طفل يروى لحظات موت شقيقه فى حفلة تعذيب على يد والدهما بالجيزة
"قعد يضرب أخويا على دماغه وأنا مش عارف أنقذه.. أبويا كان متعصب وشكله يخوف لحد ما أخويا وقع من طوله ومات".. طفل يبلغ من العمر 6 سنوات يروي تفاصيل أصعب لحظات مر بها في حياته القصيرة عندما شاهد وصلة تعذيب قاسية من والده لشقيقه الأكبر حتى سقط قتيلًا في مدينة أوسيم شمال محافظة الجيزة.
داخل مركز شرطة أوسيم، وقف الطفل أمام المقدم مصطفى كمال، رئيس المباحث يسرد تفاصيل ضرب والده لشقيقه بـ"عصا" بلاستيكية سميكة مخصصة لمواسير المياه، حتى سالت الدماء من جسده، وكان الطفل البالغ من العمر 9 سنوات يتحمل الضربات وتتعالى صرخاته حتى صمت تمامًا بعد ضربة قوية نزلت من والده على رأسه ليسقط على الأرض جثة هامدة.
قال شقيق المجني عليه إن والده حمل شقيقه وتوجه إلى المستشفى وأخبر الأطباء أنه عثر عليه في تلك الحالة بعد سقوطه أثناء لعبه فأبلغوه بوفاته.
وأضاف قائلًا: "بابا متعود يضربني أنا وأخويا جامد لو عملنا أي حاجة حتى لو كانت صغيرة دي ماما سابت البيت وسابتنا بسبب إنه كان بيضربها كتير وكنا بنخاف منه".
تحريات مباحث الجيزة بإشراف اللواء هاني شعراوي، مدير المباحث الجنائية والعميد عمرو حجازي رئيس مباحث قطاع شمال الجيزة كشفت كواليس الجريمة، حيث تبين أن المتهم بائع متجول في آواخر الثلاثينيات من عمره، طلب من ابنه الأكبر الذهاب لإعادة تعبئة "ولاعة" بالغاز فعاد ابنه بعد فترة والولاعة ممتلئة للنصف فقط، ما دفع الأب لسحله والتعدي عليه بالضرب المبرح، حيث حمل ماسورة مياه بلاستيكية سميكة وضربه بها في جميع أنحاء جسده، ولم يرحم صرخات الطفل، وطلب منه الذهاب مرة أخرى لإكمال تعبئة الولاعة.
وأضافت تحريات العقيد مجدي موسى، مفتش مباحث فرقة شمال الجيزة، أن الطفل استجاب بالفعل لطلب والده وعبأ الولاعة بالكامل، وعندما عاد للمنزل أعاد والده حفلة التعذيب مرة أخرى دون سبب واضح، وتم كل ذلك تحت نظرات ومراقبة شقيقه الأصغر الذي خشي من التدخل حتى لا يناله ما نال شقيقه الذي سقط جثة هامدة أسفل أقدام والده الذي لم يهتز نهائيًا.
وتبين أن والدة الطفلين تركت منزل الزوجية وطفليها بسبب معاملة زوجها السيئة وأعصابه الثائرة بشكل دائم، حيث كان يتعدى عليها بالضرب إذا حاولت الدفاع عن طفليها من بطشه فتركتهما له وغادرت المنزل.
وألقت قوة أمنية القبض على الأب المتهم وأحيل إلى النيابة العامة التي تولت التحقيق وقررت حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات وصرحت بدفن جثمان الطفل عقب انتهاء الطبيب الشرعي من تشريحه لتحديد أسباب وتوقيت الوفاة.
