياء الغامضة على أنها شائعة.

ووفقًا للموسوعة البريطانية britannica، ففي الرواية يسلط ماركيز الضوء على انتشار وقوة الأسطورة والحكاية الشعبية في ربط التاريخ وثقافة أمريكا اللاتينية، وقد فاز ماركيز بفضل هذه الرواية بالعديد من الجوائز الأدبية العالمية، ما قاده إلى تكريمه في نهاية المطاف بجائزة نوبل للآداب عام 1982 عن مجمل أعماله التي غالبًا ما تتم الإشادة بكتابته الرواية باعتبارها أكثر أعماله شهرة ومتعة.

الواقعية السحرية سر نجاح رواية "مئة عام من العزلة"

سر نجاح "مئة عام من العزلة"

الواقعية السحرية، وهى نوع من أنواع السرد في أمريكا اللاتينية التي تتميز بإدراج عناصر خيالية أو أسطورية في سرد الواقع فيبدو الخيال وكأنه واقعيًا، وهو ما أشار إليه الكتاب أنه سر نجاح رواية "مئة عام من العزلة".

وعلى الرغم من أن هذا النوع الأدبي معروف في أدب العديد من الثقافات في عصور عديدة، إلا أن مصطلح الواقعية السحرية هو مُسمى حديث نسبيًا، تم تطبيقه لأول مرة في الأربعينيات من خلال أعمال الروائي الكوبي أليخو كاربنتييه، الذي أدرك هذه الطريقة الأدبية في الكثير من أدب أمريكا اللاتينية. 

ويرى بعض العلماء أن الواقعية السحرية هي نتيجة طبيعية للكتابة ما بعد الاستعمارية، والتي تشير إلى حقيقتين منفصلتين في بعض الأعمال، وهم واقع الغزاة وواقع المهزومين. 

من أشهر أدباء الواقعية السحرية البارزين في أمريكا اللاتينية الكولومبي جابرييل جارسيا ماركيز، البرازيلي خورخي أمادو والأرجنتيني خورخي لويس بورخيس وخوليو كورتازار، والكاتبة التشيلية إيزابيل الليندي.