رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا لم تستخدم إيران "حزب الله" فى الهجوم على إسرائيل؟

طائرة إسرائيلية شاركت
طائرة إسرائيلية شاركت في صد هجوم إيران

إسرائيل وإيران لم تكونا قريبتَين إلى هذا الحد من مواجهة عسكرية مباشرة بينهما من قبل، على الأقل منذ الحديث الذي كان يدور في إسرائيل قبل أكثر من 10 أعوام بشأن إمكان ضرب المواقع النووية في إيران. 

ولكن اغتيال قائد الحرس الثوري في سوريا ولبنان في دمشق، حسن مهدوي، والذي يُنسب إلى إسرائيل، هو الذى فتح لأول مرة خط الهجوم المباشر بين إسرائيل وإيران للمرة الأولى. 

قبل عملية الاغتيال، كانت إيران تقف جانبًا، وتحرك وكلاءها للعمل مكانها من دون أن تتضرر، لكن اغتيال إسرائيل "حسن مهدوي، والمعروف أيضًا باسم رضا محمد زاهدي"، وضع طهران في مأزق، وجعل من الصعب عليها أن ترد عبر وكلاء.

هاجمت إسرائيل مبنى رسميًا إيرانيًا، وليس قاعدة عسكرية سورية، يوجد فيها ضباط إيرانيون، أو منشأة تابعة لحزب الله "تستضيف" مستشارين ومدربين إيرانيين، كما أن إسرائيل لم يعد بإمكانها إنكار الهجوم، وبالتي تجنب إيران ضرورة الرد.

حزب الله خارج الهجوم

اختارت إسرائيل ألا تستخدم حزب الله في هجوم الأمس، فمن ناحية تريد إيران أن تظهر كمن يرد بنفسه على الاعتداء على الأرصدة الإيرانية في دمشق، لكن الأهم هو أنها تجنبت إشراك حزب الله.

إيران التي لم تتردد فى إرسال الميليشيات للرد على أحداث موجهة ضدها بصورة مباشرة، اضطرت هذه المرة إلى التفكير في مدى صحة إشراك وكلائها، وعلى رأسهم حزب الله، في الرد إلى جانب الرد المباشر من إيران. ويبدو أن إشراك هؤلاء الوكلاء يمكن أن يعزز قوة الرد الإيراني، لكنه من جهة أُخرى، يمكن أن يعرّضهم لخطر الرد المضاد، ويؤدي إلى توسيع المعركة على الساحة الشمالية، وهو ما لا تريده إيران في المرحلة التالية.

كما أن "حزب الله" خاصة من بين كل الوكلاء، إذا فتح جبهة مع إسرائيل فإن السيناريو واضحًا ومعروفًا، وهو بدء إسرائيل حربًا واسعة في لبنان، وهو ما أعلنته واستعدت له إسرائيل منذ شهور، إلى حد أن هناك قادة إسرائيليين كانوا قد صرحوا بأن إسرائيل قد تبدأ حربًا في لبنان بعدما تنتهي من غزة.

حرب كهذه ستكون تداعياتها خطيرة على لبنان، وسيكون واضحًا للجميع أن إيران هي التي تسببت في تدمير لبنان وجر حزب الله لحرب واسعة مع إسرائيل، كلاهما حاولا تجنبها منذ بداية الحرب في غزة.

كما أن إيران تريد المحافظة على قوة حزب الله، من أجل استخدام قدراته في حال نشوب مواجهة مباشرة مع إسرائيل، إذا هاجمت هذه الأخيرة المنشآت النووية في إيران، وليس لرد محدود على عملية الاغتيال.