رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السيد نجم: أفرح كثيرا.. وصلاة العيد مقدسة بالنسبة لي

السيد نجم
السيد نجم

هناك طقوس خاصة للأدباء والكتاب في الأعياد، وخاصة عيد الفطر المبارك نظرًا لارتباطه بصوم كبير ومعاناة شديدة، فيكون الخروج من الصيام فرحة كبيرة، لذلك فبعض الكتاب يتزاور مع أصدقائه ومحبيه، وبعضهم يقرأ فقط ما لديه من كتب، وكل كاتب لديه في جعبته رؤية أخرى للعيد، وحول هذا الأمر تواصلت "الدستور" مع الروائي والناقد الدكتور السيد نجم وسألته حول أيام العيد.

بعد أن تجاوزت 75 عاما ما زلت أفرح بالإفطار بعد رمضان

يقول الدكتور السيد نجم:" تجئ أيام عيد الفطر بطقوس خاصة، أولها الحرص على أن أتناول القليل مما يؤكد أننى مفطر وانتهت أيام الصوم الثلاثين، فأشرب حتى وﺇن لم أكن أشعر بالعطش، ربما لأثبت لنفسي أنني طليق، وأفعل ما لم أكن أفعله طوال شهر كامل.. وهو ما يشعرني وبصدق بالفرح، حتى بعد أن تجاوزت من العمر ثلاثة أرباع القرن أدب بقدمى فوق أديم اليابسة، أليس للمسلم فرحتان فى بداية أيام صيامه، وفى بداية صباح أول أيام يوم افطاره.. هكذا أفرح بحق.

ويضيف:" أرى فى الصوم حكمة مؤكدة، المشقة جانب منها، ودوما أدعو الله طوال سنين عمري أن يقوني على اتمامها بما تحتاجه من مكابدات داخلية وخارجية، لعلى أزيل براثن ما كان طوال شهور السنة الفاتته.. وليس في ذلك من حرج.

الاستعداد لاتمام صلاة العيد

ويكمل:" أما الطقس الآخر، فهو الاستعداد لاتمام صلاة العيد، وقد بدأت تترامى الى مسامعى التكبيرات الخاصة بالعيد من خلال النافذة، ثم وأنا فى طريقى الى أقرب المساجد.. ولا أخفى فرحتى وأنا أغلق باب شقتى من الخارج، أن أسمع تلك التكبيرات من أحدهم بينما صوت صغاره يردده بعده:

 "الله أكبر، الله أكبر.. لا إله الا الله.. صدق وعده، وعز جنده، وهزم الاحزاب وحده.." لم أدهش ﺇلا لأن ما سمعته كان داخل العمارة وليس على الطريق الى المسجد، بينما كان صاحب الصوت القوى هو رجل فى الاربعينات من عمره، وبنتاه تردان نداءاته من خلفة، فتاتان قمرتان في ريعان الصبي.. ودون أن أقرر وجدتنى أردد همسا خلف الرجل ومع الفتاتين حتى بلغت مدخل المسجد.

يواصل:" وما كان فى المسجد هو التكبير والتهليل حتى اعتلى صوت المؤذن ليعلن بداية الصلاة، وينجزها الإمام سريعا، بعد أن كان يطيل فى صلوات التراويح حتى ساعات الليلة الماضية. وكثيرا ما يلفتنى الأطفال برفقة الأباء وهم يلهون منذ دخولهم والجلوس ﺇلى جوار أبائهم.. وهم أنفسهم لهم النصيب الاكبر من الترحاب أثناء الخروج من المسجد وقبول الهدايا البسيطة والحلوى تبرعا من أحدهم عند باب المسجد.

ويكمل:" قد يكون الوصف السابق لصباح يوم العيد هو تكرار لأيام سابقة وأعياد مضت، أما الخطوة التالية فهى ما اختلفت عن سابقتها، ألا وهي المعايدات على الأهل والأصدقاء..

 علبة هيئة البريد

ويتذكر الدكتور السيد نجم الأيام البعيدة:" أتذكر جيدا طوال سنوات القرن الماضي وحتى بدايات القرن الحالى، علبة مهمة هيئة البريد المصرية، حيث كانت المعايدات بين الأصدقاء والأقارب ومن كان فى البلاد البعيدة عن طريق طابع البريد، وغالبا نصوص مطبوعة مع أشكال الورود وجملة ""كل عام وأنتم بخير".. وغالبا تلك الكروت صغيرة الحجم داخل مظروف صغير أيضا، وأحيانا ما تكون تلك التهانى على كروت كبيرة نسبيا وربما على أكثر من ورقة تفتح وتجمل من الخارج والداخل.. ولا ننسى تلك الكروت التي ترسل بلا أظرف، وهي عادة عليها منظر طبيعى جميل للمدينة أو فى احدى قرى الوطن.

 التقنية الرقمية أزاحت الأظرف وكروت المعايدة عن عروشها

ويكمل:" ثم اقتحمت التقنية الرقمية، فأزاحت الأظرف والكروت وهيئة البريد، وأمكن عن طريق الموبايل إرسال رسالة SMS مختصرة تكتب لمرة واحدة ثم ترسل لعدد حسبما اتفق من الأصدقاء والأقارب.. اختفت أيضا وحل محلها الآن التهاني عن طريق المنصات الإلكترونية والشبكات الاجتماعية.. بالصورة أو بغيرها، أما وقد مارست ما سبق، فقد مارست وما زلت، أتواصل مع البعض بالموبيل.

 أفضل مشاغبات الأحفاد على الكتابة في العيد 

ويتابع:" فى حديث سريع متفائل.. ذلك فى مقابل قلة الزيارات أو الخروج من البيت، (غالبا) بعد أن كان للعيد برنامجه فى الخارج دوما.. حل محله استقبال الأحفاد، الذي أصبح الطقس الأساسي في العيد وربما الأهم، وفيه من الشعور بالسعادة والرضى ما يكفي لأيام العمر التالية، لاحظ أننى لم أشر الى الكتابة أو القراءة.. مع سنين عمري الأخيرة تلك، أفضل مشاغبات الأحفاد عمن سواها.

أول أيام العيد.. تعرف على طقوس الكاتبات المصريات ليلة العيد